مسؤولان أمريكيان رافقا بومبيو يكشفان تفاصيل زيارته للمغرب
من التهديد الايراني المشترك مرورا بالتطبيع مع اسرائيل وصولا الى قضية الصحراء
الدار/ خاص
نشرت وزارة الخارجية الأمريكية نسخة من جلسة إحاطة مع اثنين من كبار المسؤولين الأمريكيين عقب زيارتهما الأخيرة للمغرب رفقة وزير الخارجية مايك بومبو.
النسخة، التي يبدو أنه قد تم نشرها في وقت مبكر من هذا الشهر، أصبحت متاحة الآن على موقع وزارة الخارجية الأمريكية رغم أنها لا تكشف عن هوية المسئولين.
في تفاصيل زيارة مايك بومبيو للمملكة، يكشف المسؤولان الأمريكيان، اللذان لم يتم الكشف عن هويتهما، تفاصيل المواضيع التي استأثرت بالمحادثات بين بومبيو، و نظرائه المغاربة، من التهديد الايران المشترك للبلدين، مرورا بموضوع “التطبيع مع اسرائيل” الذي أثار لغطا كبيرا، وأسال مدادا كثيرا، وصولا الى خشية الأمريكان من النفوذ الصيني في القارة الافريقية، وقضية الصحراء.
وصول مايك بومبيو
نجد أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية وصل إلى الرباط يوم 5 دجنبر، رفقة عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، حيث عقد عدة اجتماعات مع وزراء مغاربة ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى لتعزيز “التعاون الاستراتيجي” بين الرباط وواشنطن.
تناولت المحادثات العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفقًا للمسؤولين اللذين بدوا متفائلين بشأن آفاق التعاون والشراكة بين المغرب والولايات المتحدة، اذ شملت دور المغرب في إفريقيا والعالم العربي، والتهديدات الإرهابية في الساحل والصحراء، وموقف المغرب من إيران وحزب الله، والنفوذ الاقتصادي للصين، ومستقبل الاستثمارات الأمريكية في المغرب.
الارهاب.. التهديد المشترك”
أعرب المسؤولان عن قوة الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب ومنع التهديدات الارهابية.
وقال المسؤول الأول، الذي لم يتم الكشف عنه هويته:” لدينا الكثير من القواسم المشتركة مع المغرب. لدينا تصور إقليمي مشترك، على ما أعتقد هو التهديد الارهابي. “لدينا تعاون ممتاز في مكافحة الإرهاب … إنها مجرد أخبار سارة – العلاقة”
وأضاف، وهو يتذكر المناورات العسكرية المشتركة مع الجيش الملكي المغربي: “إن المغرب شريك قوي”: “إننا نقوم بالمزيد من التدريبات العسكرية، ونتدرب مع المغرب – منذ عشرات إن لم يكن مائة عام … إنها أكبر مناورات في القارة الافريقية”.
إيران..عدو المغرب
عبر المسؤولان الأمريكيان عن دهشتهم من كون المسؤولين المغاربة هم الذين أقحموا موضوع إيران خلال مناقشتهم ومحادثاتهم مع مارك بومبيو.
وقال المسؤول الثاني، وهو يستعرض بعض النقاط التي تم التطرق اليها مع المسؤول المغربي باندهاش:” لقد أدهشني – حتى في اجتماع مع وزير الخارجية – أن هذا هو أحد الاجتماعات القليلة التي لا نطرح فيها إيران أولاً، حيث كان المسؤولون المغاربة أول من أثار قلقهم بشأن تمويل الإرهاب، و “نفوذ حزب الله وإيران في المنطقة”، فيما ذكر زميله قضية تسليم رجل أعمال لبناني مرتبط بحزب الله إلى الولايات المتحدة بعد اعتقاله في المغرب، قبل أن يتابع حديثه عن بعض “نقاط التعاون التي قد تكون واضحة للغاية” ، معطيا المثال بموضوع فنزويلا.
وقال في هذا الصدد:” بلى. لا، إنه لأمر مدهش. أقصد، أن المغرب دولة تعترف بحكومة غايدو وتشجع الدول الأخرى في إفريقيا على الاعتراف بغايدو. إنهم يعترفون بنوع الإيديولوجية الضارة والمدمرة لمادورو ويساعدون في تعزيز تلك القضية في القارة. إنه شيء رائع “.
واسترسل المسؤول الأمريكي حديثه عن الشراكة بين الولايات المتحدة والمغرب لوقف نفوذ إيران في المنطقة قائلا : “للمغرب مصالح خاصة به في هذا الصدد، أليس كذلك؟ إيران قوة إقليمية مزعزعة للاستقرار ونفذت أنشطة أثبتت أنها مزعزعة للاستقرار أو حاولت زعزعة استقرار المغرب، لذلك استبعد المغرب إذن إيران، أي الدبلوماسيين الإيرانيين، في السابق، أليس كذلك؟ المغرب شريك، ويدعم ما نقوم به في ضغوطنا ضد ايران”
التطبيع مع اسرائيل…الموضوع الغائب في المحادثات
عندما سئل المسؤولان الأمريكيان اللذان رافقا بومبيو، عن موضوع تطبيع المغرب مع إسرائيل، الذي سال الكثير من المداد، نفا نفيا قاطعا أن يكون بومبيو قد تطرق اليه مع المسؤولين المغاربة.
وقال أحد المسؤولين “: ليس لدي أي تعليق حول هذا الموضوع، لكن لأكون صادقا، لم يكون التطبيع مع اسرائيل محور محادثات بومبيو مع المسؤولين المغاربة. استيقظت اليوم. قرأت صحيفة تايمز أوف إسرائيل مثلما فعلتم يا رفاق. وقد صدمني تطرقها للموضوع، وأعتبره مجرد تسريب صحفي إسرائيلي آخر لقضية تهمهم. وأتفهم أن الموضوع تزامن مع زيارتنا للمغرب، لكنه لم يكن في جدول أعمالنا، ومحادتنا مع المسؤولين المغاربة”.
النفوذ الصيني يؤرق الأمريكان
ناقش المسؤولان الأمريكيان، التأثير الاقتصادي الصيني مع نظرائهم المغاربة، لكنهما لم يقدما المزيد من التفاصيل حول الموضوع، مكتفيا أحدهم بالتأكيد على أن المغرب يدرك “التحديات التي يشكلها التدخل الصيني” دون تقديم أي تفسير.
مكافحة الإرهاب في الساحل
بعد الإشارة إلى اقتناء القوات الملكية الجوية، مؤخرا، لترسانة من الأسلحة الأمريكية، أشار المسؤولان إلى أن المغرب ينشر “عددًا كبيرًا من قوات حفظ السلام في جميع أنحاء المنطقة”، كما أكد أحدهم أن المغاربة “المغرب” ينشط أيضًا في مبادرات تروم مكافحة الإرهاب على طول حدوده”، مذكرا بأن “داعش والقاعدة “أعداء المغرب على حدوده”.
المغرب يريد جذب المستثمرين الأمريكيين
أعلن مسؤولا وزارة الخارجية الأمريكية، أنه تبين من خلال محادثات مايك بومبيو مع المسؤولين المغاربة، أن المغرب يريد تعزيز تعاونه التجاري مع الولايات المتحدة، وخاصة في مجال جذب الشركات الأمريكية للاستثمار في المغرب. الاستثمارات.
قضية الصحراء المغربية..لاتقدم يذكر
تطرق المسؤولان الأمريكيان، لقضية الصحراء المغربية كذلك في جلسة الاستماع اليها من قبل وزارة الخارجية، حيث أكد أن الموضوع تم التطرق اليه مع الجانب المغربي، باقتضاب وعندما سئلا عما إذا كان النزاع يقترب من الحل، قال أحدهم “إنه لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الموضوع خلال الزيارة”.
مستطرد بالقول: “لا، أقصد، نحن على وشك، كما تعلمون، تعيين ممثل جديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، لكن لا يوجد أي تقدم على الإطلاق في موضوع الصحراء الغربية خلال زيارتنا للمغرب”.