أخبار الدارسلايدر

هل يضع وهبي حزبه في خدمة التحالف الاستراتيجي مع البيجيدي؟

الدار/ افتتاحية

لم يستبشر طرف سياسي بانتخاب المحامي عبد اللطيف وهبي أكثر من استبشار حزب العدالة والتنمية. فلم تكد تمض بضعة أشهر على التحالف بين الحزبين في مجلس جهة طنجة تطوان الذي زكاه وهبي واعتبره طبيعيا حتى أصبح التراكتور تحت قيادته. وبعد انتخابه أضحت جسور التقارب مع حزب العدالة والتنمية أكثر اتصالا من ذي قبل حسب الكثير من المصادر في الحزبين بعد مرور 12 عاما على تأسيس الحزب الذي بنا خطابه السياسي التأسيسي على مواجهة الهيمنة المحتملة للإسلاميين. .

هذا التحول الاستراتيجي المرتقب يستند أولا إلى تصريحات عبد اللطيف وهبي المتعددة التي أبان فيها عن اتفاق وتقارب كثير من مواقفه وآرائه من توجهات حزب العدالة والتنمية. ولم يخف وهبي مرارا استعداده ورغبته في العمل مع وزراء العدالة والتنمية وحكومتيه الحالية والسابقة. ويتخوف الكثير من الباميين بعد المؤتمر الرابع أن يصبح الحزب تحت قيادة عبد اللطيف وهبي خزانا من الأصوات البرلمانية في الحزب الذي يمثل ثاني قوة تشريعية عددية. ومع عدم استبعاد وهبي لإمكانات العمل مع حزب المصباح فإن من المحتمل أن يجد البرلمانيون أنفسهم أداة في يد حزب العدالة والتنمية لتمرير الكثير من التشريعات والقوانين التي تطرحها الحكومة وتنتظر الحسم في مضامينها ومنها قانون تعديل القانون الجنائي لتجريم الإثراء غير المشروع.

وكان عبد اللطيف وهبي قد وصف تحالف البيجيدي والبام بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، بالانجاز “الحقيقي والأمر المحترم”. وأضاف أن الحزب بتحالفه مع البيجيدي بجهة الشمال يسعى إلى تصحيح أخطاء الماضي، لافتا إلى أن ثلاثة أطرف داخل البام لعبوا دورا محوريا، لإنجاح هذا التحالف ويتعلق الأمر بكل من أحمد اخشيشن، وسمير كودار، وفاطمة الزهراء المنصوري. وقال وهبي حينها إن “العدالة والتنمية ليسوا إسرائيليين ونحن لسنا يهود، كلنا مغاربة ونعتز بمغربيتنا، ومعتز بالأحزاب الوطنية باختلافي معها”، مشيرا أنه “لم يكن لدي في وقت خط أحمر مع أي حزب، بدليل أنه كان لديه منذ 2012 اتصالات مع حزب العدالة والتنمية”.

وسبق لوزير الحريات وحقوق الإنسان مصطفى الرميد أن كشف ابان توليه لمنصب وزير العدل في حكومة بنكيران أن عبد اللطيف وهبي طلب منه تعيينه مسؤولا بقطاع من القطاعات التابعة لوزارته. غير أن الأسباب التي قد تدعو إلى نسج تحالف استراتيجي بين المصباح والتراكتور قد تتجاوز الميولات الشخصية لبعض القياديين لتمتد إلى الجوانب الموضوعية المتعلقة بإنقاذ حزب الأصالة والمعاصرة نفسه من احتمالات الانفجار أو الانقسام التي ظهرت بعض بوادرها في المؤتمر الرابع. ولتحصين الحزب يعتقد بعض أعضائه أنه أضحى من المستعجل خروجه من دائرة المعارضة والتموقع على هامش التدبير إلى المشاركة والاصطفاف في قلب العمل والمسؤولية الحكومية.

هذه المشاركة التي قد تكون من نتائج انتخابات 2021 قد تمثل بالنسبة لحزب يمتلك قوة انتخابية كبيرة تدعيما لمكانته وتمتينا لقوته ودوره وتعزيزا لاستقطاب النخب الملتفة من حوله، والتي عرفت موجات من التحول والاستبدال منذ تأسيسه في 2008. ومن المتوقع أن تكشف توجهات الحزب في المستقبل القريب وسلوكاته داخل البرلمان أو في مواجهة الحكومة عن تطبيع تدريجي للعلاقات بين الحزبين استعدادا للاستحقاقات المقبلة.

 

  

المزيد… : https://ar.yabiladi.com/articles/details/89032/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%A5%D9%84%D9%89.html

زر الذهاب إلى الأعلى