أخبار الدار

لويزا ومارين.. قصة الشابتين التي هزت المغرب والعالم

الدار/ سعيد المرابط

سافرت الفتاتان، لويزا ومارين، في رحلة تنزهية إلى المغرب، لعيش مغامرة تسلق جبل تبقال، ولكن في الـ17 من دجنبر، تم العثور على جثتي الشابتين في مكان قريب حيث كانت تخيمان ليلا، مذبوحتين بسكين، وفقاً للسلطات، كما تم قطع رأس إحداهما.

وكان للشابتين طابع “إجتماعي” “إيجابي”، إذ أن المتجولتان القادمتان من الدول الاسكندنافية، اللتين قتلتا في جنوب المغرب، كن يُكِنَ للطبيعة حباً كبيراً وعاطفة أدت إلى إنطلاقهما في المغامرة.

وقررت الصديقتان ذوات الـ24 والـ28 ربيعاً، السفر إلى المغرب في عطلة عيد الميلاد، لقضاء وقتهما بعيدًا عن عطل أوروبا وصخب الأعياد، التي أرادت النرويجية “مارين” تجنبها.

وحسب ما روته أمها، إيرين، لصحيفة ستافنجر أفتنبلاديت النرويجية، أن “مارين تكره الكريسماس وضغطه، وهستيريا الهدايا والعقلية التي أحبت التخلص منها رغم أنها كانت أيضا متعلقة بالمنزل”.

وكانت آخر مرة سمعت فيها إيرين صوت ابنتها، يوم الـ9 من دجنبر الجاري، عندما وصلت إلى المغرب. وفي وقت لاحق، وبمجرد اتصالها بالأنترنت، أرسلت الشابة رسائل الطمأنينة إلى أقاربها.

ولكن في الـ17 دجنبر، تم العثور على جثتين لشابتين أجنبيتين، في واد بالأطلس الكبير، وفي مكان معزول حيث ضربن خيامهن ليلا، على بعد ساعتين سيرا على الأقدام من قرية إمليل، وجدن قتيلات الاثنتان بسكين، حز رقابهن.

إلى حدود الساعة، تم اعتقال ثلاثة عشر شخصا مشتبها فيهم بالمغرب، منذ العثور على الجثث، واعتقلت السلطات المشتبه بهم الأربعة المباشرين في القتل، ما بين يوم الإثنين والخميس في مدينة مراكش، عاصمة البلاد السياحية.

تقول الأم هالي بيترسن، لصحيفة بي.تي.دبارك ‘‘BTD’’ الدنمركية، “كانت لويزا التي هي في الأصل، تنحدر من جوتلاند (غرب الدنمارك)، دائما سعيدة وإيجابية، وكان الجميع يحبونها، فقد كانت ترى الأفضل دائما في كل شخص”.

وتتحصل الشابة على شهادة في التجديف، وفقًا لملفها الشخصي على الشبكات الاجتماعية، وكانت تبحث دائمًا عن مغامرات جديدة، ولكن دون إهمال سلامتها، وهو ما أكدته والدة مارين، على قناة NRK التلفزيونية النرويجية، “اتخذت الفتيات جميع الاحتياطات اللازمة قبل مغادرتهن لهذه الرحلة”.

ولطالما أحبت مارين المشي مع كلب عائلة ليونبيرجر، ألف هيرمان، على شاطئ أوريستيراندا، بالقرب من ستافنجر (جنوب غرب النرويج)، وتظهر الصور الموجودة على حساب الفيسبوك الخاص بالفتاة، أنها شابة مبتسمة دائماً في الخارج، وفي بعض الصور الأخرى يمكنك أن ترى ذلك مع حقيبة على ظهرها، وهي تتزحلق، أو حول نار، في الثلج أو في الماء، لم تغب إبتسامة الشابة إلا قسراً، في حشرجتها الأخيرة، تحت سكين وحش آدمي.

نعتها والدتها إيرين، بأن نشرت على فيسبوك لقطة سريعة لها، في لحظة لها مع كلب لتكريمها، “إلى مارين 23-11-1990-17-12-2018”، كلمات وتواريخ موجزة مصحوبة بأيقونات لقلوب، وقالت شقيقتها الصغيرة، مالين، لصحيفة ستافنجر افينتلاديت “كان يمكن لها أن تعيش بمكان حيث لا يعتقد أحد أنه يمكن العيش”.

كان يحتاجهما التوق إلى المغامرة وحب الطبيعة، لويزا ومارين، كانتا تدرسان تخصصا يحلمان من خلاله أن يكونا “دليلا سياحيا”، في الجامعة النرويجية “Bø”، المؤسسة التي اتشحت بالحزن اليوم، كما تظهر  أعلامها المنكسة في نصف الصارية يوم الـ18 من دجنبر.

وقال مدير الجامعة، بيتر آسين، للتلفزيون الـ2، “لقد كن مستعدات بشكل جيد، وذهبن إلى منطقة يمكن لهن السفر فيها بأمان”، مؤكدا “لقد قاموا بالعديد من الرحلات إلى الخارج معًا أو بمفردهم”، ومضيفًا أن احتفالًا سيقام في الحرم الجامعي في بداية عام 2019 تخليداً لذكراهم.

وكانت رحلتهما التي من المفترض أن تقودهم إلى المسارات الصخرية، التي تؤدي إلى القمم الثلجية في توبقال، أعلى قمة في شمال أفريقيا، وهي آخر رحلات الشابتين، قبل رحلة الصعود للسماء.

“كانتا مبتسمات، ولهن حديث عذب ومؤنس، تحدثتا كثيرا مع الناس الآخرين الذين كانوا حولهما”، يتذكر رشيد إيمرحاد، دليل الجبل الذي اتصلت به وكالة “NTB”، والتي أكد لها أنه تقاطع معهن الطريق، يومين قبل الحادثة، وكانت لويزا، في يوم 21 نونبر، قد طلبت المشورة حول المنطقة من خلال صفحتها فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى