شفشاون : ملتقى الولاعة يحيي تراث موسيقى الآلة
أسدل الستار اليوم الأحد على فعاليات الدورة الأولى من ملتقى الولاعة في موسيقى الآلة، الذي نظمه المركز الثقافي بالمدينة العتيقة بشفشاون بتعاون مع جمعية ولوعي الموسيقى الأندلسية، فرع شفشاون.
وعرف هذا الملتقى، الذي حضره جمهور متذوق لفن الآلة، إحياء سهرة بديعة ببهو المركز الثقافي، قدمت خلاله مقطوعات من العزف الأندلسي، وذلك في حصتين من الموسيقى الأندلسية من ميزان بسيط العشاق، عبر كورال أدته مجموعة صوتية مكونة من 60 فردا من أعضاء الجمعية بشفشاون وتطوان وطنجة والعرائش وسلا والرباط والدار البيضاء، صحبة فرقة موسيقية مكونة من أساتذة المعهد الموسيقي بشفشاون وعازفين مهرة.
وحسب برنامج هذه التظاهرة الفنية، فقد استفاد المشاركون من المولعين الهواة من ورشة في الموسيقى الأندلسية تمحورت حول "توشية غريبة الحسين"، أطرها الأستاذ أحمد مربوح، رئيس الجمعية الوطنية لولوعي الموسيقى الأندلسية، كما شكل الملتقى مناسبة لتعميق النقاش حول آفاق تراث الموسيقى الأندلسية.
وفي هذا الإطار أبرزت، مديرة المركز الثقافي، فاطمة بوشمال، أن تنظيم الدورة الأولى من ملتقى الولاعة في موسيقى الآلة، يأتي في إطار "تنفيذ الأجندة الثقافية للمركز الرامية إلى تنظيم ملتقى كل شهرين أو ثلاث أشهر حول محور معين وبشراكة مع فعاليات جمعوية محلية أو وطنية أو دولية".
وأضافت بوشمال أن من بين أهداف هذا الملتقى "تعزيز مكانة شفشاون، كأحد أهم مراكز هذا الموروث الثقافي الغنائي، على المستوى الوطني"، مبرزة أن عدة زوايا بالمدينة شكلت نبراسا لهذا النمط الموسيقي على مستوى الجهة، ومن بينها الزاوية الشقورية.
وفي تصريح مماثل، أوضح أحمد مربوح، رئيس الجمعية الوطنية لولوعي الموسيقى الأندلسية، أن هذا الملتقى يندرج ضمن سلسلة لقاءات الجمعية، التي يوجد مقرها بالدار البيضاء، لتبادل الخبرات والمعارف، ويتم في سياقها تنظيم ورشات تكوينية للمهتمين.
وأكد أحمد مربوح، الذي يعمل أيضا أستاذا بالمعهد الموسيقي بالدار البيضاء، أن "المحافظة على الموسيقى الأندلسية يتعين أن يكون من خلال التكوين والتأطير"، مبرزا في هذا الإطار أن الجمعية "تعمل على تقديم تكوينات مكثفة في وقت وجيز بإشراف من أساتذة متمرسين ومتخصصين في الميدان".
من جانبه، أوضح رئيس فرع الجمعية بشفشاون، علي الصديقي، أن هذا الملتقى سطر أهدافا "نبيلة" من بينها المحافظة على التراث الموسيقي الأندلسي باعتباره واحدا من مرتكزات الهوية المغربية وركنا في إرثها الثقافي العريق، إلى جانب التعريف به وتقريبه من عموم المستمعين.
وذكر الأستاذ بالمعهد الموسيقي بشفشاون أن فرع الجمعية، الذي تأسس قبل سنة، انفتح على عدد كبير من الولوعين من مشارب مختلفة، حيث ساهمت الجمعية في تكوينهم وتلقينهم المبادئ الموسيقية الأكاديمية وتنمية وعيهم بأهمية هذا التراث الموسيقي، وهو اليوم من بين الهواة الممارسين لموسيقى الآلة.
المصدر: الدار- وم ع