سو تشي تواجه دعوات الى “وقف إبادة” الروهينغا أمام محكمة العدل الدولية
واجهت الزعيمة البورمية أونغ سانغ سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام للعام 1991، الثلاثاء أمام محكمة العدل الدولية دعوات لبلادها "لوقف إبادة" أقلية الروهينغا المسلمة.
وترأس سو تشي، التي وصلت الثلاثاء إلى مقر المحكمة في لاهاي، الوفد البورمي أمام المحكمة، لتقود بنفسها الدفاع عن بلادها ذات الغالبية البوذية، والمتهمة بارتكاب إبادة بحق أقلية الروهينغا عام 2017.
وفي رانغون، احتشد آلاف الناس دعما لسو تشي (74 عاما) التي لطخ صمتها عن مآسي الروهينغا سمعتها الدولية بعدما اعتبرت رمزا للسلام والديموقراطية وايقونة حقوقية.
وقال وزير العدل الغامبي ابو بكر تامبادو للقضاة "ابلغوا بورما أن توقف هذا القتل الذي لا معنى له وأن توقف هذه الأعمال الوحشية التي تواصل صدم ضميرنا الجماعي وأن توقف هذه الإبادة لشعبها".
ورفعت غامبيا بتكليف من الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، شكوى أمام محكمة العدل الدولية ضد البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
وتؤكد غامبيا، البلد الصغير ذو الغالبية المسلمة في غرب إفريقيا، أن بورما انتهكت الاتفاقية الدولية حول منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها المبرمة عام 1948.
وأضاف تامبادو، المدعي العام السابق في المحكمة حول الإبادة في رواندا في العام 1994 "هناك إبادة أخرى تتكشف أمام أعيننا مباشرة لكننا لا نفعل شيئا لوقفها".
وتابع "كل يوم من التقاعس يعني تعرض مزيد من الأشخاص للقتل وتعرض مزيد من النساء للاغتصاب وحرق مزيد من الأطفال أحياء".
وتساءل "بسبب ارتكابهم أي جريمة؟ فقط لأنهم ولدوا مختلفين".
وقال تامبادو للصحافيين في وقت لاحق أنه سيكون "مخيبا للآمال للغاية" إذا كررت سو تشي نفيها السابق لاخطاء ميانمار عندما ستخاطب المحكمة غدا الاربعاء.
وتعقد محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة والتي تأسست عام 1946 لتسوية الخلافات بين الدول الأعضاء أولى جلسات الاستماع المتعلقة بهذه القضية الحساسة بين يومي الثلاثاء والخميس.
ومن المقرر أن تتحدث سو تشي، الاربعاء أمام المحكمة.
وفي دفاعها، ستدحض سو تشي اختصاص المحكمة الدولية بهذه القضية، وستؤكد أن الجيش البورمي كان يستهدف متمردين من الروهينغا في عمليات مشروعة.
وحظي قرارها الدفاع عن بورما، لتصبح بذلك واحدة من أوائل الزعماء الدوليين الذين يخاطبون المحكمة مباشرة، بدعم شعبي كبير في بلدها حيث يعتبر الروهينغا مهاجرين غير قانونيين رغم أنهم عاشوا في بورما لعقود.
وفي بورما، تجمع مناصرون يلوحون بالأعلام دعما لسو تشي في عدة مدن في ارجاء البلاد، فيما شارك نحو ألفي شخص في مسيرات في رانغون وعشرات الآلاف في مدينة ماندالاي.
وقال احد سكان رانغون ويدعى ثنت زين "يجب أن نقف خلفها فيما تسافر للدفاع عن كرامة بلدنا".
وقال محامو غامبيا إن ظهور صور سو تشي مع ثلاثة من قادة الجيش على لوحات دعائية كبيرة في الشوارع يظهر انها "متورطة" مع الجيش الذي سبق ان اعتقلها.
وقال المحامي بول ريتشلر للمحاكمة إن حملة الدعاية "قد تكون هدفت فقط لإظهار أنهم جميعا متورطون في الامر وان بورما ليس لديها أي نية لمحاسبة قيادة جيشها".
وخارج مقر المحكمة، تجمع نحو 50 شخصا دعما للروهينغا وحمل أحدهم لافتة تقول "اوقفوا هجوم جيش بورما على الروهينغا".
وعلى مقربة، تجمعت مجموعة صغيرة من أنصار الزعيمة البورمية ورفعت لافتة عليها صورة سو تشي كتب عليها "نحن نقف معك".
اعتبرت أونغ سان سو تشي في مرحلة معينة رمزا للسلام مثل المهاتما غاندي ونلسون مانديلا بسبب مقاومتها للحكم الوحشي للمجلس العسكري في بورما.
وبعد قضائها 15 عاما في الإقامة الجبرية، أطلق سراحها في العام 2010 وقادت حزبها للفوز بالانتخابات في العام 2015، لكن دفاعها عن الجنرالات انفسهم الذين سجنوها لسنين طويلة أدى الى تشويه صورتها.
وأعلنت نور كريمة، وهي لاجئة من الروهينغا قتل أشقاؤها وأهلها خلال مجزرة في قرية تولا تولي في آب/أغسطس 2017، "أطلب من العالم أن ينصفنا".
وقالت اللاجئة سعيدة خاتون وهي أيضا من قرية تولا تولي، لفرانس برس "أريد أن أرى المتهمين يرسلون إلى حبل المشنقة. لقد قتلونا بدون شفقة".
وأقرت محكمة العدل الدولية مرة واحدة بوقوع إبادة، وذلك في قضية مقتل 8 آلاف رجل وطفل مسلم عام 1995 في سريبرينيتسا في البوسنة.
واضافة الى هذه المحاكمة، تواجه بورما تحقيقا في المحكمة الجنائية الدولية حول الروهينغا ودعوى ثالثة رفعتها منظمات دولية ضدها بموجب مبدأ الاختصاص العالمي في الارجنتين.
المصدر: الدار- أ ف ب