أخبار الدار

2018 سنة المشاريع الكبرى لتأهيل مدينتي فاس ومكناس

تعرف الحاضرتان الألفيتان فاس ومكناس مشاريع هيكلية وبرامج تأهيل شاملة عرفت انطلاقة كبرى خلال العام 2018، تستهدف تثمين مدينتيها العتيقتين ورد الاعتبار لتراثهما وتاريخهما العريق بما يجعلهما مركزي جذب حضري وسياحي واقتصادي قوي في الجهة.

وتندرج هذه المشاريع الطموحة وفق رؤية استراتيجية للملك محمد السادس لتأهيل وتثمين المدن العتيقة للمملكة، شرع في تنفيذه خلال السنوات الأخيرة وهم بالخصوص الرباط وفاس والدار البيضاء ومراكش، قبل أن يعطي جلالته تعليماته السامية ليشمل مختلف المدن العتيقة للرقي بها عمرانيا وحضاريا بهدف استثمار مؤهلاتها الاقتصادية لاسيما المرتبطة منها بقطاعات السياحة والصناعة التقليدية.

هكذا أشرف الملك محمد السادس، خلال العام 2018 على عدد من الاجتماعات لتنفيذ هذا البرنامج همت أيضا كلا من مدن الرباط والدار البيضاء وسلا وتطوان والصويرة ومراكش، ولعل أبرزها في ما يتعلق فقط بالحاضرتين الإدريسية والإسماعيلية كان بتاريخ 14 ماي 2018 حيث ترأس جلالته حفل تقديم البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس، ثم اجتماع بتاريخ 22 أكتوبر 2018 لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة بمكناس.

ففي ما يتعلق بمدينة فاس وقبل العام 2018 شهدت هذه الحاضرة طفرة متميزة من خلال إنجاز برنامجي ترميم المعالم التاريخية ومعالجة البناء المهدد بالانهيار، والذي مكن في مرحلة أولى من ترميم 27 معلمة تاريخية من مدارس وفنادق تقليدية وقناطر تاريخية وأسواق ومدابغ وأبراج، ومن ثم مكن من استعادة جل هذه المعالم لوظائفها الأصلية. واستفاد منها أكثر من 1600 شخص من حرفيين وتجار تقليديين وطلبة علم، مكنت أيضا من معالجة أكثر من 2200 بناية كانت مهددة بالانهيار في المدينة العتيقة لفاس.

هكذا تم ترميم ثلاث مدارس عتيقة أصبحت حاليا تستقبل طلبة جامعة القرويين هي "المدرسة المحمدية" و"مدرسة الصفارين"، و"المدرسة البوعنانية"، واستهدفت هذه العملية ليس فقط النهوض بهذا التراث وتثمينه، بل أيضا تمكين جامعة القرويين من استعادة أصالتها في تكوين العلماء، من حيث القوة في التحصيل والتفتح والقدرة على المنافسة العلمية على الصعيدين الوطني والدولي. كما تم ترميم مدارس أخرى ك"مدرسة الصهريج" التي أصبحت مركزا لتلقين مسلك الخط العربي، ثم "مدرسة السباعيين"، و"المدرسة المصباحية".

ولعل الزائر للمدينة العريقة لفاس يقف على حجم التغيير الكبير الذي هم مرافقها، بدء من المدرسة البوعنانية في الطالعة الكبيرة، الى "القيصرية" العريقة لمولاي إدريس والتي أصبحت مركز جذب تجاري وسياحي كبير بفعل عمليات التجديد التي مستها بالكامل في تناغم فريد عنوانه الأبرز هو ”التجديد في إطار الحفاظ على الطابع الأصيل".

وقد أنجزت أشغال تجديد هذه المآثر من طرف معلمين قاموا بترميمها وفقا للنمط الأصلي، مستعينين بمهاراتهم وحرفيتيهم وخبرتهم الموروثة أبا عن جد.

واستكمالا لهذا المشروع الطموح تم التوقيع أمام جلالة الملك بتاريخ 14 ماي 2018 على البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس الممتد الى العام 2023 ويهم بالأساس تأهيل 39 موقعا تاريخيا للأنشطة الاقتصادية (فنادق تقليدية، ورشات، أسواق) و10 مساجد وكتاتيب قرآنية، وتثمين 11 موقعا تاريخيا، (الساعة المائية ومتحف الثقافة اليهودية)، وترميم وتأهيل معلمة دار المكينة. ويأتي هذا المخطط لاستكمال برنامج إعادة تأهيل وترميم المعالم التاريخية، وتعزيز البرنامج الجاري إنجازه حاليا، والذي يشمل تهيئة 8 مرائب للسيارات، وترصيف الممرات، وتجديد نظام التشوير، ووضع نظام إلكتروني للمعلومات الموجهة لتطوير المنتوج السياحي.

المصدر: الدار – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى