أخبار الدار

البقالي: نستهدف اجتماعياً 110 ألف مدرّساً بدعم أربعة ملايين درهماً

"ليكونوميست" : ترجمة المحجوب داسع

أجرت أسبوعية "ليكونوميست" حوارا مطولا مع يوسف البقالي، المدير العام لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، وذلك أشهر فقط بعد انتقاله من منصب المنسق العام للمؤسسة الى مدير لها. وتطرق الحوار لمخطط عمل المؤسسة، وعلاقتها بباقي المؤسسات التي تشتغل في منظومة التربية والتعليم ببلادنا.
وفيما يلي نص الحوار، كما ترجمه موقع "الدار":

 

ما هو دور المؤسسة في تنفيذ إصلاح منظومة التربية والتكوين في بلادنا؟ 

– يوسف البقالي: إنشاء المؤسسة هو جزء من ميثاق التربية والتكوين، الذي ينص بوضوح على أنه من أجل النجاح في الإصلاح، يجب دعم أحد أبرز مقوماته، وهم رجال ونساء التعليم. وأول تحفيز ودعم لهم، يتم على المستوى المهني، من خلال إعادة النظر في أوضاعهم، والمناهج والادوات التعليمية والبنى التحتية.

المقوم الثاني يتعلق بالحوافز المالية، مع العلم بأن تزايد عدد رجال ونساء التعليم شكل دوما عائقا للمطالبة بزيادة أجورهم، وزيادة 3-5 في المائة لن يحل المشاكل اليومية للأساتذة. ولهذا السبب، فقد تقرر إنشاء مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، حتى نجعل من الممكن إيجاد حلول جماعية للمشاكل الفردية لهذه الفئة.
ويتكون مجلس إدارة المؤسسة من تمثيل ثلاثي، ثلث الإدارات المعنية بقطاع التربية والتكوين، والثلث الآخر يشمل ثلث النقابات الأكثر تمثيلية، وكذا شخصيات من القطاع الاقتصادي والمالي. هذا المجلس هو الذي يضع استراتيجية وخطة عمل المؤسسة. على المستوى العملي، تهدف المؤسسة إلى حل المشاكل الاجتماعية لرجال التربية والتكوين في مجالات الإسكان والصحة وتعليم الأطفال، والنقل، والترفيه، … وأخيرا، للإجابة على سؤال، دور المؤسسة في تنفيذ الإصلاح التربوي، الجواب يكمن في تسهيل الحياة اليومية لرجال ونساء التعليم، لتمكينهم من التركيز على مهمتهم الرئيسية المتمثلة في تعليم الأجيال القادمة. 

– ما رأيكم في إصلاح التعليم؟

– نحن في مرحلة استثنائية فيما يخص إصلاح نظامنا التعليمي. لدينا رؤية واضحة وإرادة قوية للنجاح المعبر عنه من أعلى مستوى في الدولة، وذلك من خلال ضمان توفير جميع الوسائل لتحقيق النتائج المتوقعة من الاصلاح. إن المغرب محظوظ لكونه يتوفر على المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الذي أصبح ناضجًا جدًا من خلال التقارير المهمة التي يصدرها. وأخيراً، هناك وزير شاب وديناميكي تحدوه الرغبة في انجاح هذا الورش، مسلح بتجربة مهمة في قطاع التعليم، وقدرة كبيرة على العمل. ما نحتاجه هو انخراط الجميع، أساتذة، آباء، وكذا المسؤولين المنتخبين المحليين وجميع المواطنين. و جميع المكونات موجودة لمواجهة هذا التحدي، تحدي اصلاح التعليم. فالأمر لا يتطلب سوى المثابرة، كما سبق وأن أكد على ذلك المرحوم، مزيان بلفقيه، "ليس هناك مساء مجيد، هناك فقط صباح شاق". 

