زيارة لارا للمغرب: تحشيد للحدود.. وتجاهل للتهريب
الدار/ رضا النهري:
زيارة وزيرة الخارجية الإسبانية، آرانتشا لايا، إلى المغرب مؤخرا، أريد لها من جانب اليمين الإسباني، المتطرف والمعتدل، أن تكون زيارة خاصة بالحدود البحرية في الجنوب المغربي، في الوقت الذي كانت لايا ستقوم بزيارتها الأولى إلى المغرب في الوقت عينه رغم انتفاء أي سبب لذلك.
لايا زارت المغرب وفق عرف دبلوماسي قديم بين البلدين، أي أن يكون المغرب أول بلاد خارج الاتحاد الأوربي يزوره المسؤولون الإسبان الجدد، خصوصا وزير الخارجية ورئيس الحكومة، وهو عرف لم يتكسر إلا نادرا جدا.
لكن الزيارة الأخيرة للوزيرة الإسبانية إلى المغرب جاءت في وقت جعل الإعلام اليميني الإسباني من قضية الحدود البحرية للمغرب قضية مصيرية، واستطاع هذا الإعلام، إلى حد ما، أن ينجح في تعبئة جزء كبير من الرأي العام الإسباني حول هذا الموضوع، وهو ما وضع الوزيرة لايا بين فكيّ كماشة بسبب التحشيد الإعلامي غير المسبوق.
لكن المثير في هذه الزيارة هي أن نقاطا طرحتها الوزيرة الإسبانية مرت مرور الكرام على الإعلام اليميني، خصوصا موضوع سبتة ومليلية، وقرار المغرب تحجيم النشاط التهريبي مع المدينتين المحتلتين، لأسباب مرتبطة بعافية الاقتصاد المغربي، وأيضا بصحة المغاربة.
الإعلام اليميني الإسباني الذي طبل لموضوع الحدود البحرية في أقاليمه الجنوبية مع جزر الخالدات، هو الذي صمت بشكل شبه مطلق عن رغبة الوزيرة الإسبانية للشؤون الخارجية في تخفيف “الضغط التجاري” على مدينتي سبتة ومليلية، أي أن يتم فك القيود عن أنشطة التهريب مع المدينتين، وبعبارة أوضح، أن يستمر إغناء التجار الإسبان في المدينتين والنفخ في أرصدتهم البنكية مقابل توجيه الضربات المتتالية للاقتصاد المغربي ولصحة المغاربة.
أكيد أن طلب وزيرة الخارجية الإسبانية لن يجد له صدى كبير في وسائل الإعلام اليمينية، والتي ستستمر في قرع طبول الحرب حول الحدود البحرية، بينما لا أحد يتحدث عن الحدود الوهمية مع سبتة ومليلية، وأيضا لا يملك الجرأة عن الاعتراف بأنه لولا الأنشطة التهريبية في المدينتين لانتهى أمر المدينتين منذ زمن بعيد.