المواطن

مديرية الأمن الوطني تحقق حلم خالد المصاب بالسرطان

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

تمكن خالد البالغ من العمر أمس من معانقة الملامح الأولى لحلمه المستقبلي، المتمثل في أن يصير رجل شرطة، حيث تم استقباله من طرف مديرية الأمن في خطوة لا يمكن وصفها إلا بالإنسانية، خصوصا وأنه لقي ترحيبا هاما من قبل الموظفين الذين رحبوا به وهم مقبلين على تلقينه الأبجديات الأولى للمهنة، التي يقول الطفل عنها إنها حلمه الذي لطالما راوده واليوم تمكن من دخول معالم هذه المهمة التي تصطف في عداد المهام الصعبة، والتي تحتاج إلى جانب التأهيل والقدرة على تحمل مشاقها، إلى الحب الذي يكن خالد جزءا كبيرا لها كمهنة مميزة.

يرجع هذا الشغف الذي يراود خالد في الاطلاع على كواليس المهنة في سن مبكرة إلى سبب ليس له بديل، لأنه يسارع الزمن مخافة من أن  يفقد حظه في الحياة وهو يحاول الظفر بأحلامه المستقبلية، لا لشيء إلا لأنه يعاني من مرض السرطان، هذا الأخير الذي لا يدل في الكثير من الأحيان على المرض العابر الذي يمكن أن يعالج، أو المرض المزمن الذي يمكن أن يتعايش معه الإنسان ، لكنه يتجاوز حدود هذه التخمينات جميعها ليصبح في الكثير من الأحيان المعنى المرادف للموت، الأمر الذي يحمل مجموعة من الأفراد إلى التعجيل بتحقيق أحلامهم مخافة منهم من أن تطل معلقة وموقوفة التنفيذ إلى دار أخرى غير هذه الدار الدنيا.

ويشار إلى أن هذه المبادرة التي أقدمت عليها المديرية العامة للأمن، تترجم خطوة إنسانية تقدم نموذجا إيجابيا في التعامل مع مرضى السرطان، ليس من باب الشفقة ولكن لأن حيزا كبيرا من الأهمية يجب إبلاؤه للجانب النفسي حتى يتمكن المصاب من التماثل للشفاء، والعكس صحيح لأن غياب الدعم النفسي هو الأمر الذي تكون له مجموعة من الانعكاسات السلبية على الحالة الصحية للمصاب.وقد حرصت المديرية على استقبال الطفل خالد بكثير من الحفاوة والتشجيع من خلال الحرص على استقباله بشكل مميز في محاولة بسيطة لإدخال أجواء الفرحة عليه لأن الحلم الذي ينشد تحقيقه باستمرار هو الانضمام إلى صفوف رجال الشرطة حتى يصطف إلى جانب الرجال الذين يحملون على عاتقهم هم حماية الوطن، والتصدي لجميع التحديات التي تعترضه.

وتناقل المواطنون هذا الخبر بكثير من الاستحسان، معتبرين أن هذه الخطوة فريدة من نوعها خصوصا وأنها تترجم أسلوبا إنسانيا يعكس قيما مهمة، وهو الأمر الذي يتضح بجلاء من خلال النقاش الذي دار على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، لأن معظم النشطاء أشادوا بهذه الخطوة واعتبروها تعبيرا راقيا عن الإنسانية وروح التضامن.

وفي تصريح إعلامي، قال عبد العالي الرامي رئيس جمعية ‘‘منتدى الطفولة’’، "إن الطفل حالد بالرغم من صغر سنه، إلا أنه تمكت وبعزيمته القوية المقاومة، والتشبث بالكثير من الأمل للتشافي من هذا المرض وهو الأمر الذي عبر عنه الأمس أثناء الزيارة التي قام بها في مختلف مرافق المديرية العامة للأمن، حيث قام بجولة خاصة بين مرافق المديرية وسمح له بأن يحقق" حلمه " ولو للحظات يسيرة، في مشهد مؤثر جدا، لاقى استحسان الجميع".

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + عشرين =

زر الذهاب إلى الأعلى