الدار/ رضا النهري:
في تدوينة شبه مفاجئة، لم يجد الوزير السابق، محمد نجيب بوليف، ما يثبت به تشبثه بالإسلام غير التصريح بأن القروض الربوية، حرام، سواء كانت قليلة أو كثيرة.
تصريح بوليف جاء تعليقا، على ما يبدو، على تصريح سابق لرئيس هيأة علماء المسلمين، احمد الريسوني، الذي اتخذا موقفا متوازنا بخصوص القروض البنكية التي يمكنها أن تساعد الكثير من الشباب على إنشاء مقاولاتهم الصغيرة الخاصة للخروج من شبح البطالة.
تدوينة لوليف، جاءت أولا من طرف شخص لم يعرف يوما معنى الحاجة إلى قرض، سواء كان قرضا بنكيا أو “شرعيا”، وتأتي ثانيا من طرف شخص كان إلى وقت قريب وزيرا فيما يسمى الحكومة الملتحية، أو نصف الملتحية، أو ربع الملتحية، أو شبه الحليقة.
تصريح بوليف لا يستحق الرد لسبب بسيط، وهو الحكمة القائلة “شر البلية ما يضحك”، فهذا الرجل لم يكن إلى وقت قريب وزيرا في حكومة طالبان، بل وزيرا في الحكومة المغربية، وهي حكومة شكلها “حزبه الإسلامي” وتضم الكثير من الوزراء الإسلاميين الذين يشاطرون بوليف مبادءه وقناعاته.
بوليف هذا، الحريص على مبادئ الإسلام النقي، لم ينبس ببنت شفه أيام “البوليميك” الكبير حول معاش، أو معاشات رئيسه بنكيران، ولم يقل أبدا إن كان ذلك حراما أو مكروها أو حلالا طيبا. كما لم يتوفه بكلمة حول تقاعد الوزراء والبرلمانيين ومعاشاتهم وتنقلاتهم وتعويضاتهم. لقد مارس، مثلما مارس إخوانه، حكمة “الفم المغلق لا يدخله الذباب”.
ولو بقينا نسرد الأمثلة فلن نتوقف، لذلك نكتفي فقط بالتأكيد على أن إخوان “البيجيدي”، وهم يحسون باقتراب زوال كراسيهم، أن يعودوا إلى “اعتناق الإسلام”، الإسلام الذي يفهمونه هم، حتى يستمروا في ممارسة لعبة “السماوي” على بسطاء الناس، وإقناعهم بأنهم لا زالوا مخلصين لقناعتهم التي تخلط بين الانتخابات والدين والكراسي والمصالح.
يعرف إخوان البيجيدي أن رصيدهم السياسي والمجتمعي تعرض لدمار كبير بعد أن ظلوا طوال سنوات حكمهم يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون، ويدركون أن الانتخابات المقبلة، الجماعية والبرلمانية، ستكون اختبارا غير مسبوق بعد أن نكلوا بما يكفي بمن صوتوا ومن لم يصوتوا عليهم، ويدركون أنهم قد يعودون إلى كراسي المعارضة، ليس لممارسة المعارضة، بل لممارسة النفاق السياسي، لذلك ابتدؤوا منذ الآن في تسخين “البندير الانتخابي”.