مال وأعمال

شركة هندسة وراء النجاح المغربي في إفريقيا

الدار/ ترجمة حديفة الحجام

ساهمت شركة الهندسة «استشارة، هندسة وتنمية» في أغلب مشاريع البنية التحتية في المغرب التي أنجزت في العقود الثلاثة الأخيرة، من قبيل الطرق والقناطر والمطارات والموانئ ومحطات معالجة المياه.

وأنشئت «استشارة، هندسة وتنمية» سنة 1982، كمؤسسة عمومية، وهي اليوم رائدة في مجال الهندسة المدنية في المغرب، كما أنها تسجل توسعا سريعا على الصعيد الدولي. وبفريق عمل يضم حوالي 450 فردا، منهم خيرة المهندسين والتقنيين، تطورت «استشارة، هندسة وتنمية» لتصبح شركة مستقلة برأسمال عمومي وخاص.

وتتوقع «استشارة، هندسة وتنمية» بعد فوزها بمناقصة مشروع تدبير مطارح النفايات ومعالجتها في جهتي الدار البيضاء-سطات ومراكش-آسفي، تحقيق نسبة نمو تبلغ 5 في المئة هذه السنة. وسبق ووقعت سنة 2017 على عقود جديد بقيمة 370 مليون درهم (27 مليون أورو) 25 في المئة منها موجهة للتصدير. وأعلنت الشركة في بداية 2018 أنه "في سياق يعرف تنافسية محتدمة، حصلت 'شركة، استشارة وتنمية' على عقود في المغرب بقيمة 220 مليون درهم، وعقود جديدة في غرب ووسط إفريقيا بقيمة إجمالية بلغت 110 مليون درهم". كما أعلنت أن هدفها سنة 2018 يتمثل في تحقيق 40 في المئة من رقم معاملاتها في الخارج.

وبدأت «استشارة، هندسة وتنمية» توسعها الدولي سنة 2003، ولها اليوم حضور في عشرين دولة في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. ولتحقيق هذا الهدف، أسست فروعا لها في كل من أبيدجان (كوت ديفوار) وجيبوتي ودكار (السنغال) ومسقط (عمان) وتونس العاصمة (تونس). وصرح منصف الزياني، المدير العام لـ 'شركة، استشارة وتنمية' "أنه في حدود 2022، سنضاعف رقم معاملاتنا ثلاث مرات ليصل 90 مليون أورو وسنحقق نصف ذلك في الخارج".

وتطمح «استشارة، هندسة وتنمية» إلى تطوير نفسها، وذلك باستغلال المعرفة والخبرة التي اكتسبتها في إدارة مشاريع كبيرة في البلاد، وكذا الدفعة القوية للمغرب والموجهة لتوطيد دوره السياسي والاقتصادي في القارة. وتمثل العودة الأخيرة للمغرب إلى "الاتحاد الإفريقي"، التي غادرها منذ 33 سنة خلت، دليلا آخر على سياسة الانفتاح هذه. وتسعى المملكة كذلك للالتحاق بـ "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" الكائن مقرها في لومي (توغو) والتي تضم 15 دولة من غرب إفريقيا. إن تعزيز هذا التوجه هو أيضا دليل على وجود عدد كبير من مشاريع البنيات التحتية قيد الإعداد على امتداد القارة الإفريقية، وهو ما يجعل «استشارة، هندسة وتنمية» تطمح إلى الاستفادة من هذه السوق الواسعة.

ودخلت «استشارة، هندسة وتنمية» في أغلب المشاريع التي تشتغل عليها في الخارج في تحالفات مع شركات هندسة محلية، الجزء الأكبر منها في أوربا. ويتزامن كل هذا مع سمعة «استشارة، هندسة وتنمية» الطيبة المبنية على الثقة والجودة، مما يمنحها ميزة في سياق يعرف تنافسية كبيرة. "أصدقاؤنا الأفارقة على اطلاع جيد بفوائد الاشتغال مع المغاربة. فإلى جانب تقديم خبرتنا ونقل معارفنا، ما نراه يحدث اليوم بصورة متصاعدة هي أنه تجري استشارتنا حتى في المشاريع المالية، سيما تلك المتعلقة بالبنيات التحتية"، يضيف الزياني الذي يعتقد أنه بعيدا عن البنوك والمؤسسات المالية الأخرى، بإمكان تدبير تمويل هذا النوع من المشاريع أيضا عن طريق صندوق خاص أو مؤسسة عمومية أخرى تستطيع دعم المقاولات المغربية في توسعها في إفريقيا.

وتطمح «استشارة، هندسة وتنمية» التي تسجل حضورها في أغلب دول غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية الآن إلى الانفتاح على غرب إفريقيا. وقد يؤدي التعاون مع شركات هندسية بريطانية أن يشكل أفضل سبيل لفعل ذلك، حيث يؤكد الزياني "نحن نبحث حاليا عن شركات بريطانية نعقد معها تحالفات رابح-رابح. بإمكاننا مساعدتها في الدخول إلى السوق المغربية وتوسيع أنشطتها في دول غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، وبإمكانها مساعدتنا في التوسع في دول غرب إفريقيا والشرق الأوسط".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى