الدار/ ترجمات
يغادر المغرب سنويا حوالي 600 مهندس في اتجاه بلدان المهجر، وبالخصوص أوربا بحثا عن آفاق مهنية وشخصية أرحب، وفقا لصحيفة “لوموند” الفرنسية، وهو الرقم الذي سبق أن كشف عنه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، شهر يناير المنصرم في قبة البرلمان
وأشارت ذات الصحيفة الى أن اشكالية هجرة الكفاءات أو “الأدمغة” تظل أمرا مقلقا بالنسبة إلى المغرب، مضيفة أن الأسباب متعددة، لعل أبرزها حجم الإغراءات، التي تقدمها المقاولات الفرنسية للمهندسين المغاربة، التي تتمثل في ارتفاع الأجر الشهري، مقارنة بالمغرب، إضافة إلى حجم التكوينات، التي يستفيدون منها هناك، والتي تبقى مدفوعة الأجر، من طرف المقاولات، التي يشتغلون داخلها، علاوة على تمتيعهم بالكرامة والحقوق كمواطنين يسهمون في تنمية البلاد.
ونقلت صحيفة “لوموند” عن أحد المهندسين المغاربة الذي هاجر تاركا المملكة لبناء مستقبله في الخارج قوله :”ويدعى زكرياء، مهندس معلوميات، 28 سنة، :” غادرت المغرب في سنة 2018 الى فرنسا “كنت أدفع في المغرب 40 في المائة من الضرائب، لأتقاضى 7000 درهم شهريا، أما في فرنسا فأتقاضى، 44000 أورو في السنة، كما ارتفعت قدرتي الشرائية، الشيء الذي لا أستطيع الحصول عليه في المغرب”.
وأكدت ذات الصحيفة أنه بالرغم من الجهود المبذولة، من طرف “الفدرالية المغربية للتكنولوجيا والمعلوميات”، التي ترأسها سلوى بلقزيز، والتي تسعى منذ عام 2017 إلى الإبقاء على الكفاءات الشابة في المغرب، الا أن أن نزيف الهجرة لايزال مستمرا، حيث اجتمع عشرات المهندسين، الأسبوع الماضي، في فندق في الدار البيضاء، من أجل اختبارهم في اللغة الفرنسية، والنتيجة هي عقد دائم، مع شركات الكمبيوتر والهندسة في فرنسا”.
الطموح والرغبة في تحقيق الذات، والارتقاء الاجتماعي والمهني..كلها أسباب، تردف “لوموند” تدفع الكفاءات المغربية، خصوصا في مجالات الهندسة، وعلوم المعلوميات الى طرق أبواب المقاولات الفرنسية، التي تغدق عليهم بأجور مغرية، مقابل أجور زهيدة يتلقونها في المغرب بعد سنوات من الكد والاجتهاد، لا تمكنهم حتى من تحقيق أبسط حاجياتهم، فما بالك بتأسيس أسر، ناهيك عن التطور الذي عرفته بعض المشاريع المتعلقة بالرقمنة في فرنسا، مع سياسات إيمانويل ماكرون، حيث أصبحت تقدم إغراءات، وتسهيلات لصالح الشباب، الذين يرغبون في الهجرة، والعمل هناك.
وسبق أن دقت الفدرالية المغربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوفشورينغ، ناقوس الخطر جراء ارتفاع وتيرة مغادرة الكفاءات المغربية المتخصصة إلى خارج الوطن، في وقت يحتاج إليها سوق الشغل بالمغرب.
ووفقا للأرقام التي كشفها مسؤولو الفدرالية فإن الكفاءات عالية المهارة، والتي غالباً ما تدرس قرابة 12 سنة بعد البكالوريا، تختار مغادرة الوطن بحثاً عن فرص عمل محفزة وظروف عيش جيدة.
وتُكون معاهد المغرب بمختلف أنواعها ما بين 6000 إلى 7000 كفاءة سنوياً بخبرة في تخصصات مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات، لكنه يفقد ما بين 10 و20 في المائة منها بسبب الهجرة نحو الخارج.