الأمير هشام.. حاضر في جنازة مصطفى العلوي وفي قضية حمزة مون بيبي
الدار / خاص
أبى الأمير هشام إلا أن يضرب عصفورين بحجر واحد خلال عملية تأبين قيدوم الصحفيين وناشر الأسبوع الصحفي الفقيد مصطفى العلوي، الذي وافته المنية نهاية الأسبوع المنصرم.
فقد شكّل هذا المأتم مناسبة مواتية للأمير ليعزي في وفاة الفقيد ويتمنى لأفراد عائلته جميل الصبر والسلوان، دون أن ينسى التعاقد مع لاعب جديد وتجنيده للفريق الذي يحرص على تنزيل أجندته في الساحة الداخلية!
فقد أمسك الأمير بحرارة بيد النقيب السابق محمد زيان، والعهدة هنا على الموقع الإخباري للنقيب، وأشاد بما اعتبرها ” مواقفه الموضوعية وتحليلاته الرزينة”، خائضا في أمور الدنيا ومشاكل السياسة، وغير عابئ بدموع عائلة الفقيد التي كانت تسيل مدرارا، ولا بآيات القرآن التي كانت تُتلى جهارا على مسامع المشيعين والمعزيين وطالبي الوليمة.
فالأمير هشام حرص على أن “يتزوج من العزّايات” كما يقول المثل المغربي الشائع، إذ لم يفوت فرصة اللقاء بالنقيب السابق محمد زيان ليتعاقد معه من أجل ناظر الأيام، بالرغم من أن مكان اللقاء وطبيعته لم يكونا ليسمحا بمثل هكذا حديث في أمور الدنيا والسياسة.
فالأمير هشام فَقَدَ صديقا مخلصا وخدوما جسورا اسمه مصطفى العلوي، وها هو يستبدله يوم مماته وفي ليلة تأبينه بخليفة جديد وبديل آخر، في تجسيد واقعي للبرغماتية الجديدة التي تعترف بتقاطع المصالح واتحاد الأهداف وليس بمشاطرة القيم والأحزان.
والأمير هشام لم يكن حاضرا خلال نهاية الأسبوع المنصرم في الأحزان والأتراح فقط، وإنما أثير إسمه أيضا في الأفراح والليالي الملاح، والعهدة هذه المرة على صديقه الحميم الحسين المجدوبي، الذي لم يرقه أن يتناول الصحفيون الأمير هشام في معرض الحديث عن الفنانات والمغنيات على خلفية قضية ” حمزة مون بيبي”.
وللصراحة، لم يفهم الكثيرون سبب إسقاط طائرة الأمير في حديقة “حمزة مون بيبي”، كما لم يستوعب القراء لماذا تم إقحام أو إفحام الأمير في ورطة دنيا باطمة وشقيقتها ابتسام! وربما أصدقاء الأمير هم وحدهم الذين يملكون الجواب على هذا الإسقاط الغريب والمريب.
لكن الأكثر غرابة في هذا النقاش العرضي، هو أن يمتعض الحسين المجدوبي من ممارسة الصحفيين لحريتهم المطلقة في التعبير، ويحاول الحجر على أقلامهم ويصادر حقهم في التدوين، ناعتا إياهم بصحافة الدعارة والدناءة، لمجرد أنهم قالوا كلاما عن الأمير صاحب التمويل.
وهذا الكلام الفاحش يدعونا لنتساءل مع الحسين المجدوبي: ألا تعتبر حرية الصحافة تيمة من تيمات الحرية المقدسة كما يدعي الأمير هشام ويزعم سدنة حقوق الإنسان؟ ألا تعتبر حرية التعبير حقا مطلقا لا يخضع للتقييد والانتقاص كما يردد حواريو الحقوق والحريات؟ أم أن الحرية تنتهي عند الحسين المجدوبي عند عتبة صديقه الأمير؟ وهل التباهي بالليبرالية وبالأفكار التقدمية تعني وسم الصحافة بالدناءة والدعارة لمجرد أنها أثارت اسم الأمير هشام.
هي استفسارات وتساؤلات لا تحتاج لأجوبة بقدر ما تحتاج إلى حمرة خجل، ولنسمات عرق تتصبب باردة من جبين الحسين المجدوبي، الذي انبرى يدافع عن الأمير هشام بدون مناسبة ولا سبب، في سياق بعيد جدا كان يتحدث عن المغنيات والفنانات المشتبه بهن في قضية معروضة على القضاء. لكن عندما يُعرف السبب يبطل العجب. فتمويل دراسة البنت في بريطانيا، وصرف نفقات الكراء في لندن بالجنيه الإسترليني، تجعل المرء ينافح عن مصدر تمويله ليس بالكلام والتدوينات فقط، بل حتى ب”الشطيح والرديح والتشيار بالكلام الساقط”.