صحفي إسباني: الأجيال الجديدة من المهربين مهووسة بـ“أفلام التهريب”
الدار/ سعيد المرابط
تقسم الفجوة الاجتماعية الاقتصادية الكبيرة بين عالمين لا يبعدان سوى 14 كيلومتراً؛ إسبانيا والمغرب، ليخرج من تلك الفجوة عالم، الإتجار بالمخدرات، تلك الحقيقة المعقدة والنشطة في مضيق جبل طارق.
يسعى أنطونيو غارسيا فيريراس، إلى التفكير في مصدر تلك الظاهرة، عبر سلسلة وثائقية تُظهر الصورة الكاملة للاتجار بالمخدرات، وكذلك إرتفاع أعمال العنف في هذا النوع من العمليات.
ويقول الصحفي الإسباني المخضرم إن “الأجيال الجديدة مهووسة بسلسلة نيتفليكس”، و“الفضة أو الرصاص”، التي أنتجت تأثيراتها ظواهر المهربين.
“أردنا أن نعكس تأثير المسلسل الكامل عن تهريب المخدرات، ابتداءً من زراعة الماريجوانا أو الحشيش في جبل ضائع بالمغرب، إلى “الحضانة”، حيث توجد آلاف الكيلوغرامات من المخدرات في الانتظار لشخص ما، لنقلهم بأقصى سرعة نحو أمستردام أو لندن أو باريس”، يشرح فيريراس، الذي أجرى مقابلة مع رئيس إحدى المنظمات التي تعمل في التهريب على الساحل الأندلسي.
المضيق، عمل من إخراج آنا باستور ومارياس ريكارتي، والذي ستقدمه القناة الإسبانية السادسة، في العرض على جزئين، يومي الأثنين الـ3 والثلاثاء الـ4 من دجنبر.
وسوف يقدم أيضا شهادة “البهلوان”، رجل مسلح مكرس لسرقة البضائع من المهربين، والحمالين؛ الذين يعبرون بالمخدرات في بطونهم، أو الربابنة الذين ينقلونها عن طريق البحر.
وسيتضمن البرنامج تصريحات وزير الداخلية الحالي، فرناندو غراندي مارلاسكا، كما سيركز على العمل الذي تقوم به قوات الأمن التابعة للدولة. وقال الصحفي الإسباني، “لقد وجدت الأبطال في المضيق“ حيث هناك “ فرد من الحرس المدني يقود قاربا مطاطياً بـ1500 يورو شهريا، يعمل في مطاردة مذهلة لشبكة من تجار المخدرات في زوارق سريعة، يأخذ خمسة عشر أو عشرين مرة ضعف راتبه، في العملية الواحدة”.
هذا العمل، الذي أنتجته شركتا “Newtral” و“93 متر”، يعكس أيضا الجانب الآخر من العملة: الفساد داخل الشرطة الإسبانية.
وقال فيرياس “الغالبية العظمى من ضباط الشرطة يموتون من أجل راتب حقير في الحرب ضد تهريب المخدرات، ولكن هناك أناس منهم يقعون في شبكات التهريب”.
جيل جديد من المهربين
ويحذر فيريراس من أن “هناك تغييراً في الثقافة” في عالم تهريب المخدرات؛ “إن في تهريب المخدرات برمجة ذهنية في أدمغتهم” تقوم على مبدأ “سوف أمرر كل الحشيش الذي أستطيع، ولكن إذا كان الحرس المدني يتبعني، فأنا لن أقف لهم”.
ويقول “لكن التقليد بدأ يتغير والأجيال الجديدة مهووسة بسلسلة نيتفليكس، “إنهم يقولون: إذا أوقفوني، سأقوم بتنزيل منهج بابلو إسكوبار أو شابو غوزمان .. أو الفضة أو الرصاص”، مشيراً إلى الأفلام التي أنتجت حول مهربين على منصة البث.
ويرى الصحفي أن السلاح الوحيد الذي يمكن أن يواجه به هذا التحدي هو التعليم.
ويعتبر أن محاربة تهريب المخدرات، أحد الاهتمامات الرئيسية لسكان المنطقة، الذين لديهم صوت في “المعبر”، من خلال شهادة الزعماء الاجتماعيين مثل باكو مينا وخوسي شاميزو، الذي يقول: “إذا لم نفعل شيئًا الآن، فسوف نذهب في اليدين”.