طلحة جبريل يكتب عن دفن الحقائق
طلحة جبريل
بدأت أجواء الإنتخابات الأميركية مبكراً، خاصة بعد الإتهامات التي طالت الرئيس دونالد ترامب بأنه استعان بدولة أجنبية (أوكرانيا)للتأثير على الناخبين. بتزامن مع هذه الأجواء عادت من جديد نظرية تواصلية تقول "دفن الحقائق في المعاني"خاصة بعد التصريحات الملتبسة والغامضة لكل من ترامب ومنافسه المرتقب جو بايدن الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في إدارة باراك أوباما.
ما هي إذن نظرية"دفن الحقائق في المعاني".
كنت تابعت من واشنطن الجدل الذي واكب هذه النظرية، وقلت وقتها إنها"إجتهاد" لا يرقى إلى مستوى"النظرية".هذا الاجتهاد جربه الاميركيون كثيراً في حرب العراق، وكان يقضي بالبحث عن مفردات تستعمل لتوصيف حالة معينة، بشرط ألا تقول شيئاً وفي الوقت نفسه
لا تكون مجرد أكاذيب .آثار الأمر وقتها اهتمامي لذلك سعيت للقاء مع أحد الذين يطبقون هذا الاجتهاد التواصلي، لأسمع وأفهم. وهو خبير إعلامي كان يعمل مع"قوات التحالف" في العراق، ومهمته "دفن الحقائق في المعاني" إذا لم تتوفر معلومات كافية حول واقعة معينة أو إذا كانت قوات التحالف لاترغب في كشف تفاصيل.يقول الخبير"أحياناً تكون هناك عملية عسكرية جارية تهدف ملاحقة مسلحين، لكن لا نرغب في كشف اي تفاصيل فإن "دفن الحقائق في المعاني"يكون مهماً، لذلك ننصح القادة العسكريين اللجوء الى هذا الأسلوب كأن يقول المتحدث العسكري "سنزودكم بالتفاصيل بمجرد ان تتوفر لدينا جميع معطيات".
في منطقتنا معظم الأخبار هي عبارة عن"دفن الحقائق في المعاني".