– ما طبيعة العلاقة التي تربطكم بالوزارة الوصية على قطاع التعليم؟

يوسف البقالي: إنها علاقة قوية دون أن تكون هرمية. لا توجد لدى وزارة التربية الوطنية أية وصاية على المؤسسة، التي تم انشاؤها بموجب قانون، كما أن رئيسها يعينه جلالة الملك، بالإضافة الى توفرها على مجلس إداري. لكن مع ذلك، فوزارة التربية الوطنية شريكنا الرئيسي، ونكمل بعضنا البعض. فالوزارة منشغلة بأسرة التعليم من خلال جميع الجوانب الإدارية والتعليمية، فيما تتكلف المؤسسة بالجانب الاجتماعي لأسرة التربية والتكوين. أنا أشتغل يدا في يد مع الحكومة وبشكل رئيسي مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي. يقدمون لنا الكثير، ويساعدونا في جميع أوراشنا. نحن هنا لمساعدتهم وتلبية الاحتياجات الاجتماعية لأسرة التربية والتكوين. 

– ومع المجلس الأعلى للتعليم …؟

– المؤسسة عضو في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. لا توجد مؤسسة لديها الوصاية على الآخر. فالمجلس يهتم بكلما هو استراتيجي في منظومة التربية والتكوين: نحن نشتغل في جانب الأعمال الاجتماعية. رئيسها، السيد عمر عزيمان هو رجل دولة عظيم، يتمتع بخبرة ثرية. شخصيا، أستشيره في جميع القرارات الرئيسية. إنه مصدر المشورة والإرشاد كلما احتجت لذلك، مع العلم أن مجلس إدارة مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين يتمتع أعضاؤها بكفاءة عالية. والثلث يتكون من الأمناء العامين للنقابات الأكثر تمثيلية، والثلث الآخر يضم سبعة ممثلين عن القطاعات الاقتصادية والمالية.

كيف تختار أعضاء هذا الثلث الأخير؟

– استهدفنا سبعة أشخاص وفقا للاحتياجات والمزايا الرئيسية التي تهم رجال ونساء التعليم : السكن، الصحة، النقل، الترفيه والتعليم. كل واحد يسلط لنا الضوء على الجوانب المتعلقة بمجال عمله والاحتياجات المعبر عنها من طرف أسرة التعليم. لدينا محمد برادة، وزير المالية السابق، نور الدين شرقاني، الرئيس التنفيذي لشركة الوفا للعقارات، على غنام، الرئيس السابق للاتحاد الوطني للسياحة، الذي يقدم خدمات مهمة للمؤسسة فيما يخص السياحة والترفيه. هنالك أيضا البشير بادو، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للتأمين، الذي يقدم المشورة في الجوانب المتصلة بالتأمين الصحي، وعبد العزيز عدنان، المدير العام للكنوبس، السيدة رحمة بورقية، مديرة لجنة التقييم بالمجلس الأعلى للتعليم. لدينا أيضا الأستاذة ناجية حجاج حسوني، العميدة السابقة لكلية الطب بالرباط، التي تشتغل معنا في كل ما يندرج ضمن نطاق عملها. يتم اقتراح هؤلاء الأعضاء بشكل مشترك من قبل رئيس المؤسسة، والوزير الوصي على قطاع التعليم، على رئيس الحكومة للموافقة عليها. 
 

– ما هي المشاريع الرئيسية التي تخططون للعمل عليها خلال المرحلة القادمة؟

يوسف البقالي: بالنسبة للفترة 2018-2028، تتعلق الإجراءات الرئيسية التي ننوي الاشتغال عليها بمجالات معينة. وهكذا، فقد استطاعت المؤسسة، منذ إنشائها، أن تستوعب 000 110 مدرس، بدعم يقدر بأزيد من 4 بلايين درهم. في الفترة 2018-2028، سنطلق مخطط عمل سيؤثر على 100000 شخص آخر. وستكون المنحة أكثر ثباتًا إلى حد الوصول إلى 7 مليارات درهم. وسوف نعمل أيضا على دمج القروض البديلة، لأن جزءا كبيرا من فئة رجال ونساء التعليم ينتظر بالإضافة إلى القروض التقليدية، القروض التي تمنح تخفيضات في الفائدة، علما بأن الصحة والسكن هي أولويات أسرة التعليم ببلادنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − إحدى عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى