الرياضةسلايدر

 هل يجب سلك طريق القسوة ليمتد الأمن والأمان إلى ملاعبنا؟

الدار/ رضا النهري:

بمجرد أن نقترب من نسيان حالات الشغب في ملاعبنا، حتى تقفز إلى الواقع حوادث مثيرة تذكرنا بأن هذه الآفة صعبة على النسيان، وأكثر من هذا من شبه المستحيل القضاء عليها بالطريقة التي نتصرف بها حاليا.

أن تتحول مباراة الجيش الملكي مع الرجاء البيضاوي إلى ساحة وغى فهذا ما حدث سابقا، وسيحدث لاحقا، ليس فقط في المواجهات بين الفريقين، بل في كثير من المواجهات التي يستعد لها المشاغبون كما يستعدون للحرب.

لكن ما لا يمكن أن يستساغ هو أن تتحول المواجهات بين الجماهير المشاغبة إلى اعتداء بشع على الناس والممتلكات، فهذه الاعتداءات تعطي انطباعا خطيرا بأن السيبة قريبة جددا من واقعنا، وهذا أسوأ إحساس يمكن أن يحسه المواطنون.

يمكن أن نتفهم المواجهات بين المشاغبين داخل الملعب، ويمكن أن نتفهمها، إلى حد ما، حول محيط الملاعب، لكن أن يصل الشغب إلى الشوارع البعيدة عن الملاعب حيث يتم تكسير وتهشيم السيارات والعبث بممتلكات الناس وتحويل البشر إلى فريسة سهلة لعقدة العنف، فهذا ما يجب أن يوضع له حد بطريقة أكثر من صارمة، يجب سلك طريق القسوة ضد هؤلاء، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

أسوأ ما حدث في شغب المباراة بين الجيش والرجاء هو أن العنف امتد إلى الطريق السيار، حيث فوجئ مواطنون مسالمون، لم يسمعوا أصلا بهده المباراة، بشظايا العنف الهمجي تمتد إليهم وهم داخل سياراتهم، وهذا لا يحدث في مكان آخر من العالم، وحينما يحدث فإن القانون ينزل بقسوة شديدة على الفاعلين.

نقول هذا الكلام ونتذكر أحداث شغب حدثت في الماضي بين الفريقين نفسيهما في الدار البيضاء، وكيف تدخل وقتها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، للعفو عن المعتقلين، بحجة أنهم صغار ولهم أمهات وآباء، وتلك كانت صدمة لم ينسها المغاربة حتى اليوم.

يمكن لبنكيران أن يرى اليوم ما يحدث، ولن نطلب منه أن يعتذر لباقي المغاربة، بل أن يعتذر لنفسه عن سلوك رئيس حكومة كان من الأجدر أن يطبق القانون بصرامة على المشاغبين عوض أن يتدخل لصالحهم.

في كل الأحوال فإن ما جرى في أحداث الشغب الأخيرة يجب أن يكون نقطة النهاية.. وأيضا نقطة البداية. أما نقطة النهاية فهي أن يتم قطع دابر الشغب من جذوره، عبر الكثير من الوسائل المعروفة.
وأما نقطة البداية، فتتمثل بإعادة الأمن والأمان إلى ملاعبنا، فليس من المعقول أن نصف بلادنا ببلاد الأمن والأمان، بينما الكثير من الملاعب بؤر فتنة حقيقية تثير الرعب داخل الملاعب وخارجها.

زر الذهاب إلى الأعلى