القادة الاقتصاديون بـ”جوهانسبورغ” يدعون إلى إرساء شراكة “مغربية- جنوب إفريقية”
دعت غرفة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا، التي تعد أهم تجمع للمقاولات بجنوب إفريقيا، إلى إرساء شراكة فاعلة بين المغرب وجنوب إفريقيا، مبرزة أن هذه الشراكة ضرورية لتعزيز زخم الاندماج الذي تشهده القارة الإفريقية.
وقال الرئيس الجديد لغرفة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا، امثو كسولو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء- جوهانسبورغ، "إن هذه الشراكة تفرض نفسها بين هاتين القوتين الاقتصاديتين الإفريقيتين".
ونوه كسولو باللقاء الذي جمعه، مؤخرا بجوهانسبورغ، برئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، صلاح الدين مزوار، على هامش المنتدى الإفريقي حول الاستثمار المنعقد من 7 إلى 9 نونبر الجاري بساندتون، الحي المالي لجوهانسبورغ.
وكان مزوار ضيف الشرف خلال حفل تنصيب كسولو على رأس هذه المنظمة الهامة لرجال الأعمال الجنوب إفريقيين، والتي تشرف على شبكة تتألف من أزيد من 20 ألف مقاولة تعمل في قطاعات مختلفة.
وقال رئيس الغرفة "لقد كان لقاء مثمرا للغاية مع مزوار وركز على عدد من القضايا الهامة، بما في ذلك سبل تعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية بين جنوب إفريقيا والمغرب"، معربا عن عزمه على بذل قصارى جهده لنسج علاقات شراكة دائمة بين مجتمع الأعمال في المغرب وجنوب إفريقيا.
وأضاف "سنواصل المحادثات حول سبل تشجيع المقاولات المغربية على استكشاف سوق جنوب إفريقيا، وكذا تشجيع الشركات الجنوب إفريقية للبحث عن فرص في المغرب"، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن المناخ القاري الجديد، الذي يتجه نحو الأعمال والاستثمار، يفرض مثل هذا الانفتاح بين المغرب وجنوب إفريقيا.
وتابع أن البلدين حققا تقدما اقتصاديا هائلا يضعهما في مركز الصدارة ليكونا بمثابة بوابة الدخول إلى إفريقيا: المغرب في الشمال وجنوب إفريقيا في الجزء الجنوبي من القارة.
وسجل رئيس جمعية أرباب الأعمال في جنوب إفريقيا، في السياق ذاته، أن القطاع الخاص المغربي نجح في فرض نفسه في القارة الإفريقية، ليشمل وجوده القطاعات الحيوية بالنسبة للمنظومة الاقتصادية الناشئة في إفريقيا.
وقال إن هناك العديد من النقاط المشتركة بين القطاع الخاص المغربي ونظيره الجنوب إفريقي، خاصة فيما يتعلق بمخطط الأداء والدينامية والقدرة على إدارة الأعمال بشكل جيد.
من جهة ثانية، أكد كسولو أن المحادثات "المثمرة" التي أجراها بجوهانسبورغ مع رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب أسفرت عن التزام بعقد لقاءات دورية بين الاتحاد المغربي وغرفة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا، بكل من الدار البيضاء وجوهانسبورغ، من أجل رسم توجهات الشراكة التي تبدو واعدة، وفقا للسيد كسولو.
وأشار رئيس الغرفة الجنوب إفريقية إلى أن انفتاح منظمته على المغرب يندرج في إطار استراتيجية جديدة تهدف لاستكشاف فرص الأعمال بعدد من الدول، مضيفا أن المغرب أحرز تقدما هاما جعل من المملكة شريكا رئيسيا على الساحة الإفريقية.
وأضاف "إننا نعتقد، على مستوى الغرفة، أنه يتعين على المغرب وجنوب إفريقيا أن يكونا في طليعة جهود التكامل والتنمية والابتكار في القارة".
وفي هذا السياق، أشار إلى أنه من المرتقب أن يتوجه وفد من الغرفة إلى المغرب في أوائل عام 2019 من أجل تعميق النقاش حول الشراكة الجديدة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب.
وقال إن هذه الشراكة ستشمل العديد من المجالات المهمة، مشيرا على سبيل المثال إلى البنى التحتية والتكنولوجيات الجديدة والمنتجات المالية والتأمين والطاقة والتكوين.
وأوضح، أيضا، أنه "سنبقى منفتحين في ما يخص إبرام مذكرات تفاهم مع نظرائنا المغاربة من أجل إرساء إطار مؤسساتي لشراكتنا"، معربا عن استعداد الغرفة لوضع شبكتها الواسعة التي تشمل منطقة إفريقيا الجنوبية رهن إشارة الفاعلين الاقتصاديين المغاربة.
وقال "إن الوقت مناسب لإقامة شراكات بإفريقيا"، مشيرا إلى أن القطاع الخاص يجب أن يضطلع بدوره كاملا في السياق القاري الجديد.
وشدد رئيس غرفة التجارة والصناعة الجنوب إفريقية في هذا السياق، على أهمية إنشاء خط جوي مباشر بين المغرب وجنوب إفريقيا لتسهيل المبادلات الاقتصادية والتجارية، مبرزا أن "مثل هذه الخطوط تعد ضرورية للتقريب بين هذين الاقتصادين الإفريقيين الكبيرين".
وأضاف أن العلاقات بين القطاع الخاص المغربي ونظيره بجنوب إفريقيا مدعوة لأن تلعب دورا هاما في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وقال كسولو "نعتقد أن توثيق العلاقات بين القطاعين الخاصين للبلدين سيعزز موقع المغرب وجنوب إفريقيا باعتبارهما رواد التنمية على المستوى القاري"، معربا عن تفاؤله فيما يتعلق بمستقبل هذه العلاقات.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال زيارته لجوهانسبورغ، أكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن التقارب بين الاتحاد وغرفة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا يظهر رغبة مشتركة لبدء صفحة جديدة بين القطاع الخاص المغربي ونظيره بجنوب إفريقيا، مشيرا إلى أن المغرب وجنوب إفريقيا يتوفران على قطاعين خاصين إفريقيين معترف بهما في إفريقيا من حيث حيويتهما والتزامهما وقدرتهما على تحفيز الاستثمار والنمو وخلق فرص الشغل.
وقال مزوار إن "هناك عدة إشارات مهمة وإيجابية" بين المغرب وجنوب إفريقيا، مما يعكس رغبة الجانبين في المضي قدما نحو شراكة يمكن أن تشكل قوة دافعة لدينامية تستفيد منها القارة الإفريقية برمتها.
المصدر: الدار – وم ع