بدء إجلاء الأجانب من مدينة ووهان الصينية وحصيلة الوفيات في ارتفاع
مع تواصل ارتفاع حصيلة الوفيات جراء فيروس كورونا القاتل والتي سجلت 37 حالة وفاة إضافيّة، بدأت عمليات إجلاء مئات الأجانب من الصين الأربعاء، إذ وصل نحو 195 أمريكيا و206 يابانيين من ووهان، إلى كاليفورنيا وطوكيو.
دعت منظّمة الصحّة العالميّة الأربعاء “العالم بأسره إلى التحرك” لمواجهة فيروس كورونا الجديد الذي خلف إصابات فاقت عدد الإصابات بوباء سارس قبل نحو عشرين عاما، فيما أجلي مئات الأجانب من مدينة ووهان الصينيّة بؤرة الوباء.
وبالتزامن مع ذلك سجلت 37 حالة وفاة إضافيّة بالوباء في مقاطعة هوبي، ما يرفع عدد الوفيات بسبب هذا الوباء المنتشر في البلاد إلى 169، بحسب ما أعلنت السلطات الخميس. كما سُجّلت 1032 إصابة جديدة مؤكّدة بالفيروس في المقاطعة نفسها، وفق السلطات، مايرفع عدد الإصابات إلى 7700.
وعلى المستوى العالمي تتّسع لائحة الدول التي وصلها الوباء الجديد، كان آخرها فنلندا والإمارات. في جنيف، قال الأربعاء مدير البرامج الطارئة في منظّمة الصحّة العالميّة التي تعقد الخميس اجتماعا طارئا حول الفيروس، إنّ “العالم بأسره يجب أن يكون بحال طوارئ. العالم بأسره يجب أن يتحرّك”.
وكتب المدير العام للمنظّمة تادروس أدهانوم غيبرييسوس في تغريدة “قرّرت عقد اجتماع جديد غدا للجنة الطوارئ المعنيّة باللوائح الصحّية الدوليّة حول فيروس كورونا الجديد، لأخذ رأيهم حول ما إذا كان الفيروس يشكّل حال طوارئ صحّية ذات بعد دولي”.
وأعلنت 20 دولة عدا الصين عن تسجيل نحو 80 حالة إصابة مؤكّدة على أراضيها. وسُجّلت حالة خامسة الأربعاء في فرنسا.
في مؤشّر إلى تشديد الإجراءات الاحتياطيّة في الخارج، أعلنت شركات طيران على غرار الخطوط الجوّية البريطانية ولوفتهانزا والخطوط الإندونيسيّة “ليون إير” التي تملك أكبر أسطول في جنوب شرق آسيا، وقف رحلاتها إلى الصين الأربعاء.
جاء ذلك بعد أن نصحت دول عدّة، منها المملكة المتّحدة وألمانيا والولايات المتحدة، مواطنيها بعدم السفر إلى الصين. كما قرّرت هونغ كونغ غلق ستّ من نقاط العبور الـ14 مع باقي الصين.
وستُقلّص روسيا إلى حدّ كبير رحلاتها بالقطار إلى الصين بدءا من 31 يناير، ولن تُبقي إلا على الرحلة بين موسكو وبكين.
تزامنا، وصل نحو 195 أمريكيا و206 يابانيين تم إجلاؤهم من ووهان، إلى كاليفونيا وطوكيو.
وقالت السلطات الصحية الأمريكية إن الأمريكيين الـ195 لم تُسجّل لديهم عوارض الإصابة بالفيروس. وقد وصل هؤلاء بالطائرة إلى قاعدة عسكرية أمريكية في ريفرسايد بكاليفورنيا وسيخضعون لحجر صحّي مدّة 72 ساعة، بحسب ما أوضحت نانسي ميسونييه من مركز السيطرة والوقاية من الأمراض.
من جهتها، أشارت وزارة الصحة اليابانية إلى أن ثلاثة من اليابانيين الـ206 الذين تمّ إجلاؤهم الأربعاء من ووان مصابون بالفيروس الجديد.
وقال تاكيو أوياما، الموظّف الياباني في شركة “نيبون ستيل” للتعدين، لدى نزوله من الطائرة “إنني مرتاح جدا”. وروى “لم يعد بوسعنا التنقّل بحرّية ولم نكن نحصل على المعلومات إلا بشكل مجتزأ (…) عدد الإصابات بدأ في وقت ما بالارتفاع سريعا، كان الأمر مفزعا”.
ومن المقرّر أن تنطلق طائرة أولى مساء الأربعاء من فرنسا باتّجاه ووهان، كما ستُرسل كندا طائرة من جهتها.
وعزلت السلطات الصينية منذ 23 يناير مدينة ووهان ومقاطعة هوبي بكاملها تقريبا عن باقي الصين، على أمل احتواء الوباء. ويشمل هذا الطوق الصحي 56 مليون نسمة وبضعة آلاف من الأجانب.
ويريد 600 مواطن أوروبي أن يتمّ إجلاؤهم من الصين، بحسب ما أعلنت الأربعاء المفوّضية الأوروبية.
وذكرت المفوّضية أنّ طائرة فرنسيّة ثانية ستقلع “لاحقا خلال الأسبوع”، وستتمكن الطائرتان معا من إعادة ما لا يقلّ عن 350 أوروبيا، بينهم 250 فرنسيا من الصين. وفي برلين، أعلن عن إجلاء نحو 90 ألمانيا من ووهان “في الأيام المقبلة”.
كما تنوي أستراليا التي تُفكّر في عمليّة إجلاء، وضع العائدين في حجر صحّي في جزيرة كريسماس في المحيط الهندي.
المصدر: الدار ـ أ ف ب