أطر المكتبة الوطنية يقيمون حفلا مؤثرا لتوديع عبد الإله التهاني
الدار/
نظمت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، أخيرا، بالرباط، حفلا تكريميا، لتوديع عبد الإله التهاني، المدير بالنيابة للمؤسسة، اعترافا لمجهوداته وخدماته، طيلة ترؤسه لإدارتها، لفترة دامت سنة وبضعة أشهر.
وألقى كل من رئيس جمعية الأعمال الإجتماعية بالمؤسسة، ورئيس النقابة الوطنية لموظفي المكتبة الوطنية، وعدد من رؤساء الأقسام والمصالح بالمؤسسة، كلمات للتعبير عن تقديرهم لما قدّمه المدير بالنيابة المغادر، وما أسهم به من جهود لصالح المؤسسة وموظفيها، منوّهين بحصيلة العمل التي أنجزها بتفان وإخلاص للمسؤولية، والحكمة التي دبر بها شؤون المكتبة الوطنية، في ظرفية انتقالية صعبة، علما أنه حافظ أيضا على القيام يوميا بمسؤولياته، كمدير للاتصال والعلاقات العامة بوزارة الإتصال.
وأشاد منصف بركاش، رئيس النقابة الوطنية لموظفي المكتبة الوطنية، التابعة للإتحاد المغربي للشغل، في كلمته خلال الحفل، بأخلاق عبد الإله التهاني، سواء على مستوى الأداء الإداري أو السلوك الإنساني، وقال إنه “يشهد الله أن هذا الرجل قد عمل بإخلاص وأمانة، وقدم للمؤسسة ولموظفيها في فترة قصيرة، ما عجز عنه غيره”، واصفا عبد الإله التهاني، بأنه “رجل شهم وخلوق، متواضع ومنفتح على الجميع، صارم وحازم مع المخطئين، مسؤول مقتدر وقف على مكامن الخلل في المؤسسة، وأدرك احتياجاتها الحقيقية، فلم يبخل بالحلول الممكنة، لوعيه بقيمة المؤسسة وما تختزنه من رصيد، يمثل الهوية والحضارة والذاكرة التاريخية المغربية، واضعا مشاكل الموظفين في مقدمة انشعالاته، مرجعا الحقوق الى أصحابها، وكل ذلك بنكران للذات وعفة نفس، منقطعة النظير.
ونوه منصف بركاش بالإنجاز التاريخي الذي تحقق بمبادرة من الأستاذ عبدالاله التهاني وهو مدير بالنيابة، والمتمثل في مصادقة المجلس الإداري للمؤسسة المنعقد قبل أسبوع، على مشروع النظام الأساسي الجديد لموظفي المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، الذي أعده الأستاذ التهاني، بتعاون وتوافق مع مختلف الفرقاء داخل المؤسسة، مما أحدث فرحة عارمة لدى عموم الموظفين، بعد قرار المصادقة على اعتماده من أعلى هياة تقريرية في المؤسسة.
وأبدى باقي المتدخلون، خلال الحفل، بالتفصيل ما أسهم به عبد الإله التهاني، من جهود متواصلة، لتسوية ملفات ظلت عالقة، في إطار ما اقدم عليه من مبادرات عملية، من أجل تصحيح الأوضاع ومعالجة الاختلالات، وإنصاف كل ذي حق، وتحسين الخدمات الموجهة للعموم والزوار، والرفع من وتيرة العمل والمردودية داخل مرافق المؤسسة، وتمكين الموظفين من تحفيزات استثنائية، مبرزين ما تمتع به من خصال الإنصات والتفاعل والتواضع، وحرصه على الدقة في العمل، واستعداده الدائم للتوجيه ونقل خبرته وتجربته في إيجاد الحلول، لكل الملفات التي كانت تطرح تعقيدات خاصة أو إشكالات صعبة.
وبدوره أشاد محمد الأكحل، رئيس جمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي المكتبة الوطنية، بحرص الأستاذ عبدالإله التهاني على الجوانب الاجتماعية في حياة الموظفين، حيث بمجرد توليه المسؤولية ، رفع من قيمة الدعم المخصص للجمعية، وساعدها كثيرا على تنفيذ برامجها، وعلى إبرام شراكات مفيدة ومنتجة.
ومن جهته، ألقى طه ياسين غراب، العضو في المكتب النقابي والمكتب التنفيذي لجمعية الأعمال الاجتماعية للمؤسسة، كلمة مؤثرة رصد فيها المواصفات المهنية والإنسانية للمدير بالنيابة المغادر، قال فيها: نجتمع اليوم لنعبر عن قسط من عرفاننا، وعظيم شكرنا لرجل هذه المرحلة ومدبرها بامتياز، رجل قاوم ، فكان رجلا عادلا وشهما في مقاومته. رجل هادن، فكان سيدا قويا في هدنته. عملنا معه فتعلمنا منه الشيىء الكثير ، وعلمنا أي حس إنساني لديه، ولمسنا حرصه على المؤسسة واهتمامه بكافة العاملين بها ، ورأينا رأي العين ، عنايته بالصغير بانصافه وتقديمه، وتقديره للكبير بحفظ مكانته وتوقيره، وأن حصيلة عمله مشرفة وبادية للعين، لا يحجبها شيء ولا ينكرها إلا جاحد.”
وتجدر الإشارة أن عبد الاله التهاني، عين في شتنبر 2017، مديرا بالنيابة للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بقرار من الوزير الدكتور محمد الأعرج، بعد تعثر أول مباراة لاختيار مدير للمؤسسة، وظهور مؤشّرات مقلقة بشأن تراجع الأوضاع داخل المكتبة الوطنية، ترافقت مع حصول احتقان داخلي، استدعى من الوزير الوصي التدخل السريع، وانتداب مسؤول حازم في وزارته، لإعادة الهدوء والنظام إلى المؤسسة، حيث أعطاه تعليمات واضحة، للعمل الفوري على إيجاد الحلول السريعة والمناسبة، لكل المشاكل والملفات العالقة، والتي استفحلت وقتئذ بفعل طول فترة الفراغ الإداري.
وسجل المتتبعون الوضع وقتها، داخل المكتبة الوطنية، أن مظاهر التوتر والاحتقان سرعان ما اختفت، بعد إقدام عبدالاله التهاني على اتخاذ سلسلة إجراءات إدارية وتنظيمية، زاوج فيها بين منطق الحزم والحسم، وبين نهج الحوار والتواصل والقرب من أطر وموظفي المؤسسة، والقدرة على الضبط والاستيعاب، وتبعتها تدابير عملية سريعة، سعى من خلالها عبد الإله التهاني، إلى التطبيع السريع مع مختلف الفاعلين النقابيين والاجتماعيين بالمؤسسة، حيث انعكست التدابير المتخذة باستعجال، إيجابيا على نفسية الموظفين وعلى ظروف عملهم، وحقوقهم المادية والمعنوية، الأمر ترك الانطباع أن اختيار الوزير محمد الأعرج لمدير من قطاع الإتصال، لإدارة المرحلة الانتقالية بالمكتبة الوطنية، كان اختيارا موفقا ومدروسا من طرفه بدقة وإدراك، اعتبارا لطبيعة المواصفات الإدارية والإنسانية المتوفرة في من سيتولى مهام النيابة في ظرفية لاشك أن الوزير محمد الأعرج الوزير أدرك دقتها وحساسيتها وتصرف على ضوء ذلك.