المواطن

بعيون “الدار”.. إفران الساحرة لعشاق المتعة والطبيعة

الدار/صفية العامري

حطت "الدار" رحالها الأسبوع الماضي، بين أحضان المدينة الساحرة إفران، قبلة عشاق الطبيعة وهواة التزحلق على الثلج، من أجل التقاط صور كثيرة تحكي عن جمالها. وتنعم المنطقة بمجموعة من المتميزات التي تنفرد بها، من بين المدن المغربية، والملقبة ب" سويسرا المغرب".

إفران.. مدينة ساحرة

تقع مدينة إفران بين مدينتي فاس ومكناس، وهي مدينة أمازيغية جبلية، تتميز بطقسها البارد، وارتدائها الغطاء الأبيض في فصل الشتاء، في حين أن فصل الخريف تلبس المعطف الأصفر حيث تتساقط أوراق أشجارها على الأرض، مشكلة لوحة تشكيلية ، فيما تحرص في فصل الربيع والصيف على ظهورها في أبهى حلة، وحفاظها على نقاوة لباسها الأخضر.

إفران المدينة الساحرة، والمتألقة بينابيعها المائية وثلوجها البيضاء، وخضرتها الفاتنة ونقاء شوارعها وأزقتها، عشاقها كثر؛ سواء في المغرب أو خارجه، تلهم زوارها، وتبعث فيهم الشعور بالارتياح، وحب الحياة والمتعة بالجمال.

مدينة إفران، حيث وليت وجهك في أرجائها، تجد المتعة في التجول عبر أزقتها وشوارعها المظللة بأغصان الأشجار، هدوء تام  وطقس معتدل يدعوك إلى التأمل والاسترخاء.

تمثال أسد الأطلس.. محط معجبين كثر

لا يمكن للزائر الذي يضع أقدامه في مدينة إفران، أن يغادرها دون التوقف حتى ولو للحظات، من أجل مصافحة الأسد الهادئ وسط المدينة، الذي لا يغضب حتى هنييه من إقبال الزوار والتهافت على أخذ بعض الصور التذكارية معه.

يعرف مكان الأسد المشهور على الدوام، تواجد العديد من المعجبين، يتهافتون من أجل التقاط الصور مع أصدقائهم وأقربائهم، ويلتقطون معه صور السيلفي التي تطبعها الابتسامة، هذا الأسد الطيب مستعد دائما إلى التقاط الصور رفقة الزائرين والترحيب للمارين منهم.

رونق إفران يميزها عن باقي المدن المغربية

رغم أنها تتواجد في المغرب، إلا أنها تختلف كثيرا عن باقي المدن، بشكلها المعماري المتميز، والمشكل من مادة "القرميد" يبلط بها سطح المنازل، وهذه الطريقة في البناء والهندسة، تمكن المنزل التخلص من الثلوج عبر تساقطها.

شكل بنياتها ونظافة شوارعها، وانتشار النباتات والأشجار الجميلة في كل مكان، يزيد من جمالها ويضفي عليها طابع السحر والتميز. ومن أهم مميزاتها، هندستها المعمارية، وتوحد اللون الأحمر على  سطح منازلها. والذي احتفظت به المدينة  منذ الاحتلال الفرنسي سنة 1930ميلادية، والتي تشبه بيوتا شتوية عالمية.

نظافتها من بين أسرار جمالها

صنفت منذ سنوات مجلة "إم بي سي تايمز" الإلكترونية، مدينة إفران  ثاني أنظف مدينة في العالم، حيث اعتبرت علامة بارزة في السياحة المغربية، نقاوة شوارعها وأزقتها، التي تحرص السلطات على نظافتها بشكل مستمر والاعتناء بمساحاتها الخضراء.

تعرف مدينة إفران من خلال لقب "سويسرا المغرب"، في الإحالة على أوجه التشابه بينها وبين الدولة الشهيرة. تستقبل طول السنة مختلف الوافدين من السياح؛ مغاربة وأجانب، خاصة الرحلات المدرسية والطلابية من أجل التمتع ببياضها الناصع، واتمتع بالتزلج على الثلوج.

أكيد أنه بمجرد الإعلان عبر النشرات الإخبارية، سقوط الثلوج، إلا وتستعد الأسر والأصدقاء  وعشاق التزلج في تجهيز الملابس الخاصة، والتخطيط لبرنامج السفر في نهاية الأسبوع؛ حيث تكتظ الطرق المتوجهة إلى المدينة، سواء من جهة فاس أو مكناس.

