علوم وتكنولوجيا

بشرى لامِك.. مهندسة مغربية توظف التكنولوجيا بحثا عن البترول

بشرى لامك ثونهاوزر مهندسة مغربية، ترعرعت في مدينة الجديدة قبل أن تشد الرحال إلى النمسا لمتابعة دراستها هناك كأول طالبة مغربية في تخصص الهندسة، وبعد سنوات من التحصيل العلمي والمعرفي، ستتوج مسارها الجامعي بالمشاركة في تأسيس مجموعة رائدة تعتمد حلولا مبتكرة في مجال التنقيب عن الذهب الأسود، تتوفر حاليا على فروع بعدة بلدان من المعمور.

في سنة 2000، عملت بشرى رفقة زوجها على وضع اللبنة الأولى لهذه المجموعة المتخصصة في إسناد المقاولات العاملة في حفر الآبار والتنقيب عن البترول معتمدة أساسا على توظيف الرقمنة مما جعل من مؤسستها "تي دي إي غروب" إحدى الشركات الرائدة في المجال بالعالم لتشكل هذه المهندسة بالتالي أحد النماذج الناجحة والبارزة من الكفاءات المغربية في ديار المهجر.

وتؤكد بشرى، بكل ثقة في النفس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) الذي احتضنته العاصمة الاماراتية مؤخرا، أن مجموعتها تقوم بتطوير كفاءة أجهزة التنقيب/الحفر، وتجويد إنتاج الآبار بمنتج يدعى (برو نوفا)، حيث عملت في هذا الصدد على تحسين عشرة آلاف من الآبار المحفورة في مختلف أرجاء المعمور وحوالي ثلث الأجهزة/الحفارات العاملة حاليا في العالم.

ولسد واحدة من أكبر الثغرات في صناعة الحفر/التنقيب، أطلقت شركتها تقنية "تزويد خط أنابيب الحفر بالطاقة والأنترنيت" والتي تتيح الولوج السريع للبيانات المتعلقة بقياس طبيعة المواد البترولية الموجودة في الآبار سواء من حيث الكمية والجودة ومعرفة تفاصيلها أولا بأول ، مبرزة أنها تتوفر على خمس براءات اختراع دولية في هذه التكنولوجيا الجديدة.

وأضافت "نحن فخورون للغاية بوجود حوالي ثلاثة مائة من المهندسين والأطر ذوي المهارات العالية في مجموعتنا الدولية التي تنمو يوما بعد يوم لاسيما مع التقنيات الجديدة التي اعتمدناها"، موضحة أن المجموعة تتوفر على شركات في النمسا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والنرويج وروسيا والمجر وألمانيا وتمثيليات في العديد من البلدان الأخرى مثل البرازيل وماليزيا وعمان والكويت وغيرها "حيث يقدم خبراؤنا الدعم لزبنائنا " في هذه المناطق.

تعود بشرى سنوات إلى الماضي، وتحكي عن قصتها مع الهجرة، حيث أكدت أن سنة 1995 كانت حاسمة لتحديد مستقبلها إذ سمعت عن جامعة المعادن ليوبن الواقعة وسط النمسا، وبعد توجيه من أستاذ بكلية العلوم بجامعة ابي شعيب الدكالي بالجديدة التي كانت تدرس فيها الفيزياء والكيمياء، سافرت الى هذا البلد الأوروبي حيث قضت سنة كاملة في تعلم اللغة الألمانية، لتبدأ بعدها رحلة أخرى هذه المرة لاستكشاف أساسيات الهندسة ثم التخصص في هندسة البترول ، التي كانت تبدو أفضل سبيل لها في مشوار مهني عالمي.

الحصول على شهادة الهندسة من جامعة نمساوية، تقول بشرى، ليس بالشيء الهين، بالنسبة لطالبة اعتادت دراسة كل المواد العلمية باللغة الفرنسية التي لم تسعفها في النمسا فقد كانت مجبرة على تعلم لغتين هما الألمانية أولا ثم الانجليزية ثانيا التي يتم بها تدريس الهندسة البترولية.

بعد التخرج من النمسا ،تضيف بشرى، التي شاركت بجناح لمجموعتها، في الدورة ال 21 لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) الذي تميز بمشاركة وحضور واسع من كبريات الشركات وصانعي القرار والخبراء من مختلف بلدان العالم،" عملت في أستراليا في إطار تدريب مكثف في الجيوفيزياء والكشف عن سجلات الآبار ثم عدت مجددا الى النمسا حيث أسست المجموعة، رفقة زوجي النمساوي الجنسية ومنذ عام 2017 كان الاستقرار في أبوظبي مع أسرتي لإدارة أعمالها انطلاقا من الإمارات العربية المتحدة".

تؤكد هذه المهندسة المغربية الطموحة الأم لبنتين عمرهما 10 و14 سنة أن بإمكانها المساهمة في تطوير الموارد البترولية للمغرب وجعلها ذات كفاءة عالية إضافة إلى الإسهام في تقليل المخاطر، لاسيما في عمليات الحفر/التنقيب، معبرة في هذا الصدد عن الاستعداد للقيام بقياس بشكل مستقل أداء شركات النفط والغاز التي تأتي إلى المملكة من أجل المساعدة على "تأسيس نماذج تعاون عادلة وشفافة".

واضافت أن مجموعتها على أتم الاستعداد لتدريب الموارد البشرية العاملة في هندسة البترول في وطنها الأم، بالنظر إلى الخبرات التي راكمتها المجموعة وعلاقاتها الواسعة. وقالت في هذا الصدد، إننا "نرى المغرب أيضا هدفا لإنشاء مركز لتطوير البرمجيات والقدرة التصنيعية لمنتجاتنا" .

مسار المهندسة بشرى لامك، نموذج للنساء المغربيات الطموحات اللواتي رفعن التحدي من أجل التميز ساعدها في ذلك نشأتها في بيئة ينظر فيها إلى العلم باعتباره قيمة مثلى، وهو ما جعلها في لحظة عرفان بالجميل، تؤكد أن الفضل في كل ما بلغته يعود بالدرجة الأولى لوالدها الذي شجعها ودعمها كثيرا لدراسة واختيار العلوم الطبيعية والهندسة.

المصدر: الدار -وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى