مراكش تحتضن لقاء اليهود المغاربة من أجل مغربة متقاسمة
الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز
عرف المغرب منذ القدم بالتعايش والتسامح بين مختلف الديانات والأعراق، خصوصا أن هناك العديد من الأسر اليهودية التي تعيش بمختلف الأحياء المغربية والتي تفضل عدم مغادرة المغرب معتبرة أن هذا الأخير يعتبر بلد الأمن والاستقرار بامتياز، وفي هذا السياق تتعدد الفعاليات الرسمية التي يرعاها المغرب، والتي تهدف أساسا إلى حماية التعددية الدينية التي تعبر عن قابلية المغرب على التعايش مع مختلف الديانات.
ويعتبر "تنظيم لقاء اليهود المغاربة من أجل مغربة متقاسمة" الذي تحتضنه مدينة مراكش من أبرز اللقاءات التي تحج إليها الأقليات الدينية من مختلف المدن المغربية، في سبيل تدارس السبل الكفيلة بتحقيق التعايش في ظل تعدد الأعراف الدينية والمعتقدات الفكرية.
وينظم هذا اللقاء سنويا بمدينة مراكش، ويعتبر مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج الجهة الوصية على هذه الفعالية، التي تحظى بحضور وازن لمجموعة من الشخصيات والمفكرين البارزين في محال البحث العلمي الذي ينكب على موضوع حوار الأديان، وكيفية تبني السبل التي ترعى الحفاظ على السلم والاستقرار المجتمعي داخل المجتمعات على اختلافها، ويشكل هذا اللقاء الفرصة المناسبة التي يرحب من خلالها مجلس الجالية باليهود المغاربة، سواء تعلق الأمر بالمقيمين داخل الوطن أو خارجه.
وارتباطا بهذا اللقاء الذي تم افتتاحه اليوم، قال عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إن المجهودات متواصلة في أفق تعزيز علاقة اليهود المغاربة بالمغرب، معتبرا أن العلاقة ستصبح قوية إلى درجة ترسيخ قناعة الاستقرار في المغرب وعدم مغادرته للأبد، في أفق محاربة التطرف الذي يكون نتاجا يتولد عقب التعصب الديني والتشبث بالمعتقد الخاص، في مقابل رفض الانفتاح على الآخر المختلف دينيا وعقائديا.
ويشار إلى أن هناك مجموعة من الجهات التي شاركت في تنظيم هذه الفعالية، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية التي تعتبر الجهة الرسمية التي تعتبر هذا اللقاء من أبرز المهام الأساسية التي تترجم اهتمام المغرب بالجالية المقيمة بالخارج والتي تضم في جزئها الكبير يهود وأقليات دينية أخرى من مختلف الديانات.
وفي معرض حديثه أثناء عرض فعاليات هذا اللقاء قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن تنظيم لقاء "اليهود المغاربة: من أجل مغربة متقاسَمة"تحت الرعاية الملكية يظهر الاهتمام بالمكون اليهودي في المملكة، وأضاف: "مستقبل المغرب وعلاقة الطائفة اليهودية به مضمونة"، معربا في السياق ذاته أن الحضور البارز الذي يحظى به هذا اللقاء هو الانعكاس المرآوي الذي يترجم مدى انخراط المغرب في رعاية كهذه قضايا تضع في أولوياتها رعاية التعددية الدينية.
وأضاف من جهته محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، أن الإضافة العبرية في الثقافة المغربية، لطالما شكلت قيمة مضافة، خصوصا وأنها تعكس قابلية المغرب على الاعتراف بالتعدية الدينية، التي تعتبر حقيقة فعلية لا يمكن إنكارها تحت أي طائل، وشدد في السياق ذاته أن هذه القضايا المهمة تحتم المشاركة المكثفة من قبل جميع الجهات، في أفق الانفتاح على اليهود والتعايش معهم لأنهم يشكلون جزءا من الحضارة والثقافة المغربية، وهو الأمر الذي ينطبق على اليهود المستقرين بالمغرب، أو الذين يعيشون خارج التراب الوطني.