باريس: ماكرون يجمع بوتين وزيلينسكي في قمة حول السلام في أوكرانيا
تستضيف باريس الإثنين قمة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بحثا عن تسوية للنزاع في شرق أوكرانيا الذي أسفر عن مقتل 13 ألف شخص منذ اندلاعه عام 2014، وإيجاد آلية لتنفيذ اتفاقات مينسك.
يأمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تكون القمة حول أوكرانيا الإثنين في باريس خطوة أولى قوية لتطمين الأوروبيين إزاء التقارب الذي يريد الرئيس الفرنسي تحقيقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويجمع ماكرون للمرة الأولى رجل الكرملين مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الإليزيه، بحضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بحثا عن تسوية للنزاع في شرق أوكرانيا الذي أسفر منذ اندلاعه عام 2014 عن مقتل 13 ألف شخص.
وقمة الإثنين هي الأولى من نوعها منذ عام 2016. ويهدف لقاء القادة الأربعة تحت صيغة تعرف بـ"النورماندي"، باسم المنطقة الفرنسية التي جرت فيها أول قمة حول أوكرانيا في 2014، إلى إيجاد آلية لتنفيذ اتفاقات مينسك. وسمحت تلك الاتفاقات بخفض مستوى العنف في شرق أوكرانيا بشكل كبير، لكن جانبها السياسي لم يطبق بعد.
ويشدد إيمانويل ماكرون، الذي يدرك أن نظراءه الأوروبيين يترقبون خطواته، على أن "المصالح الأمنية" للقارة هي أولويته القصوى، وجعل من "تحقيق تقدم" حول أوكرانيا "الشرط المسبق" لإعادة إطلاق الحوار مع روسيا.
من جهته، يرى السفير السابق والخبير الجيوسياسي في مركز "مونتانيي" الفرنسي للدراسات ميشال دوكلو أن هذه القمة "اختبار هام لماكرون وللأوروبيين. لقد عزل ماكرون نفسه بالفعل كثيراً. وإذا لم ينجح في تحقيق شيء بشأن أوكرانيا، فسوف يصبح معزولاً أكثر".
ويبدو هامش المناورة ضيقاً بين مطالب روسيا، التي تريد الحفاظ على نفوذها في أوكرانيا المجاورة، ومطالب الأخيرة العازمة على استعادة سيادتها على منطقة دونباس.
ويعتبر ميشال دوكلو في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن "لدى الكرملين ما يكفي من الدهاء ليدرك أن على هذه القمة أن تكون ناجحة". ويضيف "يجب على ماكرون وميركل وزيلينسكي أن يتمكنوا من القول إنهم حققوا شيئاً ما".
أما الرئيس الأوكراني فكان واقعياً في مقاربة التحديات المنتظرة من القمة، معتبراً أن تبادلاً جديداً للأسرى" بعد العملية التي تمت في 7 أيلول/سبتمبر، فضلاً عن "تنفيذ فعلي لوقف إطلاق النار"، يشكلان بالفعل مؤشرات جيدة.
بالإضافة إلى تحدي الأزمة الأوكرانية، فإن أوروبيو الشرق (بولندا ودول البلطيق ورومانيا) الذين لا يزالون يعتبرون روسيا التهديد الأول لبلدانهم، وكذلك بعض دول غرب أوروبا مثل ألمانيا، سيراقبون عن كثب مؤشرات عن حسن نوايا الرئيس فلاديمير بوتين.
ويأمل ماكرون، الذي يرى أن أمن أوروبا يتحقق عبر حوار متين لكن "بعيد عن السذاجة" مع روسيا، أن يختار نظيره الروسي أوروبا وليس الصين.
وسيكون اجتماع الرئيسين بوتين وزيلينسكي، لقاءً بين رئيسين مختلفين للغاية، أحدهما رجل قوي يتمتع بخبرة طويلة في السياسة، والآخر مبتدئ لا يزال يتلمس طريقه في عالم السياسة.
وبالنسبة للرجلين ستكون القمة فرصة لمعرفة كل منهما لخصمه في النزاع الذي من المرجح أن يكون طويلا، حول مستقبل أوكرانيا.
فبوتين اكتسب بعد نحو 20 عاماً في السلطة، ثروة من الخبرات على الساحة العالمية. وقد أشرف عميل الاستخبارات الروسية السابق (67 عاما) على صعود روسيا لتصبح قوة عالمية يتزايد نفوذها في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. وقمع بوتين المعارضة السياسية بأكملها تقريباً، وعزز سمعته كرجل قوي من خلال صوره وهو عاري الصدر وتحديه للانتقادات الغربية.
أما زيلينسكي فهو ممثل سابق ركب موجة الاستياء التي سادت أوكرانيا التي صوتت له في أيار/مايو رغم أنه لا يملك أي خبرة سياسية باستثناء لعب دور الرئيس في مسلسل تلفزيوني. وسار زيلينسكي (41 عاما) من منزله في كييف إلى مكان تنصيبه، وعادة ما يطل على الناس بدون ربطة عنق.
p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 12.0px ‘Geeza Pro’}
span.s1 {font: 12.0px ‘Helvetica Neue’}
المصدر: الدار ـ رويترز