والأروع من ذلك، بعد انتهاء الرحلة واستعدادات العودة، يحمل الكثيرون رجل الثلج على سياراتهم، والذي يصمد يمكن أن يصمد إلى حد نصف الطريق، ويتبقى منه جزء بسيط. أما في فصل الصيف فهي قبلة مفضلة لمخيمات الأطفال من مختلف جهات المملكة، حيث تشهد إقبالا كبيرا من قبل ساكنة المدن التي تعرف حرارة شديدة.

السوق المركزي.. ملاذ لمحبي الدجاج المشوي على الفحم

في ظل الطقس البارد، أو نزول الثلوج تشتد حرارة الجوع، ويصبح البحث عن ما لذ وطاب من الأكلات حاجة ملحة، ما عليك سوى التوجه إلى السوق المركزي وسط مدينة إفران، من أجل البحث عن وجبات لذيذة تضفي على الرحلة طابع المتعة.

توجد في السوق المركزي مختلف الوجبات، لكن الوجبة المعروفة والمعروضة أمام المحلات، تلفت الزائر من خلال دجاج مركب على  آلات من أجل الشواء فوق  الفحم، وبرائحتها الطيبة ومنظرها الشهي تجذب الجميع. وبعد تناولها تضع وعدا مع نفسك أن المرة القادمة ستقصد نفس الوجبة، من شدة لذتها.

"ميشليفن".. قبلة لعشاق التزحلق

 تعد محطة "ميشليفن" من أبرز فضاءات التزحلق على الثلوج والقريبة من مدينة إفران، حيث تتوفر على أكبر ساحة متخصصة في الرياضة الشتوية بالمغرب، وتشهد إقبالا كبيرا خلال نهاية أيام العطل،  من قبل عشاق التزحلق على الثلوج والاستمتاع بشدة برودة الطقس.

تختلف روعة منطقة "ميشليفن"  باختلاف أجواء الطقس. حيث تعرف المنطقة بعد تساقط الثلوج إقبالا كبيرا من قبل عشاقه، من مختلف المدن المغربية، حيث تكتظ الطرق المؤدية إليه ، في العديد من الحالات خاصة إن وصلت متأخرا لكن إن وصلت قبل الساعة العاشرة صباحا يمكنك الوصول إليها، أما بعدها  يضطر الكثيرون  تغيير الاتجاه والتوقف في مكان آخر.

ميشلفن.. محطة الباحثين عن متعة الطبيعة

يشهد المكان خلال عطل نهاية الأسبوع، والعطل المدرسية، رواجا مهما  حيث تنتعش المنطقة وتنشط التجارة، خاصة نساء المنطقة يخرجن ويعرضن سلعهن، ويبعن ما جادت بهم أياديهن الماهرة في صنع أشكال إبداعية مختلفة، يقتنيها الزائر ليحتفظ بها.

 أشجار وطبيعة شديدة الخضرة، مكان جميل للتمتع برونقه، ركبنا الحصان وجلنا في المكان وتمتعنا بالاستماع  إلى غناء صاحب الحصان عمودي يوسف، رجل طيب  يملك حصانا يلقبه ب "مرزوق"  صديقه الوفي الذي يردد مقطوعات جبيلة، تضفي على المكان سحرا لافتا.

تحدثنا مع يوسف عمودي، وأخبرنا عن عمله الذي ينتعش خلال توافد الزوار؛ حيث يدعوهم إلى الركوب على  حصانه الطيب، دون أن يعتريهم الخوف، لا يحتسب عبد الله عدد الدورات ولا حتى النقود التي تقدمها له، وإنما يسألك عن تمتعك بالركوب على حصانه وإعجابك بالمنطقة.

جميل أن تجول المكان على ظهر مرزوق، وتستمع في الآن نفسه إلى الغناء الذي يسمع صدى صوته بين الجبال،  يفيد المكان في بعث المتعة والاسترخاء في نفس الوافد وتخلصه من تعب العمل و ضغط الحياة، رغم أنه يوم واحد، لكنك تحس أنه أكثر من يوم، ويتوقف الأمر على مدى تخلصك من تبعات أخرى والانغماس في اللحظة.

 

RépondreTransférer

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + 20 =

زر الذهاب إلى الأعلى