المقاولة المغربية مطالبة اليوم باعتماد سياسة حقيقية للنهوض بالصحة داخل العمل
أكد رئيس المجلس الإداري للصندوق التعاضدي المهني المغربي عبد العزيز العلوي، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن المقاولة المغربية مطالبة اليوم باعتماد وتطوير سياسة حقيقية للنهوض بالصحة داخل العمل، وجعلها أولوية ضمن استراتيجياتها للرفع من مردودية مستخدميها.
وقال السيد العلوي، في كلمة له خلال انعقاد الدورة التاسعة لليوم الدراسي حول الصحة داخل العمل التي ينظمها الصندوق بتعاون مع (وفا للتأمين-الطاقة)، إن موضوع المسؤولية الاجتماعية أضحى في الوقت الراهن جزء يندرج ضمن نموذج الأعمال للمقاولات، التي هي اليوم مطالبة بأن تتحمل مسؤوليتها كاملة في ما يخص ضمان شروط الصحة والسلامة في مكان العمل، لأنها في حال عدم التزامها بتوفير تلك الشروط فإنها "تبقى مهددة بأن تصبح على هامش المجتمع".
وأضاف، في سياق هذا اليوم الدراسي المنعقد حول "الصحة داخل العمل .. أية مسؤولية اجتماعية للمقاولات؟"، أن المقاولات معنية بالتفاعل مع كل المتغيرات والتحولات التكنولوجية والبيئية والإنسانية، لتتمكن من تحيين وتطوير سياساتها الصحية بشكل منتظم، معتبرا أن الاهتمام بالصحة في العمل يعد "تحديا كبيرا" أمام المقاولات الوطنية.
كما شدد السيد العلوي على أهمية وعي المسؤولين وأصحاب القرار داخل المقاولات بضرورة إدماج السياسات الصحية ضمن مخططاتهم التدبيرية، واستراتيجياتهم في مجال تسيير الرأسمال البشري، فالأمر، برأيه، يتعلق بواجب "إنساني وأخلاقي" قبل أن يكون مسألة تدبيرية محضة، مسجلا أن الرهان الأهم الذي ينبغي أن تكسبه المقاولة المسؤولة يتمثل في "جعل العمل وسيلة لحفظ الصحة، لا مصدرا للأمراض".
ودعا السيد العلوي المقاولات الوطنية إلى مراجعة طرق التسيير بما يتوافق مع التزاماتها في مجال المسؤولية الاجتماعية، على اعتبار أنها عضو فاعل داخل المجتمع، ولها تأثير عليه بصور متعددة، مبرزا أن المسؤولية الاجتماعية للمقاولات تعد محورا استراتيجيا لعدد من المقاولات التي ترغب في تحديث حكامتها، ووضع قواعد لتنمية مسؤولة وواعدة.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن كل فئات المقاولات مطالبة وملزمة باعتماد نمط تدبير يقوم على أساس المسؤولية الاجتماعية، التي تشكل اليوم إحدى الدعامات الرئيسية للحكامة الناجعة والمنتجة.
وتضمن جدول أشغال هذا اليوم الدراسي، الذي يعتبر موعدا سنويا يتيح للمقاولات الوطنية والأجنبية تبادل الخبرات والممارسات المتعلقة بصحة مستخدميهم، تقديم ورقتين لكل من رئيس دورة التفكير في مستقبل الحماية الاجتماعية بفرنسا جان بول سيكاد، وجون باسكال لابل الأمين العام للاتحاد الوطني للتبادل سوليداريس ببلجيكا، واللذين تناولا، إضافة إلى استعراض خبرات مقاولات البلدين في ميدان المسؤولية الاجتماعية، سبل وفاء المقاولات بالتزاماتها في مجال السلامة والصحة المهنية، وكذا دور التعاضديات في ما يخص النهوض بالصحة داخل العمل.
كما تميز هذا اليوم بتنظيم مائدة مستديرة توزعت أشغالها على محورين هما "حسن تدبير المخاطر الصحة والسلامة في المغرب"، و"إدماج الصحة والسلامة في إدارة الحوار الاجتماعي وإدارة التغيير".
وتوخى هذا اللقاء توفير فضاء يمكن لهيئات الحكامة والشركاء الاجتماعيين والخبراء المغاربة والأجانب من بحث مختلف القضايا والتحديات ذات الصلة بالمسؤولية الاجتماعية للمقاولة، إلى جانب تقاسم الممارسات الفضلى في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الدورة السابقة تم التركيز على أهمية الذكاء الصناعي في إطار التدابير الوقائية التي يمكن أن تتخذها المقاولات بشأن المستخدمين وصحتهم، لتجاوز المخاطر النفسية والتوتر والإرهاق، وهي الاضطرابات المتعلقة بالصحة والسلامة داخل العمل.
p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 12.0px ‘Geeza Pro’}
span.s1 {font: 12.0px ‘Helvetica Neue’}
المصدر: الدار ـ و م ع