أفريسيتي 2018: الدعوة بمراكش إلى تعزيز القدرات العملية في مجال السكن الاجتماعي
دعا المشاركون في جلسة نقاش ، انعقدت اليوم الجمعة، ضمن أشغال القمة الثامنة للمدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية "أفريسيتي"، التي تحتضنها مراكش خلال الفترة من 20 إلى 24 نونبر، إلى تقوية القدرات العملية للفاعلين المحليين لمواجهة التحديات في مجال السكن الاجتماعي.
واستعرض رئيس المكتب التنفيذي للجمعية الكاميرونية "أسوال"، جول دوماس نغيبو، خلال الجلسة المنظمة حول موضوع "تحرك لتحسين الولوج إلى السكن الاجتماعي والخدمات الاجتماعية الأساسية بالجماعات الترابية الإفريقية"، واقع السكن الاجتماعي ببلدان جنوب الصحراء، موضحا أن وضع السكن الحضري يتميز بالعشوائية والهشاشة وغياب الخدمات الاجتماعية وانعدام الأمن.
وبعد أن أبرز أنه تم تشييد حوالي 90 في المائة من السكن الحضري والقروي بشكل فردي وفي أحيان كثيرة بمناطق غير مهيأة، أعرب دوماس نغيبو عن الأسف لكون السياسة الحضرية "غير شفافة" تنضاف إلى الظروف القاسية للأشخاص المعوزين والاختيار العشوائي للمستفيدين، مشيرا إلى أن التحديات الأساسية الواجب رفعها تتعلق بضمان تناغم السياسات التشريعية والمؤسساتية وتجاوز محدودية أنظمة التمويل وإشراك الجماعات الترابية.
وطالب، في هذا الإطار، بمراجعة منظومة حكامة القطاع، وإصلاح أنظمة التخطيط والبرمجة والتدبير، وتعزيز القدرات التعبوية والعملية للفاعلين، ومنح اختصاص سياسات الإسكان للجماعات المحلية، وبالتالي تقوية الجماعات الترابية ومنظمات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
من جهته، اعتبر الأمين التنفيذي للجنة حقوق الإنسان والتنمية، هنري لونجيندجا، أن الإسكان يعتبر عنصرا مهما لضمان استقرار الشعوب، بالنظر لكونه يساهم في السلم الاجتماعي، مضيفا أنه يتعين على كل الحكومات المسؤولة أن تعمل على توفير الظروف الضرورية الكفيلة بضمان الولوج إلى السكن الكريم لفائدة الجميع.
كما سجل بأن إشكالية الإسكان بجمهورية الكونغو الديمقراطية ترتبط بالتعمير قبل أي شيء، لأن الخدمات الجماعية والاجتماعية الأساسية (الطرق والتطهير والكهرباء والماء والسكن) غير كافية لا من حيث الجودة ولا من حيث الكم، كما أن الأحياء الجديدة، الآخذة في الاتساع، تفتقر في الغالب إلى البنيات التحتية والخدمات الأساسية.
وطالب لونجيندجا الدول ذات الموارد المحدودة بالبحث عن تمويل بديل لمشاريع السكن الاجتماعي، مضيفا أن السكن يعتبر من عوامل الاستقرار، ما يقتضي من الدول تحسين ولوج المواطنين إلى السكن الكريم.
من جهته، أشار لوسيان ستانزيون، عن شبكة السكن والفرانكفونية والسكن الاجتماعي، إلى أن فرنسا عاشت نموا ديموغرافيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والثورة الاقتصادية خلال سنوات الخمسينات، لافتا إلى أن هذه القضية تطلبت استراتيجيات وسياسات وضعت بتأن بعيدا عن الردود السريعة.
وسجل ضرورة قيام كل بلد بتطوير مقاربة خاصة تأخذ بعين الاعتبار احتياجاته النوعية في مجال السكن الاجتماعي، لافتا إلى أن بين المعيقات المتعددة في المجال هناك التمويل، وهو ما يقتضي مواكبة البلدان الإفريقية في مجال التعمير.
ويلتئم في أفريستي 2018، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكثر من 5 آلاف مشارك، من ممثلي تدبير الشؤون المحلية بإفريقيا، وشركاء ينتمون لمناطق أخرى من العالم، ووزراء مكلفون بالجماعات المحلية والسكنى والتنمية الحضرية والوظيفة العمومية، إلى جانب السلطات والمنتخبين المحليين والمسؤولين عن الإدارات المحلية والمركزية، ومنظمات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص.
المصدر: الدار – وم ع