فن وثقافة

المهرجان الوطني للمسرح: مسرحية “نسيان”، حكاية مجتمع ممزق بين الذات والآخر

تروي مسرحية "نسيان" لمخرجها مسعود بوحسين، التي تم عرضها أمس الأحد بتطوان، قصة سيدة محبطة تعيش تمزقا بين الارتباط بمجتمعها على علاته، والارتماء في أحضان الغرب غير الدافئة. 
وتعيش "نسيان" (حسنة طمطاوي) منعزلة ببيت العائلة بعد إكمال دراستها في باريس وعودتها إلى أرض الوطن، محبطة نفسيا واجتماعيا وثقافيا، وممزقة بين الاحتماء بروح المجتمع وهويته وتقاليده وتراثه، وبين الانغمار في حداثة مادية لم تحقق لها أي استقرار أو طمأنينة. 
ذات يوم، تجد نسيان نفسها مذكورة في إحدى الروايات باسم (ف.ب) وتجد بأن أحد عشاقها السابقين هو من حكى قصتها للكاتب، فتقرر البحث عن هذا الكاتب ومواجهته، بل وفضحه. 
وقال مخرج العرض المسرحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب العرض المسرحي، إن "نسيان" هو محاولة لتحويل رواية "امرأة النسيان" لكاتبها، الروائي محمد برادة إلى عرض مسرحي، مسجلا أنه عمل على تحويل عمق الرواية إلى صور مشهدية غنية بالإيحاءات ذات الطبيعة السياسية والمرتبطة بالتفكير بمرحلة تاريخية معينة اتسمت بزخم نضالي كبير في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. 
ويضيف مسعود بوحسين أنه يحاول من خلال هذه المسرحية إعادة قراءة التاريخ النضالي من واقع اليوم وما وصل إليه، مبرزا أن هذا العمل أظهر تداخلا كبيرا بين الواقع والمتخيل في شخصياته المتعاقبة على الخشبة. 
وأضاف "حاولنا من الناحية الجمالية ألا يكون الخطاب تجريديا بل أن يكتسي بعدا دراميا خدمة لما تعيشه الشخصيات وما تبوح به لبعضها البعض طيلة العمل المسرحي". 
وتخدم المؤثرات التقنية والفنية بنية هذا العمل المسرحي، البعيدة كل البعد عن الكلاسيكية المبنية على فصول، إذ توزعت المشاهد إلى لوحات تصور مشاهد متقاطعة في الزمان والمكان. 
تلتقي "نسيان" في آخر المطاف با لكاتب وتتم المواجهة. وفي خضم سجال بين يقين أنها هي نفسها (ف.ب) بطلة روايته ومحاولته إقناعها أن بطلة الرواية ليست سوى من وحي الخيال، تنتهي أحداث القصة بموت "نسيان" التي قررت وضع حد لحياتها هروبا من الإحباط والإحساس بالاغتراب وعدم القدرة على الانسجام مع مجتمعها. 
انتهت قصة "نسيان" على أرض الواقع غير أنها لم تنته من مخيلة الكاتب الذي أضحى سجين خياله وهواجسه وغاص في أوراقه وآلته الكاتبة بعد رحيل بطلة روايته الجديدة التي اختارت نهاية تناسبها كما هو يختار شخصياته ويحرك قدرها كما يحرك الحاوي الدمى. 
وتتضمن هذه الدورة، المنظمة بتعاون مع ولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة والمجالس المنتخبة بالجهة ومدن تطوان والمضيق والفنيدق، عقد لقاءات تحت شعار "في الفن والحياة"، وندوة فكرية حول "التوثيق المسرحي : الواقع والآفاق"، فضلا عن ورشات تكوينية بكلية الآداب وعدد من الثانويات. 
وتم عرض ثلاث مسرحيات خارج المسابقة، خلال اليوم الثالث على انطلاق المهرجان المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي مسرحية "بات ما صبح" لفرقة الشهاب من الدار البيضاء، ومسرحية "بلوكاج" لفرقة نادي المرأة للمسرح من فاس ومسرحية "شارض-ن-ييضان" لفرقة رويشة للثقافة والفنون من الخميسات. 

المصدر: الدار – وكالات
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى