الدار/ صفية العامري
خديجة البعيري وسليمة البعيري أختان شابتان مبدعتان، في عقدهما الثالث، تنحدران من قرية "ولاد داود راس الماء" مدينة الناظور، يعشن رفقة والديهما. انقطعن عن الدراسة في المستوى السادس من التعليم الإبتدائي؛ بسبب تواجدهما في قرية بعيدة، صديقتا البيئة، تملكان حسا إبداعيا، حبهما للطبيعة دفعهما إلى المبادرة وخلق حرفة استطاعا من خلالها إثبات ذواتهما وخلق تعاونية "بقايا الطبيعة"، بدأتا الاشتغال منذ عشر سنوات، فيما دخلتا مجال التسويق منذ ثلاث سنوات، شاركتا في مجموعة من المعارض الوطنية.
تحب خديجة وسليمة الطبيعة منذ صغرهما، ومن خلال احتكاكهما بها تمكنتا بمخيلتهما الشابة، بعث الحياة في بقايا الطبيعة ومخلفات البحر، وجعل منها مادة أساسية في صنع مختلف الأشكال التزيين والديكورات المنزلية منها؛ مزهريات، ومرايا منقوشة بالحجر الموجود في الرمل.. حرفة تتطلب الحس الإبداعي أصدقاء البيئة.
في البداية، بدأتا الأختان الشابتان البعيري عملهما من باب ممارسة هوايتهم، وتزيين بيتهم بالأشكال التي يصنعونها، وبعد أن تلقتا التشجيع من قبل أفراد عائلتهما، بدأت الفكرة تراود مخيلتهما الشابة، وبعد أن نضجت فكرتهما لم تترددن في إخراج مشروعهما إلى الوجود، وخلقتا تعاونية "بقايا الطبيعة"، حيث أبدعتا في صنع مختلف أشكال التزيين التي تبرز جمالية المرأة المغربية، الصانعة التقليدية.
تعتبر خديجة وسليمة أن بقايا الطبيعة كنز كبير، وهو المادة الخام، التي تعملان على تطويرها وتشكيلها في إكسسوارات التجميل وتزيين البيت، من خلال إعادة بقا الأشجار ومخلفات البحر والطبيعة لصنع مجموعة من أنواع الديكور التقليدية.
"أحجار ملونة، ورد العرعار، ثمار البلوط، أصداف البحر، ثمرة الصفصاف.." كلها بقايا الطبيعة، تمكنت الأختان المبدعتان من بعث روح الحياة في بقايا الطبيعة، ومنحها معنى جديدا يغير من وظيفتها الأولى، ويقحمنها في مجال الصناعة التقليدية.