مال وأعمال

المنتج الحلال ليس موضة بل حقيقة يفرضها واقع السوق

قال عدنان الكداري رئيس نادي "حلال" بالجمعية المغربية للمصدرين، إن المنتج الذي يحمل علامة "حلال" ليس موضة بل هو حقيقة يفرضها واقع السوق، مسجلا أن أغلب البلدان تعتبر هذا القطاع مفتاحا أساسيا لولوج الأسواق الدولية، بالنظر إلى العدد المتنامي للمسلمين حول العالم والذي يتجاوز المليار ونصف نسمة.
وأكد الكداري، المدير العام لأحد الأبناك التشاركية بالمغرب، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في النسخة السادسة للقمة العالمية للحلال، التي استضافتها إسطنبول ما بين 29 نونبر وثاني دجنبر الجاري، تحت شعار "الحلال والمعيشة الصحية.. توعية واستدامة"، أن هناك إجماعا بخصوص أهمية هذا السوق الواعد الذي يتعين استكشافه، إن على المستوى المحلي أو الدولي، بغية الاستفادة من الفرص التجارية التي يوفرها.
واعتبر الكداري، الذي ألقى محاضرة خلال فعاليات هذا المعرض حول تجربة الأبناك التشاركية بالمغرب، أنه يتعين على المقاولات المغربية العمل على تطوير منتجاتها والنهوض بصادراتها وتعزيز تواجدها بمختلف الأسواق، مسجلا أنه من المستحيل، تقريبا، وبطبيعة الحال، ولوج أسواق البلدان الإسلامية، بما في ذلك بلدان إفريقيا والشرق الاوسط وآسيا، دون تطوير علامة "حلال"، وأيضا أسواق أخرى لا يمكن إغفال حجم حصتها في السوق العالمية.
ومن بين هذه الأسواق، يقول السيد الكداري، هناك السوق الأوروبي، القريب من المملكة، حيث يوجد عدد كبير ومتنامي للمسلمين الذين يعيشون هناك ولديهم قدرة شرائية لا يستهان بها، وحيث علامة "حلال" يمكن أن تشكل محركا قويا لتحقيق التطور المنشود في هذا المجال.
وبلغة الأرقام، وحسب معطيات حديثة، يشكل سوق المنتجات الحلال 3,7 في المئة من إجمالي حجم الإقتصاد العالمي، بنحو 4 تريليون و600 مليار دولار، وهو ما يعنى أن المنتجات الحلال تفرض نفسها بقوة في زمن العولمة.
ولدى جوابه عن سؤال بخصوص الإقبال المتزايد للمستهلك غير المسلم، ولأسباب غير دينية، على الأطمعة المصنفة ضمن لائحة "الحلال"، أوضح السيد الكداري أن علامة "حلال" تستأثر باهتمام المستهلك المسلم وغير المسلم، وإن بشكل متفاوت، على اعتبار أنها تطور، بالتأكيد، سلسلة إنتاج تحترم القواعد المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية في ما يرتبط بالعرض والتسويق، وتعتمد عددا من المعايير الأخلاقية في مختلف مراحل التحويل والتصنيع.
فالمستهلك، إن كان مسلما أو غير مسلم، يطمح على حد سواء، إلى الاستفادة من البعد "الأخلاقي" الذي يميز المنتوج الحلال، يضيف الخبير المغربي، وذلك بالنظر إلى اعتماده لمعياري الشفافية والجودة استجابة لمتطلبات المستهلك.
وبخصوص نادي "حلال" بالجمعية المغربية للمصدرين، الأول على الصعيد الإفريقي، أكد السيد الكداري أن النادي محرك أساسي للتحسيس والتكوين ومواكبة المقاولات المغربية من خلال تمكينها من ولوج هذا السوق الواعد، ومساعدتها على استيعاب تحديات القطاع على المستوى الدولي.
واضاف أن النادي يشجع المقاولات على إدماج علامة "حلال" في استراتيجياتها، بوصفه قطاعا مهما سيفتح لها آفاق جديدة ويجعلها تطور أدائها ورقم معاملاتها.
ذكر أن المعرض، الذي شارك فيه المغرب برواق قدم منتجات تحمل علامة "حلال" من قبيل الشاي ومعلبات السمك ومستحضرات التجميل والزيوت، ولاسيما زيت الأركان، عرف حضور ممثلين عن مؤسسات وهيئات من أكثر من 70 دولة، ورجال أعمال وخبراء مختصين في مجالات متنوعة.
وشارك في نسخة العام الحالي للمعرض، الذي استقطب 40 ألف زائر من 80 دولة، أزيد من 350 شركة محلية وأجنبية، مختصة في مجالات الغذاء والتمويل، والسياحة، ومستحضرات التجميل، والتغليف، والكيمياء، والأزياء.
المصدر: الدار  – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى