دراسة تكشف بالأرقام هيمنة الثقافة الأبوية والذكورية بين الأزواج المغاربة
الدار/ خاص
كشفت دراسة أجراها “معهد الرباط للدراسات الاجتماعية بالرباط” و “أوكسفام” عن اختيارات الشباب المغاربة فيما يخص مؤسسة الزواج. وتناولت هذه الدراسة موضوع “العنف ضد المرأة في المغرب: بين الأبوية والمحددات المؤسسية” من خلال استيقاء آراء المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عامًا، عزاب، متزوجين، ومطلقين.
وأظهرت الدراسة أنه على الرغم من كل التطورات القانونية التي تعزز حقوق المرأة المعترف بها في المغرب، فإن تمثل الأزواج المغاربة لمؤسسة الزواج يراعي العديد من الأعباء الاجتماعية والثقافية، كما أن التمييز ضد المرأة في المجتمع المغربي لازال متفشيا، رغم اعتماد مدونة الأسرة في عام 2004، وترسيخ مبدأ المساواة بين الجنسين في دستور الفاتح من يوليوز عام 2011، وكذا صدور قانون مكافحة العنف ضد المرأة الذي اعتمد في عام 2018.
وتطرقت هذه الدراسة أيضا الى درجة تسامح الشباب المغاربة، تجاه موقف الرجل الذي يمنع زوجته من ارتداء الملابس التي تحبها، من خلال تقديم مثال نموذجي يتعلق بالتحكم في لباس الزوجة، إلى هؤلاء الشباب الذين تمت مقابلتهم، وبعد ذلك استيقاء آرائهم حول هذا السلوك. “أجبر كريم زوجته نعيمة، الي ترتدي سروال جينز وقميص، على تغيير ملابسها قبل الخروج معًا لتناول القهوة”.
ومن خلال هذا المثال، عبر 78 ٪ من الذين تم استجوابهم عن موافقتهم على موقف الزوج، فيما عارضه 22 ٪، مما يؤكد، وفقا للدراسة، أن “قيم النظام الأبوي، والثقافة الذكورية، تواصل التأثير على تمثل الشباب المغاربة للعلاقة الزوجية، كما تكشف الدراسة أن “النساء قد استوعبن هذه الأدوار، و أصبحن يتساهلن مع هذه العلاقة التي يحكمها منطق الأبوة”.
وكشفت دراسة سابقة للمندوبية السامية للتخطيط سنة 2009، التي أخذت بعين الاعتبار عدد سكان يبلغ 9.5 مليون امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و 64 عامًا، أن 63٪ من هذه العينة أكدن تعرضهن للعنف مرة واحدة على الأقل، كما أجرت مؤسسة أوكسفام، ومعهد الرباط للعلوم الاجتماعية، دراسة نوعية بالتشاور مع المجتمع المدني والباحثين، وهمت الشابات والشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عامًا، والذين كانوا ممثلين أو الذين عانوا أو لم يتعرضوا لأشكال مختلفة من العنف.
وأظهر استطلاع آخر أجري على 1014 شابًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عامًا، 50 ٪ منهم من النساء اللائي يعشن في المناطق الحضرية، خاصة في مدن الرباط والدار البيضاء وجدة والعرائش وأكادير، عن “تقبل الشباب المستجوب لهيمنة الثقافة الذكورية على نطاق واسع في العلاقات الزوجية”، وهو أمر له مايبرره، بحسب الدراسة، بالنظر الى “المعتقدات الراسخة بقوة في الثقافة الأبوية” في المجتمع المغربي.