يهودا لانكري: تطبيع العلاقات بين المغرب واسرائيل يمر عبر حل القضية الفلسطينية
الدار/ خاص
قال يهودا لانكري، السفير الاسرائيلي ذو الأصول المغربية السابق في الأمم المتحدة، انه لايزال يحتفظ بذاكرة حية من المغرب، وعلى علاقات وطيدة مع الشعب وملك المغرب، الى حدود اليوم، مشيرا الى أن تطبيع المغرب لعلاقاته مع اسرائيل يعتمد بشكل كبير على القضية الفلسطينية”.
الملك محمد السادس يرعانا والمغرب بلد تعايش
وأضاف يهودا لانكري في مقابلة صحفية في اطار برنامج “حديث آخر” الذي بث على قناة “24news” الاسرائيلية، أن علاقاته الشخصية، وعلاقات اليهود المغرب، مع المملكة المغربية لازالت وطيدة”، واصفا المغرب بـ”ببلد التعايش النموذجي بين المسلمين واليهود، حيث ترفل الجالية اليهودية في النعيم، وتتمتع بالحقوق التي يتمتع بها المواطنين المغاربة، تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس، الى جانب احتفاظه بعلاقات شخصية ودية مع شخصيات مرموقة في المغرب تعود الى فترة طفولته قبل 55 عاما”.
الراحل محمد الخامس وقف ضد ابادة اليهود
وأشار عضو الاتحاد العالمي ليهود المغرب المزداد سنة 1974 بأبي جعد، الى أن الجالية اليهودية في اسرائيل يكنون كل الاحترام للشعب المغربي العزيز، ويعشقونه، لأنهم ترعرعوا من داخل هذا الشعب، والدليل هو احتفاظهم على علاقات ود واحترام مع الشعب المغرب والملك محمد السادس”، مبرزا أن ” الملك الراحل محمد الخامس لعب دورا كبيرا في حماية اليهود، ومنع من تطبيق قوانين فيشي على يهود المغرب، كما كان له دور كبير في منع نفيهم الى معسكرات الابادة الجماعية”، قائلا :” لذلك نحتفظ بعلاقة وطيدة وعرفان، وود، وشكر واحترام للدولة العلوية الشريفة”.
يهود اسرائيل لايتنكرون لأصولهم المغربية
وقال يهودا لانكري ان كل عائلة يهودية لازالت تحتفظ بالتراث المغربي، وليس هناك اخفاء لجذورها المغربية، وهناك نهضة للثقافة المغربية في اسرائيل، من خلال الاحتفاظ بصور الملوك الثلاثة “محمد الخامس، الحسن الثاني، محمد السادس” في عدد من منازل اليهود، وفي المطبخ اليهودي، مبرزا انهم يشعرون بالعرفان تجاه وطنهم الاول المغرب”، مشيرا الى أن هذه الروابط مع المملكة المغربية تتجلى في الاحتفال بعدد من المهرجانات المغربية، مثل ميمونا، كما أن ” طعامنا، وهو جزء من المطبخ المغربي” يشدد ذات المتحدث.
وعند حديثه على “الثورة الثقافية المغربية في إسرائيل”، لم يخفق الدبلوماسي في تذكر أن اليهود من أصل مغربي عانوا خلال السنوات الأولى من هجرتهم إلى إسرائيل. قائلاً: “لقد كنا نأمل في الاندماج الكامل لجميع المهاجرين وكان هناك تمييز تسبب في احتجاجات”، لكن بحلول نهاية السبعينات، وصلنا إلى مرحلة صعبة من حيث العلاقات المجتمعية في إسرائيل. لكن منذ ذلك الحين تغير كل شيء وتعلمنا بعض الدروس الجيدة “.
منذ ذلك التاريخ، يردف يهودا لانكري ” نجح اليهود من أصول مغربية وشمال أفريقية في شغل مناصب المسؤولية، معطيا المثال بغادي إيزنكوت، الجندي الإسرائيلي الذي كان رئيس الدولة.
تطبيع العلاقات بين المغرب واسرائيل يمر عبر القضية الفلسطينية
عند سؤاله على انضمام عدة يهود من أصل مغربي إلى حزب الليكود، ذي النزعة القومية الليبرالية، أوضح الدبلوماسي الاسرائيلي، أن انضمامهم حدث بعد النزاعات التي نشأت بعد الموجة الثانية للهجر ، بين اليهود الذين أقيموا بالفعل في إسرائيل، والذين وصلوا إلى هناك”، مبرزا أن “اليهود المغاربة وذوي الأصول الشرقية دعموا السلام مع مصر والأردن”، مذكرا في هذا الصدد، بتدخل الملك الحسن الثاني الذي “توسط من أجل السلام بين إسرائيل ومصر”.
وقال يهودا لانكري :” كان الحسن الثاني عنصرا مركزيا في هذه العملية. لقد سهر على ضمان نجاح هذه عملية السلام بين اسرائيل ومصر، ولم يدخر أي جهد للتدخل. قابلناه قبل وفاته بثلاثة أشهر. لقد دعانا لنأخذ نموذج التعايش بين اليهود والمسلمين في المغرب وجعله ملموسًا في الداخل في إسرائيل وقد أحرزنا تقدماً بفضل هذه النصيحة، خلال اتصالاتنا الأولى مع الفلسطينيين “.
الملك ونتنياهو وفلسطين وبومبيو
من جهة أخرى، تحدث يهودا لانكري، عن غياب علاقات دبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، الذي سال مدادا كثيرا خلال الأسابيع الماضية، خصوصا بعد زيارة مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، الى المغرب، حيث أوضح أن القضية الفلسطينية لها وزن كبير في هذه المعادلة، قائلا :” “شخصيا لا أعتقد أنه ستكون هناك دولة عربية واحدة ستخطو خطوة إلى الأمام في العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل قبل حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. و كل هذا يتوقف على عملية السلام مع الفلسطينيين والتقدم في هذه العملية سيعطي حتما المزيد من الانفتاح في أفق تطبيع العلاقات مع اسرائيل”.
وفيما يتعلق بالشائعات الأخيرة حول رفض الملك محمد السادس، استقبال مايك بومبيو، بعد لقائه الأخير في البرتغال ببنيامين نتنياهو، قال يهودا لانكري: “الحديث عن زيارة نتنياهو للمغرب كان مبكرًا”، خاتما كلامه بالقول ” قطع كل العلاقات بيننا والسلطة الفلسطينية يجعل من المستحيل استقبال الملك محمد السادس لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
https://video.i24news.tv/details/_6119900176001?lang=ar