العثور على بقايا حطام سفينة أسرها “قراصنة مغاربة” سنة 1683
الدار/ صلاح الكومري
عثر غواصون بريطانيون، أخيرا، قبالة سواحل "كورنوال"، على ما تبقى من حطام سفينة هولندية، كانت في خدمة أسطول تابع للقوات الإنجليزية، إبان احتلال الأخيرة لمدينة طنجة في القرن السابع عشر، وبالضبط في الفترة الممتدة ما بين 1662 و1684.
السفينة تحمل اسم "hms shiedam"، كانت تغادر مدينة طنجة أثناء إجلاء القوات الإنجليزية من طرف المقاومة المغربية، وكانت محملة بمدافع وبنادق وقنابل يدوية وخيول ومعدات وخشب من طراز رفيع، وقعت في قبضة قراصنة مغاربة قبالة السواحل الاسبانية، وتم تحريرها من طرف سفينة تابعة للبحرية الملكية الإنجليزية، وقتها، تحت وصاية الملك "تشارلز الثاني" وبقيادة القائد كلودسيلي شوفيل (clodesley shovell).
حسب صحيفة "الدايلي ميل"، فقد اكتشف حطام السفينة لأول مرة سنة 1971 من طرف غطاس محلي، لكن لم يتم تحديد هويتها، ثم اختفت مجددا تحت الرمال، وتم تصنيفها على أنها حطام محمي بموجب قانون حماية الآثار البحرية، وفي سنة 1998 ظهرت مجددا وتم تحديد هويتها وانتشال ما كان بحوزتها، قبل أن يعثر غواصون، أخيرا، على اكتشافات جديدة، متمثلة في قطع خشبية ثمينة، من النوع الناذر، لم تتآكل منذ حادث الغرق في 4 أبريل 1684، أي بعد أقل من سنة من وقوعها في قبضة القراصنة المغاربة.
يقول الغطاس مارك ميلبورن، من شركة "cornwall maritime archaeology"، إن اكتشاف الخشب وهو على حاله، له ميزة خاصة، لأنه من الناذر جدا اكتشاف خشب من نوع ناذر لم يتآكل طيلة أزيد من 300 سنة.
ويحكي التاريخ أن مدينة طنجة، كانت تحت سلطة البرتغاليين، منذ سنة 1415، ثم استولى عليها الإنجليز بداية من سنة 1662، وبعد زواج الملك الإنجليزي تشارلز الثاني من الأميرة البرتغالية كاترين، إذ أضحت المدينة جزءا من مهرها، إلى أن تم تحريرها نهائيا في 1684 بعد حصار دام ثلاث سنوات، تحت قيادة السلطان مولاي اسماعيل العلوي، ثاني سلاطين الدولة العلوية.