أخبار الدار

حصري: هذه قصة ابن قنصل مغربي اشتغل لفائدة “مخابرات داعش”

المحجوب داسع

كشف الكتاب الجديد للصحفي الفرنسي المحقق، "ماثيو سوك"، حول الأجهزة الاستخباراتية لتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش، قصة مخبر هولندي من أصل مغربي، الذي اشتغل كعميل للمخابرات السرية للتنظيم الارهابي، وكان العقل المدبر لعدد من الهجمات التي هزت أوربا في السنوات الأخيرة.

الكتاب الذي جاء تحت عنوان "جواسيس الإرهاب"، عن إصدارات هاربر كولينز، 2018)، كشف اللثام عن العميل المغربي، الذي كان تحت امرأته عدد من الارهابيين الذين تورطوا في الهجمات الارهابية التي هزت أوربا، وخصوصا فرنسا وبلجيكا.

ويكشف صحافي الموقع الفرنسي الذائع الصيت في التحقيقات الصحفية عن طرق عمل أجهزة المخابرات التابع لتنظيم داعش، الذي نفذ الهجمات الارهابية التي هزت باريس في 13 نونبر 2015، من مدينة الرقة، كما يقدم الكتاب المزيد من التفاصيل حول طرق وأساليب وموارد الأجهزة الاستخباراتية لتنظيم أبو بكر البغدادي، وبعض عقولها المدبرة، وعلى رأسها المغربي أمين بوطاهر، ابن القنصل المغربي السابق في "Bois-le-Duc" بهولندا.

ولد أمين بوطاهر في مدينة الرباط. والتحق بالأجهزة الاستخباراتية السرية لتنظيم داعش تحت اسم "أمنيات". كان على رأس العقول المدبرة التي أمرت العديد من الإرهابيين بارتكاب هجمات المتحف اليهودي في بروكسل في 2014، وكذا الواقفين وراء الهجمات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس في سنة 2015.

كان يلقب بـ" أبو عبيدة المغربي" قبل انضمامه إلى "داعش". عاش أمين حياة "طبيعية" في هولندا وفقا  للصحافي الفرنسي، قبل أن يجنح نحو التطرف في سنة2011، عندما بدأ بالسفر بانتظام إلى سوريا". عائلته تؤكد في شهادتها التي تضمنها هذا الكتاب "التحقيق" أن ابنها أصبح متطرفاً في هولندا عندما اختلط بمتطرفين مسلمين آخرين.

قبل مغادرته إلى سوريا، حيث سيلعب "دورًا حاسمًا" في العديد من الهجمات الارهابية التي هزت عددا من البلدان الأوربية، أتيحت لـ "أمين بوطاهر" فرصة العمل في القنصلية المغربية في أوتريخت"، كما تزوج من طبيبة نفسية ورزق معها بابنين.

علامات التطرف لدى الشاب المغربي ستبرز كثيرا في هولندا، حيث شارك  "لمدة ستة أشهر في تدريبات عسكرية مع أشخاص آخرين يطمحون إلى "الجهاد" في الغابات المجاورة لمدينة  أوتريخت"، كما أن عائلته كانت تعلم بتطرفه كما يؤكد كتاب الصحفي الفرنسي.

في 1 أبريل 2013، سافر أمين بوطاهر، الذي يتحدث العربية والانجليزية والألمانية والفرنسية، إلى سوريا للانضمام إلى ميليشيات "الدولة الإسلامية" قبل أن ينضم فيما بعد الى عملاء تنظيم داعش. تشمل قائمة "الموظفين" الذين كانوا يأتمرون بأوامر أمين بوطاهر، العديد من الإرهابيين الذين ارتكبوا هجمات في أوروبا في السنوات الأخيرة. من بين هؤلاء نجد  مهدي الناموش، منفذ الهجوم على المتحف اليهودي في بلجيكا، وكذا نجم العشراوي، الذي قدم المتفجرات التي استعملت في هجوم باريس، الى جانب واحد من الانتحاريين الذين نفذوا الهجوم الارهابي على المطار البلجيكي " زافينتيم ."

مع مرور الوقت ستقتنع الأجهزة الاستخباراتية لتنظيم "داعش" أن أمين بوطاهر يشكل تهديدا يتعين القضاء عليه، حيث تقرر تصفيته  في سنة 2014.

وفي هذا الصدد، يقول جهادي ألماني سابق: "تقرر قطع رأس أمين بوطاهر"، فيما يؤكد الصحافي الفرنسي مؤلف هذا الكتاب بأن نهاية الشاب المغربي كانت من خلال اطلاق رصاصة  في رأسه وإلقاء جثته في بئر".

وعلى الرغم من الشكوك التي تحوم حول وفاته، كما تؤكد ذلك أجهزة الاستخبارات المغربي ، تؤكد والدته وفاة ابنها، بالقول إن الأمل يبقى هو  رؤيته "في الجنة" ، يختتم الصحفي الفرنسي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى