سلايدرفن وثقافة

المركز السوسيوثقافي بتطوان..”محراب” مثقفي الغد و سد لـ”الفرغ الثقافي” بالحمامة البيضاء

الدار/ خاص

منذ افتتاحه يوم 19 يناير 2016، يواصل “المركز السوسيوثقافي”، التابع لـ”مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين”، تقديم خدماته المتعددة و المختلفة، وسد الفراغ الثقافي الحاصل بـ”الحمامة البيضاء”، وكذا دعم التنمية الاجتماعية والثقافية لهيئة التعليم العمومي، و توفير فضاء للاطراح الفكري والثقافي.

المركز، الذي يتواجد بالحي المدرسي بتطوان، يهدف الى تعزيز انفتاح أسرة التعليم بمختلف مكوناتها على التعبيرات الثقافية المتنوعة ونقل المعارف ونشر الممارسات الثقافية في مجالات القراءة والتصوير الفوتوغرافي والرسم والموسيقى.

ووضع تصور المركز، وفقا لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالاعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، على أساس أن يسمح بممارسة عدة تخصصات فنية على شكل ورشات فنية تعمل تحت إشراف فنانين ومتخصصين في مختلف الأشكال الإبداعية، والفنية، الذين توكل لهم مهام تأطير المستفيدين من البالغين وكذا الأطفال واليافعين وباقي المستفيدين من خدمات المركز المفتوح، أيضا، في وجه العموم”، مشيرة الى أن “رؤية المركز تتوخى نقله من مجرد “فضاء للقراء” الى “فضاء للنقاش الفكري والثقافي”، وصقل مواهب الشباب في مختلف التعبيرات الثقافية والفنية، وجعله “محرابا لعكوف مثقفي وكتاب الغد”.

مزج البعد الفني بالثقافة والقراءة

يتوفر المركز السوسيوثقافي بتطوان، على مرافق مختلفة لاحتضان عشرات الورشات الفنية، كفضاءات للتعلم وفهم التقنيات الفنية وصقل المواهب وضمان التقاطع بين التخصصات الفنية والمعارف وإمكانية التفاعل مع المحيط الثقافي والاجتماعي والتربوي.

ويضم المركز الذي يعد الثالث من نوعه على الصعيد الوطني بعد مركزي الرباط وطنجة، على ورشة للرسم والصباغة المائية والنحت والسيراميك والتصوير والرسم الحاسوبي (الأنفوغرافي) والغناء والكورال والموسيقى الآلاتية، إلى جانب مكتبة وسائطية تحتوي على رصيد وثائقي يضم حوالي 10000 وثيقة تغطي جميع المجالات المعرفية كما توفر مجموعة واسعة من المراجع باللغة العربية والفرنسية والإسبانية وأعمال أدبية وقصص مصورة وإصدارات دورية ومعطيات علمية .

نوادي مختلفة..صقل لمواهب الشباب

ويضم المركز نوادي متعددة تهدف إلى تنمية مهارات المنخرطين به كنادي القراءة الذي توج كأحسن نادي للقراءة بالمغرب سنة 2019. وينظم أنشطة متنوعة تشمل قراءات في كتب، ودورات تكوينية، وومسابقات، وتحديات، وبرامج ثقافية رقمية كبرنامج همسة قارئ ووحي القلم، تهدف كلها إلى التشجيع على القراءة وتطوير مهارات الحوار والنقاش واليات التفكير، بالإضافة إلى اكتساب مهارات العمل الجماعي.

ويندرج إنشاء هذا المركز، بحسب مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، في إطار خطة عمل المؤسسة الرامية إلى تطوير المشاريع الاجتماعية والثقافية، حتى يصبح البعد الثقافي خدمة اجتماعية وتربوية تستفيد منها أسرة التعليم بجميع مكوناتها، كما يسعى هذا الفضاء الثقافي إلى دعم الرأسمال المادي واللامادي وتأهيل العنصر البشري بالمنطقة.

“محراب” براعم “تحدي القراء العربي”

من داخل هذا المركز، مرت ممثلة المملكة المغربية في مسابقة تحدي القراءة العربي بدبي، لسنة 2019، التطوانية، فاطمة الزهراء أخيار، التي احتفى بها المركز بطريقته الخاصة، عندما أتاح لمرتادي، ومنخرطي المركز، متابعة الحفل النهائي لتحدي القراءة العربي، مباشرة، في سنة حميدة توخى منها تشجيع مرتادي منخرطي المركز من الشباب، على اقتفاء آثارها، و جعلها “نبراسا” لهم في حياتهم.

مشاركة احدى “المعتكفات” بالمركز السوسيوثقافي، جعل منخرطيه يلتقطون بشكل سلس، رسالتها من دبي، عندما دعتهم إلى الإقبال على القراءة، ومصاحبة الكتاب..”لأننا بالقراءة نكتشف المبدع، إنسانا وشخصا، وبها نتعرف على الحضارات والثقافات المختلفة، وهي وسيلتنا لكل ارتقاء وتجديد”، تقول فاطمة الزهراء أخيار، ممثلة المغرب في تحدي القراءة العربي بدبي لسنة 2019.

45 ألف و448 مستفيد من أنشطة المركز

وتشير احصائيات الأنشطة الثقافية للمركز السوسيوثقافي بتطوان برسم 2019، توصل بها موقع “الدار”، الى استفادة 45 ألف و 448 مستفيد من أنشطة المراكز المختلفة من عروض فنية، ورشات ثقافية، وتكوينات ومختلف أشكال التعبيرات الأخرى، كما بلغ عدد الحصص التي تمت برمجتها خلال السنة الماضية ما مجموعه 667 حصة، فيما بلغ عدد الانشطة 324 نشاطا بمعدل 2672 ساعة.

وعن المركز تقول الفنانة التشكيلية، نزهة بناني :” لقد أبهرني المركز خلال معرضي الفني. وشباب تطوان محظوظون بمركز منظم و مليء بأنشطة ثقافية مختلفة”، فيما أكد عبد الرحمان بودرع، أستاذ اللسانيات بجامعة عبد المالك السعدي، أن الذي يميز المركز عن باقي مراكز النشاطات الثقافية المنتشرة في المغرب، أن هذا المركز فيه خصائص الأناقة والجودة العالية والذوق الرفيع في الإدارة والتسيير وفي تنظيم الأنشطة وفي الأدوات والوسائل، وحتى في نوع الذين يؤمونه ويقصدونه للاستفادة منه”.

أما الكوتش آمال الحدادي، فقالت عن المركز انه من النادر ان تجد مثل هذا المركز ذي الإحساس العالي من المهنية، خصوصا هنا في تطوان. ونحن فخورن بتواجد مثل هذه المؤسسة في مدينتنا. أرفع القبعة لطاقم المركز لعملهم الرائع. فخورون بكم”.

زر الذهاب إلى الأعلى