أخبار الدارفن وثقافة

الصويرة.. الدعوة الى إحداث منصة لتوثيق التراث بالمدن العربية

دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول "المدن والتراث في البلدان العربية" الذي اختتمت أشغاله أمس الأربعاء بمدينة الصويرة، إلى العمل على إحداث منصة لتوثيق الفترة الحالية للتراث بالمدن العربية.

وأبرزوا من خلال التوصيات التي توجت أشغال هذا الملتقى ، الذي نظم على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من الجمعية المغربية للأركيولوجيا والتراث والمركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي إيكروم-الشارقة، أن إحداث منصة لتوثيق المشاريع ستكون قائمة على استخدام نظم المعلومات الجغرافية بمشاركة الجهات المعنية بالتراث الثقافي في العالم العربي. 

وشددوا على تقييم القوانين القائمة حاليا قبل السعي لتطويرها، مطالبين بضرورة بناء القدرات لتتعدى الجوانب التقنية، ليشمل ذلك أيضا الجانب الاستراتيجي ضمن منظور مؤسس بشكل صحيح، ويعمل ضمن خطة بعيدة المدى. 

وبعد التأكيد على أهمية تشجيع العمل المشترك الكفيل ببلورة حلول مناسبة للاشكاليات التي تعترض تأهيل التراث وخاصة التراث العمراني بهذه المدن، شدد المشاركون على أهمية تنظيم مجموعة من الأنشطة العملية ضمن موضوع إعادة الإعمار، فضلا عن وضع آلية ومنهجيات تتضمن خطوط عريضة لعملية إعادة الإعمار، وإنجاز دليل متخصص حول هذا الموضوع.

وأشاروا إلى أهمية نشر الأوراق البحثية والتجارب التي تم تقديمها خلال الملتقى بهدف توثيق هذه التجارب والحوارات التي تضمنها الملتقى، والعمل على إيجاد دليل عمل لإدارة المدن التاريخية، علاوة على اعداد فهرس للمصطلحات المستخدمة في مجالات التراث الثقافي وإدارة المدن التاريخية.

وتضمنت التوصيات ، أيضا، الدعوة إلى تكثيف الجهود لإحداث صندوق لتمويل المشاريع الخاصة بالتراث الثقافي بالتنسيق مع الجهات المانحة، مع التأكيد على العمل على الانفتاح أكثر على وسائل الإعلام وإشراكها في الجهود الرامية للنهوض بواقع التراث الثقافي.

وتمحورت أشغال هذا الملتقى حول مواضيع همت الأطر المؤسساتية والقانونية التي تهدف إلى دمج الحفاظ على الأحياء والمدن التاريخية ضمن إطار التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين البيئة المبنية والطبيعية، وبناء القدرات العملية والمؤهلات الدراسية والجامعية وتشجيع البحث العلمي وتبادل المعلومات والتواصل الهادف، وتحقيق التشاركية والتعاون بين أصحاب المصلحة، وكذلك الأمر بين المؤسسات الدولية المختصة والخبراء ومدراء مواقع المدن التاريخية.

وشارك في هذه التظاهرة 16 دولة عربية ممثلة بالجهات والشخصيات الفاعلة في مجال حفظ التراث، الذين قدموا تجاربهم وحالات دراسية، إضافة إلى عدد من الخبراء الدوليين العاملين في هذا المجال، والأخصائيين البارزين في المغرب، وباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية من المغرب والعديد من الدول العربية.

ويهدف هذا الملتقى إلى تحديد العوامل الفاعلة والمؤثرة التي تؤدي لحفظ التراث العمراني في المدن العربية وإبرازه، وتشجيع التنوع الاجتماعي بهدف تشارك التجارب والخبرات، وتبادل مقترحات حلول للتحديات المشتركة، وعرض حالات دراسية من المنطقة العربية ترمي إلى الحفاظ على جودة الحياة في الأحياء والمدن التاريخية، باعتبارهما الطريق الأنسب للنهوض بالموروث الثقافي وتحقيق التنمية المستدامة. كما شكل الملتقى فرصة لتسليط الضوء على مختلف المنجزات التي حققها المغرب، ومدينة الصويرة القديمة تحديدا، في مجال حماية وتثمين التراث الثقافي بمختلف أنواعه.

يشار إلى أنه بالموازاة مع فعاليات هذا الملتقى، نظم برنامج يشمل أنشطة متعددة ومتنوعة، من ضمنها معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "اليوم التالي.. ظلال التراث"، الذي نظم بمتحف سيدي محمد بنعبد الله بمدينة الرياح، وشمل مجموعة من الصور التي استعرضت التراث الثقافي المدمر في ست دول بالشرق الأوسط، قبل وبعد تعرضها للدمار وذلك بهدف الكشف عن حجم الدمار الذي لحق بهذه المواقع، فضلا عن تنظيم زيارات مؤطرة لفائدة المشاركين لأهم المعالم التاريخية بمدينة الصويرة القديمة وجزيرة موغادور.

المصدر: الدار – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى