الرأيسلايدر

طلحة جبريل يكتب: أداء مبهر

طلحة جبريل

ثمة ظاهرة سياسية نجدها بوضوح في الدول التي تعرف تعددية سياسية حقيقية،على غرار التجربتين المغربية والتونسية. وهو أن يكون دور بعض الأفراد أحياناً أكبر من الحزب الذي ينتمون إليه.أقصد هنا أولئك الذين يصلون الى مواقع قيادية في المجتمع قبل الحزب.

أعتقد أن مرد ذلك الى أن “الكتلة الناخبة” سواء في الحزب او المجتمع، ليست هي”الكتلة المؤثرة”. وفي العادة ينتمي الأشخاص المميزين الى”الكتلة المؤثرة”، في حين قد يكون تأثيرهم ضعيفاً جداً على “الكتلة الناخبة”. ومن خصائص”الكتلة المؤثرة” أن وعي أفرادها يتقدم على ما عداها من شرائح المجتمع الأخرى.

لهذا نلاحظ أن هناك إعلاميين ومحامين وأساتذة جامعات وأطباء ومهندسين فلاحين وأساتذة واقتصاديين ورجال أعمال، ونشطاء في عدة مجالات،يبرزون ويحتلون مواقع متقدمة في المجتمع دون سند حزبي أو عصبية قبلية أو محلية.

والمفارقة أن هذه الطاقات وهؤلاء الأفراد ينأون بأنفسهم عن العمل الجماعي. بل إن بعضهم يعتقد أن التوجه نحو العمل الجماعي يحد من قدراتهم، ويقلل من دورهم في المجتمع.

ربما من أكثر المظاهر التي تحتاج فعلاً الى شيء من التأمل، أن هؤلاء الأشخاص يتقدمون داخل المجتمع اعتماداً على الجاذبية الشخصية، بعيداً عن أي جهد مشترك. ومن المفارقات أنهم في بعض الأحيان يخوضون صراعات مريرة مع أشخاص يتقاسمون معهم الكثير من القيم والمباديء والرؤى.

لاشك أن هناك حاجة الى هؤلاء المتميزين داخل أحزابهم، لأن نجاحاتهم حتى وإن كانت فردية، تكون في الغالب نجاحات مبهرة.

زر الذهاب إلى الأعلى