“عباس الجراري شاعرا”.. إصدار يقدم قراءات في تجربته الإبداعية
صدر، حديثا، ضمن منشورات النادي الجراري بالرباط، عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، كتاب "عباس الجراري شاعرا"، من إعداد وتقديم الأستاذ الجامعي محمد احميدة، متضمنا قراءات في "من ديوان عباس الجراري"، الذي صدر سنة 2017 في جزأين.
ويتضمن هذا الإصدار الجديد بين دفتيه أشغال لقاء علمي نظمه ماستر مكونات الأدب العربي بالمغرب الحديث والمعاصر ومختبر "أرخبيل للدراسات والأبحاث الأدبية" (كلية الآداب بالقنيطرة)، تم خلاله تقديم قراءات في التجربة الشعرية لعميد الأدب المغربي عباس الجراري.
وحفل هذا الإصدار، الذي جاء في 212 صفحة من القطع الكبير، عدة عروض : "مدخل نقدي لقراءة أشعار (من ديوان عباس الجراري)" للأستاذ محمد البوري، و"صورة العشق ووهج الصبابة في غزل العباس بالحليلة المهابة" للأستاذة بديعة لفضايلي، و"مفهوم الشعر عند عباس الجراري من خلال إنجازه الشعري" للأستاذ محمد الطوبي، و"التجربة الشعرية عند الدكتور عباس الجراري" للأستاذة ربيعة بنويس.
كما ضم هذا السفر، إلى جانب هذه القراءات، نصين آخرين جاء أحدها تقديما للجزء الأول من أشعار الجراري من حيث حيثيات نشر هذه الأشعار في هذه المرحلة من الحياة الفكرية للشاعر، ونصا آخر عبارة عن تقديم للجزء الثاني خصص للحديث عن المساجلات ودرجة ومستويات اشتغال هذا الفن الشعري في التجربة الجرارية.
وأوضح الأستاذ محمد احميدة، في تقديمه لهذا الإصدار الجديد، أن قراءات النص الشعري الجراري، التي ساهم بها الأساتذة الباحثون، عكست مستويات متعددة في التحليل، بمحددات متباينة، وخلفيات قرائية متنوعة، مستحضرة انتظارات المتلقي المتعدد، فكان الحديث عن مفهوم الشعر عند عباس الجراري كما تمظهر من خلال منجزه، ومن ثم الانصراف إلى تفكيك البناء الفني للنص الشعري في مستوياته المتعددة".
وأضاف الأستاذ احميدة أن "كتابة أخرى انبرت تنظر في مدى تطابق التصور النظري لمفهوم الشعر عند الجراري مع المنجز اللذي تحقق بين دفتي (من ديوان عباس الجراري)، وأصلت قراءة ثانية منطلقها باقتراح مدخل نقدي لمحاورة تلك الأشعار، مؤسس على مفاهيم سيكولوجية ومرجعيات أدبية أسلوبية، يتأتي من خلالها الكشف عن طبيعة التجربة الوجدانية التي عاشها الشاعر الجراري، وتتعمق هذه النظرة أكثر حينما تتعزز بوقفة استنباطية تفضي إلى رصد عمق مشاعر الشاعر وصدقها".
وقدمت أخرى، يضيف الأستاذ احميدة، نظرة أخرى إلى هذا المتن الشعري من زاوية تتبعت الموضوعات التي طرقها الجراري، فيما مالت أخرى إلى اختيار موضوع "المكان" باعتباره موضوعة مهيمنة داخل المتن الشعري الجراري حاورها الباحث في ارتباطها بالغربة والألفة مستثمرا ما قدمته هذه الموضوعة من تعدد وتنوع.
وخلص الأستاذ احميدة إلى أن "هذه قراءات من متلقين تمت في حيز زمني معين، وبأعراف ثقافية وأدبية متنوعة، لكن يبدو أن النص الشعري الجراري حمال أوجه، تعدد أشكاله التعبيرية وتنوع حمولته الوجدانية والفكرية، تسمح بقراءات مغايرة تعيد تركيب النص بتغيير موقع القراءة …".
يشار إلى أن الجزء الأول من ديوان الشاعر عباس الجراري يضم مقتطفات من أشعاره التي قالها في زوجته، والتي وضعها تحت عنوان "أشواق"، ثم مقتطفات من أشعاره إلى أولاده وسم أضمومتها بـ"مع حبي ورضاي"، ليختم هذا الجزء بمقتطفات من إخوانياته، فيما خصص الجزء الثاني من الديوان لما كتبه الشاعر في باب المساجلات.
وللأستاذ عباس الجراري، المزداد بمدينة الرباط سنة 1937، إضافة إلى تدويناته الشعرية، مؤلفات وبحوث عديدة تتناول التراث العربي والفكر الإسلامي وقضايا ثقافية مختلفة منها، على الخصوص، "الحرية والأدب"، و"الثقافة في معركة التغيير"، و"موشحات مغربية"، و"ثقافة الصحراء" وغيره كثير.
المصدر: الدار – وم ع