أخبار الدارسلايدر

البوليساريو تفشل في تجنب دعم أفريقي لمغربية الصحراء

مصداقية المغرب ورؤيته الاستراتيجية وعاملا الأمن والاستقرار وراء دعوة وزير الشؤون الخارجية الغابوني جالية بلاده إلى الاستقرار في الأقاليم الجنوبية.

لم يفلح ما قامت به جبهة البوليساريو الانفصالية وداعموها من مناورات لثني عدد من الدول الأفريقية عن التعبير عن دعمها الدبلوماسي لمغربية الصحراء، حيث افتتحت جمهوريتا غينيا والغابون الجمعة قنصليتين بمدينتي الداخلة والعيون وذلك بعدما قامت كل من الكوت ديفوار وجزر القمر بتدشين قنصليتيهما بمدينة العيون عاصمة الصحراء وغامبيا بالداخلة.

وقبل فتح قنصليات بالأقاليم الجنوبية، كانت البعثات الدبلوماسية الأجنبية في المغرب تكتفي بوجود قنصليات لها فقط في مدينتي الدار البيضاء والرباط.

والضرورات السياسية والاقتصادية على حد سواء دوافع جوهرية لهذه الخطوات الدبلوماسية، حيث أرادت الدول الأفريقية التي تعترف بحقوق المغرب الشرعية والتاريخية أن تدعم موقفها السياسي على الأرض المغربية بالأقاليم الجنوبية.

ومعروف أن مدينتي العيون والداخلة لهما ثقل اقتصادي مهم بالنسبة إلى المغرب في علاقاته التجارية والاقتصادية بأفريقيا، إلى جانب تأسيس قاعدة استثمارية تربط بين القارة السمراء وأوروبا.

بالتالي، فتح قنصليات بهذه المنطقة ذات السيادة المغربية تعزيز لحضور الرباط التي أصبحت منخرطة بقوة في القضايا الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية المتعلقة بسياسات الدفاع عن الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية.

وتعد مصداقية المغرب ورؤيته الاستراتيجية في نطاق الجغرافيا الاقتصادية وعاملا الأمن والاستقرار اللذان تحظى بهما الأقاليم الجنوبية سببا في دعوة وزير الشؤون الخارجية الغابوني آلان كلود بيلي باي نزي الجمعة جالية بلاده إلى الاستقرار في الأقاليم الجنوبية للمملكة بغية الاستفادة من التدريبات في مجالات الصيد البحري والسياحة والطاقات المتجددة والبناء.

وأحدث المغرب بهذا التطور اختراقا دبلوماسيا كبيرا وضرب في العمق كل تحركات خصومه البعيدين والقريبين خصوصا الجزائر والجبهة الانفصالية.

وكان وقع الضربة واضحا عندما وصفت وزارة الخارجية الجزائرية قرار حكومة جزر القمر بفتح ممثلية قنصلية لها بمدينة العيون المغربية بأنها “إجراء شديد الخطورة”، كما حاولت تصعيد الموقف باعتباره “انتهاكا للقانون الدولي”.

وتأتي التمثيليات الدبلوماسية الجديدة لتؤكد مدى النجاح المغربي والتموقع الأفريقي للرباط واللذين تعززا بعدما استعادت كرسيها داخل الاتحاد الأفريقي.

ويقابل التشنج الجزائري ومحاولة افتعال الأزمات من طرف قادة الجبهة الانفصالية المناهضين لسيادة المغرب على أرضه بالصحراء، باشتغال دبلوماسي مغربي على مدى طويل لتأكيد سيادته ووحدته الترابية.

وأكد وزير الخارجية والتعاون الأفريقي المغربي ناصر بوريطة على ذلك بقوله إن “المغرب في وضع سياسي مريح جدا، والدليل على ذلك الديناميكية التي تعيشها القضية الوطنية من خلال فتح قنصليات بلدان شقيقة في الصحراء، وتصريحات العديد من الدول المؤيدة للطرح المغربي، بالإضافة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة”.

ويعد افتتاح التمثيليات الأفريقية بالأقاليم المغربية الجنوبية الجمعة تتويجا لتحركات سابقة للدبلوماسية المغربية. لكن من حيث التوقيت، يمكن اعتباره بمثابة رد أكثر قوة وفعالية على تصريحات القيادة الجزائرية الجديدة بخصوص مغربية الصحراء، وأيضا يعتبر صفعة سياسية لمن حرض على التشويش على مرور رالي “أفريكا إيكو رايس” بالجغرافيا المغربية التي تربط الصحراء بموريتانيا والسنغال.

وقال بوريطة، في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الغيني مامادي توري بمناسبة افتتاح جمهورية غينيا قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة، إن “المواقف التي عبر عنها الانفصاليون بخصوص مرور رالي ‘أفريكا إيكو رايس’ عبر الصحراء المغربية، لا تعدو أن تكون مجرد أوهام وتصريحات تثير الشفقة”. وأوضح بوريطة أن تلك المواقف تكشف بوضوح “انحدار مستوى هؤلاء الناس”.

ويشير كلام وزير الخارجية المغربي إلى أن قيادة الجبهة الانفصالية لا تملك قراراها وهي رهينة لسياسات مبنية على رد فعل انفعالي نفسي لا يستحضر المنطق السياسي ولا النفس الدبلوماسي الأصيل ولا تعتمد على معطيات استشرافية أيضا.

وأكد بوريطة أن الإشكال الذي يواجهه التحرك الأممي المتعلق بتسوية قضية الصحراء يكمن في غياب شريك ذي مصداقية سعيا نحو الوصول إلى حل نهائي في إطار السيادة المغربية.

وتبرز المنافسات الجديدة بالقارة الأفريقية ككل على رأس القضايا المتعلقة بالأمن الطاقي والغذائي والتكنولوجي، ولهذا فالمغرب منخرط بجدية في تأمين مواقعه في المنطقة، وترى القيادة أنه لا يمكن الارتهان إلى زمن الآخرين المتأخر حتى نقوم بمبادرات تساهم في حل سياسي عادل، وهذا لا يتأتى كما أكد ناصر بوريطة إلا مع “فاعلين لهم مصداقية”.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد شدد، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، على أن “منطقة الصحراء المغربية بوابة المملكة نحو القارة الأفريقية”.

وكشف بوريطة، خلال اللقاء الذي جمعه بنظيره الغيني، أن المغرب استقبل العديد من الطلبات الأفريقية الراغبة في فتح قنصليات عامة لها بمنطقة الصحراء المغربية وفي ذلك تأكيد على انتقال دعم مغربية الصحراء من دبلوماسية الأروقة والمؤتمرات إلى أرض الصحراء بعينها.

المصدر: الدار- وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى