صحيفة غواتيمالية: المغرب قدم مساهمات في مجالات عديدة
الدار/ ترجمة: سعيد المرابط
على موقع “صحافة حرة”، الغواتيمالي، كتبت الصحفية، “بيدا نيكول”، مقال رأي عن المغرب، تترجمه “الدار”، للقارئ المغربي، في نسخة عربية.
بفضل أكاديمية المملكة المغربية تعقد الدورة الـ45 في “أمريكا اللاتينية أفقاً التفكير”، حيث يجتمع الأكاديميون، الذين يناقشون التوازن الجديد للقوى في أمريكا اللاتينية.
وفي كل هذا التأمل، أفكر فيما فعلته بعض البلدان لتقوية نفسها أكثر من غيرها، وكيف يمكن لأولئك الذين ما زالوا غارقين في التخلف يمكن أن يتحولوا في يوم من الأيام نحو ديمقراطية حقيقية.
كان أهم شيء بالنسبة للمغرب في هذا الاجتماع هو إظهار أن النهج الدبلوماسي لأمريكا اللاتينية الهام، والقابل للتطبيق في المجالين الثقافي والاقتصادي.
هذه الصلة مع المغرب تتيح لنا الفرصة للتعلم منهم وثقافتهم والتقدم الذي أحرزوه، فقد قدم المغرب مساهمات في مجالات المعرفة البشرية والعلوم والرياضة والفنون والطب والأزياء.
وليس من المستغرب أن يعقد المغرب هذا الاجتماع، لأنه قام بإنشاء تعاون ثنائي مثير للاهتمام لبعض الوقت.
وكان الهدف هو تشديد الروابط وتقصير المسافات الجغرافية بين القارتين.
ثم إن اكتشاف العالم الجديد في نهاية القرن الخامس عشر من قبل الإسبان مع وجود العنصر الأندلسي هو الذي ساهم بآثار ثقافية واجتماعية مميزة اليوم في بلادنا.
وخلال انتقال ثقافتها وتاريخها في زمن الاستعمار في أمريكا اللاتينية كان هناك عناصر من الأندلس والمغاربة نراها الآن في تقاليدنا الخاصة.
المغرب بلد سحري وفريد من نوعه، مع أنهاره الرائعة وصحاريه وسهوله وجباله وأدغاله ومدنه الكبيرة والصغيرة ومناطقه المناخية العديدة. كما أنه البوابة إلى العالم العربي وأفريقيا.
‘‘يجب أن يكون هناك المزيد من الأساليب من هذا النوع مثل تلك التي قدمتها المملكة المغربية، لأنه بهذه الطريقة يمكننا أن نتعلم النظر في ديناميكية جديدة تحاكي التجربة المغربية’’.
وعندما قمت بزيارته في العام 2016، تمكنت من ملاحظة لطف الناس، كونها سمة نموذجية لهم.
وكيف يمكن أن تعلم أنه منذ بداية الألفية الثالثة، كان المغرب مهتماً بأمريكا اللاتينية، بنمط تفكيري هو: كيف يمكن لبعض البلدان أن تعرف كيف تتقدم، في حين أن آخرين قد وقعوا في شرك التخلف الإنمائي؟ لا شك أن هناك مفكرين خرجوا من الأنماط التقليدية التي أبقتهم عرضة لنقص الفرص.
وحسب مشاركة ماركوس فينيسيوس دي فريتاس، أستاذ القانون الدولي في ساو باولو، فإن عدم الاستقرار السياسي في المنطقة كلها هو ما دمر قدرتنا على أن نكون لاعباً مؤثراً على المسرح العالمي.
وقال إن تآكل الديمقراطية وبطء النمو الاقتصادي هما ما دمر وطنيتنا واعتزازنا الوطني.
ووفقاً للوثيقة الصادرة عن اتحاد غرف التجارة في أمريكا الوسطى (Fecamco)، هناك تدهور مؤسسي واضح يولد العنف الاجتماعي وانتشار الفساد.
قم إننا نرى أمريكا الوسطى المتآكلة، تمر بتحديات كبيرة في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي. ولذلك، لا يمكن لأي جهد أن ينجح إذا أخفقنا في الاستخدام الفعال للإنفاق العام وإذا فشلنا في تعزيز المؤسسات الديمقراطية لتوطيد دولة القانون الحقيقية.
وعلى سبيل المثال، يوجد في غواتيمالا والسلفادور عجز سياسي واضح عن التوصل إلى اتفاقيات تسمح للمواطنين بضمان حقوقهم الأساسية.
وربما يجب أن يكون هناك المزيد من الأساليب من هذا النوع مثل تلك التي قدمتها المملكة المغربية، لأنه بهذه الطريقة يمكننا أن نتعلم النظر في ديناميكية جديدة تحاكي التجربة المغربية.