محمد السادس ومحمد بن زايد.. علاقات راسخة وتنسيق متواصل
الدار/ خاص
تتواتر اللقاءات الخاصة والرسمية بين الملك محمد السادس وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان لتؤكد على الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الراسخة بين البلدين رغم كل الإكراهات والعواصف السياسية التي تهب على المنطقة العربية. هذا ما توحي به صورة اللقاء الذي جمع بين القائدين في الرباط بعد زيارة قام بها الملك محمد السادس إلى مقر إقامة محمد بن زايد الذي حل بالمغرب في إطار زيارة خاصة قادما من برلين التي احتضنت أمس الأحد مؤتمراً دولياً حول ليبيا عرف غياب المغرب.
وإضافة إلى السياق الإقليمي الخاص الذي تتزامن معه هذه الزيارة ويتميز أساسا بتدويل القضية الليبية وانطلاق مؤتمر برلين حولها، فإن مرور ولي عهد أبوظبي بالمغرب للقاء الملك محمد السادس حدث مفعم بالدلالات والرسائل السياسية الهامة التي من أبرزها تأكيد متانة العلاقات بين البلدين واستمرار التنسيق والشراكة الاستراتيجية بخصوص الكثير من القضايا العربية والدولية. وكلما أتيحت الفرصة لعقد لقاء بين القيادتين فإن تعزيز هذه الشراكة يكون على رأس الأولويات خصوصا بعد أن واجهت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة الكثير من التحديات المشتركة بسبب المخاطر الأمنية والسياسية التي عصفت بالمنطقة العربية.
ورغم كل سحب الصيف العابرة فإن التنسيق بين البلدين متواصل بشكل منتظم. ففي غشت 2018 دشن الملك محمد السادس زيارة عمل وصداقة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة استمرت لأيام وتوجت بلقاء مع محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، ومباحثات حول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع دولة الإمارات والمغرب، ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكد بن زايد خلال هذا اللقاء على أن الإمارات العربية المتحدة حريصة على توثيق علاقاتها الأخوية مع المملكة المغربية بما يحقق مصالحهما ويعزز العمل العربي المشترك، خاصة في ظل التحديات والأزمات التي تواجهها دول المنطقة.
وفي أبريل الماضي أشرف القائدان المغربي والإماراتي على فعاليات الأسبوعي المغربي في أبو ظبي. وجاء هذا الحدث الثقافي المغربي في أبوظبي لتوسيع دائرة العلاقات المغربية الإماراتية التي تعرف تطورا واسعا في أبعادها الاقتصادية والسياسية لتشمل البعد الثقافي والقومي. وأولت دائرة الثقافة والسياحة بإمارة أبو ظبي عناية خاصة للأسبوع المغربي. وقد أكد هذا الحدث الثقافي والسياحي تنوع أبعاد العلاقات المغربية الإماراتية التي لا تقتصر فقط على الجوانب السياسية بل تمتد أيضا إلى التعاون الاقتصادي باعتبار الإمارات العربية المتحدة من أكثر البلدان استثمارا في المغرب، ناهيك عن التعاون العسكري الذي توج بانخراط المغرب قبل سنوات في التحالف العربي.
لكن زيارة محمد بن زايد مباشرة بعد عودته من برلين تؤكد بشكل غير مباشر تضامنا إماراتيا مع المغرب الذي احتج بقوة على إقصائه من المشاركة في مؤتمر القضية الليبية على الرغم من الجهود التي بذلها منذ سنوات من أجل المساهمة في حل هذه الأزمة وعرف احتضانه لمؤتمر الصخيرات. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد استغربت من إقصاء المملكة من مؤتمر ليبيا الذي انعقد أمس الأحد ببرلين. وأكد بلاغ لوزارة الشؤون أن المملكة كانت دائما في طليعة الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية، حيث قام المغرب بدور حاسم في إبرام اتفاقية الصخيرات، والتي شكلت الإطار السياسي الوحيد الذي يحظى بدعم مجلس الأمن وقبول جميع الفرقاء الليبيين.
فعلى الرغم من عدم مشاركة الإمارات كعضو مباشر في مجموعة مؤتمر برلين إلا أن دورها الإقليمي والدولي المتنامي يجعلها من بين الدول الأكثر تأثيرا في الفضاء العربي على الخصوص. وبالنظر إلى متانة علاقات أبو ظبي والرباط فإن الأيام القليلة القادمة قد تفصح عن أبعاد التنسيق بينهما بخصوص الملف الليبي وكذا بخصوص الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك.