أخبار الدارالرئيسية

الاستقلال.. ذكرى المجد المغربي

 

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز 

يخلد اليوم الشعب المغربي ذكرى الاستقلال وهو اليوم الذي انتصر فيه المغرب شعبا وقيادة على المستعمر الفرنسي، حيث كانت هذه هي الفرصة التي استعرض من خلالها المواطنون المغاربة  القيم التي تجمعهم، وكذلك استعدادهم اللامشروط في التضامن من أجل تحرير البلد من قبضة المستعمر، خصوصا وأن سنة 1912 كانت السنة الشاهدة على مختلف أشكال الاستغلال التي استهدفت المغرب، حينما كانت قوات الحماية الفرنسية هي الوصية والمسؤولة على استنزاف خيرات البلاد الاقتصادية، الاجتماعية وكذلك المرتبطة بالعنصر البشري.

الاستقلال…ذكرى التضامن والوحدة المغربية

ويعتبر اليوم الموافق ل18 نونبر المناسبة التي يحتفل فيها المغاربة بالقيم التي يحسب لها الفضل في الظفر بالاستقلال، فضلا عن كونها تشكل المحطة التاريخية التي يسعى المواطنون من خلالها إلى إحياء قيم التسامح والتضامن في سبيل تخليد المجد التاريخي الذي تمكن المغرب من بلوغه.

المغاربة ضد التقسيم

كثيرة هي الجهود التي تحسب للشعب المغربي في الظفر بالاستقلال، خصوصا وأنهم شددوا المقاومة بشتى أنواعها في الشمال والجنوب، أكثر من ذلك أقدموا على إعداد البيانات التوضيحية التي تم توزيعها على نطاق واسق في أفق التعريف بالأهداف الأساسية للحماية وهي المتمثلة في استنزاف خيراته الاقتصادية واستعباد طاقاته البشرية تحت ذريعة الحماية الفرنسية.

 أكثر من ذلك فقد عمدت السلطات الفرنسية إلى إصدار الظهير البربري الذي كان يروم تقسيم المغرب إلى عرب وآخرون أمازيغ، غير أنه أدى وظيفة عكسية خصوصا وأن المغاربة خرجوا في المظاهرات ينددون بالحفاظ على الوحدة والتضامن، الأمر الذي لم يعمل على خدمة الأهداف التي كان مخططا لها، والتي كادت أن تعصف بالوحدة المغربية لولا القدر العالي من التأهب الذي كان عليه الشعب المغربي.

طغيان المستعمر زادهم ثباتا

وفي السياق ذاته فإن الشعب المغربي ظل متشبثا بالممانعة والمقاومة، وكلما زاد جبروت المستعمر كلما تشبث المواطنون بالأمل الأكثر، لأنه حينما تم نفي الملك محمد الخامس إلى جزيرة مدغشقر انتفض الشعب المغربي، وقاموا بتنظيم مجموعة من الخرجات والمظاهرات، أكثر من ذلك فقد نظموا التظاهرة الشعبية التي دخلت التاريخ من أبوابه الواسعة، وهي ثورة الملك والشعب، التي تمت المطالبة من خلالها باسترجاع الملك إلى كنف شعبه، وموطنه، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل، خصوصا وأن الثورة شهدت خروج المغاربة جميعهم مطالبين بهذا المطلب الذي اعتبروه مطلبا شعبيا مشروعا.

وبالرغم من مضي وقت طويل، فلازال المغاربة يعيشون على ذكرى الاستقلال الذي يخلد التضحيات التي التحم المغاربة جميعهم في أفق الحصول على الاستقلال، والانعتاق من أسر الاحتلال الذي أبلا الشعب المغربي العيش تخت وطأته، حيث يتم الاعتماد على هذا اليوم لإحياء هذه الذكرى والتأكيد على المغاربة تمكنوا من تحقيق النصر الذي ظل موشوما في ذاكرة التاريخ المغربي.

 

 

 

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى