حصى الكلى هو مرض يصيب الكليتين. ويتجلى على شكل إنتاج الحجارة، وهي نوع من “الحصى” تعمل على انسداد تدفق البول من الكليتين إلى المثانة. ويسبب هذا الانسداد آلامًا شديدة في جانب البطن (منطقة أسفل الظهر)، ويسمى المغص الكلوي.
تعرّفي في الآتي إلى أسباب حصى الكلى:
حصى الكلى ذات طبيعة متباينة
• أكثرها شيوعًا هي التي تتكون من الكالسيوم (أكسالات الكالسيوم، فوسفات الكالسيوم).
• والبعض الآخر يتكوّن من حمض اليوريك.
• كما يوجد كذلك ولكن بطريقة أقل شيوعًا، الحصى التي تكون تركيبتها مختلفة جدًّا، وقد تكون ثانوية لأمراض وراثية أو معدية.
مخاطر التكرار
تكرار حدوث حصى الكلى شائع تمامًا (بنسبة 50 في المئة بعد 5 سنوات)، ولذلك يُنصح بإجراء الفحوص الطبية بعد فترة مناسبة من حدوث المغص الكلوي، للبحث عن سبب تشكل الحصى.
أسباب حصى الكلى
يرتبط تشكل الحصى بوجود واحد أو أكثر من المواد القابلة للتبلور في الكلى، بالإضافة إلى بيئة مواتية ذات صلة بخصوصية تشريحية، ووجود الجراثيم أو أجسام غريبة أو التغذية غير المناسبة. والعوامل التي تعزز تشكيل الحصى هي عديدة ومختلفة، الأمر الذي يجعل البحث عن السبب الرئيسي صعبًا في بعض الأحيان. النقطة المهمة هنا هي الحصول على الحصوة والتي ستخرج بطريقة طبيعية، أو بعد إجراء الجراحة من أجل تحليل تكوينها، وهذه خطوة ضرورية لتحديد السبب.
هل للجفاف علاقة بـتشكيل الحصى؟
الجفاف ليس السبب الأول لتشكل حصى الكلى. والأشخاص الذين لم يسبق لهم أن أصيبوا بحصى في الكلى، فإنَّ زيادة حصة المشروبات لم يثبت فاعليته وبالتالي لا ينصح الأطباء بذلك. ومن الناحية الأخرى، فإنه بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون فعليًّا وجود حصى في الكلى، فإنَّ زيادة شرب الماء يساعد على تخفيف البول، وبالتالي تقليل مخاطر تكرار حدوث الحصى. وبناءً عليه يُنصح بشكل عام بالتبول ما مقداره أكثر 2 ليتر في اليوم.
دور النظام الغذائي في تشكل الحصى
برهنت بعض العوامل الغذائية كذلك، أنّ لها علاقة بأسباب تشكل حصى الكلى. ويعتمد كل ذلك على نوع الحصى. إذ يقتضى بعضها اللجوء إلى نظام غذائي متوازن، بينما يقتضي البعض الآخر وفي حالات أكثر ندرة، وغالبًا ما تكون ثانوية لأمراض وراثية، إدارة غذائية شاملة . أما أهم الأخطاء الغذائية التي يتم ملاحظتها في الغالب، فهي كما يلي:
• اتّباع نظام غذائي قليل الكالسيوم (خصوصًا عند استبعاد منتجات الألبان من النظام الغذائي).
• اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات الحيوانية أو الملح.
• الأنظمة الغذائية “العصرية” والتي تميل إلى التدمير الكامل لحصص النظام الغذائي.
عوامل الخطر والأشخاص الاكثر عرضة لتشكل الحصى
يرتبط تشكيل حصى الكلى بأسباب عدة، ولكل سبب منها عوامل خطر مختلفة. قد يتراوح ذلك من المرض الوراثي النادر مثل فرط أكسالات البول الأولى، إلى المرض الأكثر شيوعًا حيث تُعتبر حصى الكلى من الأعراض، مثل فرط نشاط جارة الدرقية الأولى على سبيل المثال. وبناءً عليه هناك أكثر من 25 طبيعة مختلفة للحصى. والعوامل التي تسبب استعداد جسم الشخص لتشكيل حصى الكلى، تعتمد على السبب، ومتباينة جدًّا.
هناك بعض التشوهات المورفولوجية، مثل ركود البول، قد تعزز تشكيل الحصى. فعلى سبيل المثال الكلى الحذوية (اختلاف تشريحي وهي الحالة التي تلتحم فيها الكليتان من قطبهما السفلي)، أو ارتداد حويصلي أو حتى متلازمة مرض كاتشي وريتشي. ويتم اكتشاف هذه التشوهات عند إجراء تصوير للكلى والمثانة.
الأعراض: الآلام، الحمى، الدم في البول…
في حال وجود الحمى من الضروري مراجعة الطبيب بسرعة كحالة طارئة
إنّ وجود الحصى في الكلى ليس مؤلمًا، وهناك العديد من الأشخاص الذين يحملون هذه الحصى من دون أن يعرفوا ذلك. وفي بعض الأحيان “تسقط” الحصى تلقائيًّا من الكلى، وتذهب إلى مجرى البول الذي يربط الكلى بالمثانة. وعندما تحدث هذه الهجرة، فإنَّ الحصاة قد تغلق القناة وتعيق تدفق البول وتسبب الألم الذي يسمى المغص الكلوي. إنّ هذا الألم شديد جدًّا ويحدث في الجزء الجانبي من البطن (منطقة أسفل الظهر)، وقد يحدث أحيانًا حول منطقة العانة. ولا يوجد وضع معين يمكنه تهدئة هذا الألم.
المغص الكلوي
تتميز نوبة المغص الكلوي بألم حادّ وفجائي في جانب واحد عند مستوى منطقة أسفل الظهر (المنطقة القطنية). وتستدعي بعض الحالات استشارة طبية عاجلة وطارئة.
وقد يصاحب هذا الألم وجود دم في البول (بيلة دموية)، يتراوح لونها من اللون البرتقالي إلى الأحمر. وتستدعي شدّة الألم بشكل عام استشارة الطبيب بسرعة، أو حتى خدمة الطوارىء أثناء الليل.
إنّ وجود الحمى ليس أمرًا عاديًّا في حال حدوث المغص الكلوي، وبالتالي يجب الحصول على استشارة طبية عاجلة، لأنَّ ذلك قد يشير إلى وجود عدوى. وإذا لم يستطع الشخص أن يتبول، فهذا أمر يجب معالجته كحالة طارئة. إذ إنه في بعض الأحيان تكون هناك كلية واحدة فقط والحصى يعيق عملها.
التشخيص
الألم الشديد يقتضي استشارة الطبيب العام بسرعة جدًّا، أو استدعاء خدمات الطوارىء. ويعتمد التشخيص بشكل رئيسي على فحص الطبيب، وخصوصًا وصف المريض للألم وإجراء تحليل للبول. الأولوية هي تخفيف الألم. وغالبًا ما تكون الفحوص الحيوية محدودة أثناء نوبة المغص الكلوي، وتسمح بتشخيص المضاعفات المحتملة. ويتم غالبًا إجراء فحص الالتراساوند (فحص الموجات فوق الصوتية)، أو الأشعة المقطعية للكلى والمسالك البولية على وجه السرعة (إما كحالة طارئة أو خلال 48 ساعة). وفي جميع الحالات قد يطلب الطبيب فلترة البول لجمع الحصى وتحليلها بعدئذ. لذا يجب التبول في وعاء ثم تصفية البول (بمساعدة فلتر ورق القهوة أو أداة صينية ) من أجل الحصول على الحصى.
المصدر: مواقع إلكترونية