أخبار الدار

عدي الهيبة: “البام” يعرف ثورة هادئة.. ولن نسمح بمصادرة إرادة مناضليه

الدار/ حاورته: مريم بوتوراوت

يعيش حزب الاصالة والمعاصرة، القوة السياسية الثانية في المشهد السياسي المغربي، على صفيح ساخن خلال الفترة الأخيرة، بسبب الخلافات التي برزت إلى السطح بعد تولي حكيم بنشماش قيادة الحزب، وتعالت الأصوات لعقد مؤتمر استثناء، قد يطيح به من قيادة "الجرار" إذا تم عقده.

ويرى عدي الهيبة، عضو المكتب السياسي للحزب، والمرشح السابق لأمانته العامة، في حواره مع "الدار"، أن القيادة الحالية"تستطيع أن تضع الحزب في موقعه الحقيقي"، معتبرا أن التخلي عن ما خرج به آخر مجلس وطني ل،"البام" ضربا من "العبث".

  • عرف الحزب خلافات طفت الى السطح سواء عبرتدوينات او تصريحات صحافية، ما سبب ذلك؟

حزب الأصالة والمعاصرة كان دائما حزب للاختلاف والتمايز وهدا شيء طبيعي إذا مانظرنا لمكانته وحجمه داخل المشهد السياسي الوطني، وهذا دليل قوي على أنه حزب حي وسيواصل الحفاظ على حياته وووجوده عبر النقد الذاتي الطوعي والتطهير التلقائي في مرحلة من مراحل حياته.

لذلك يجب النظر أولا للطبيعة الاجتماعية والمجتمعية التي أصبح يتشكل منها الحزب لمعرفة طبيعة الاختلافات و التحديات .فحزب الأصالة و المعاصرة يعيش اليوم فالحقيقة ثورة هادئة نحو  دمقرطة الحياة الداخلية و احترام المؤسسات و القانون وهو ماظهر بشكل جلي أثناء محطة انتخاب الأمين العام ومحطة انتخاب المكتب السياسي هاتين المحطتين أظهرتا أن الشباب مؤمن بالمشروع وعازم على لعب الأدوار القيادية في الحزب،  وغير مستعد للتفريط في الاختيارات الديمقراطية التي كانت أحد أهم المبررات الموضوعية لوجود البام كعرض سياسي. 

لذلك فمهمتنا اليوم كقيادة سياسية جديدة هو أولا وقبل كل شيء هو الحفاظ على هاته المكتسبات وتحقيق المزيد من التراكم فيها لأنها من أهم الضمانات الأساسية لاستمرار المشروع في أداء مهامه الوطنية و التاريخية .

 

  • من الذي كون اللجنة التي عقدت الاجتماعات بغرض "المصالحة"؟هل هي مبادرة من المكتب السياسي أم من طرف قياديين؟

مبادرة اللجنة لم تأت من طرف أعضاء المكتب السياسي، بل من طرف القياديين المتواجدين في تشكيلتها.

والقيادة السياسية الجديدة منفتحة على جميع المبادرات البناءة والنوايا الحسنة والمساعي الحميدة التي من الممكن أن تساهم في النهوض بأوضاع الحزب ومناضليه،  شريطة احترامها للمؤسسات الحزبية القائمة والقوانين و الأنظمة الجاري بها العمل وإلا فإنها ستتحول إلى مشكل في حد ذاتها، وعوض أن تصبح جزء من الحل ستصبح جزء من المشكل.

فالمبادرات التي تسعى إلى إيجاد الحلول للمشاكل لا يجب أن تتحول هي نفسها إلى مشكل.

 

  • منذ فترة تتعالى الأصوات المطالبة بعقد مجلس وطني للحزب، إلا أن المكتب السياسي لم يدع الى عقده إلا في اجتماعه الأخير، ما سبب هذا التأخير؟

الدعوة الى عقد دورة المجلس الوطني من صميم اختصاصات المكتب السياسي،  لكي يقول برلمان الحزب كلمته ويقرر في كل القضايا و الإشكالات المطروحة علينا جميعا سياسيا وتنظيميا . لذلك فحرصنا شديد جديدا على أن تمارس المؤسسات أدوارها القانونية، و لن نسمح بأي شكل من الأشكال لأية محاولة لمصادرة الإرادة الشعبية التي تمثلها إرادة أعضاء المجلس الوطني، وإلا فما معنى خلق مؤسسات حزبية و تعطيلها وتجاوزها تحت مبررات وحجج غير منطقية لا يمكن أن تخدم السياسة و العمل السياسي المسؤول داخل حزب وطني جاء ليمارس السياسة بشكل مغاير . 

كما أود أن أشير في هذا الصدد إلى أن المجلس الوطني هو الجهاز الوحيد الذي سنحتكم إليه للبت  في كل نقط الاختلاف .لذلك فنحن حريصون كذلك على الذهاب إلى دورة المجلس الوطني بنفس وبروح جماعية مؤمنة بأن قوة الأحزاب السياسية تكمن في مدى احترام المناضلين لمؤسساتها، و جعلها فضاء للتداول و النقاش و كذلك الصراع والاختلاف الذي يدفع بالحزب نحو التطور و التقدم .

 

  • هل من الممكن اللجوء الى مؤتمر استثنائي بسبب الأوضاع الحالية؟

الحديث عن مؤتمر استثنائي وجهة نظر عبر عنها مجموعة من مناضلي الحزب، تنضاف إلى باقي التصورات والأفكار التي يعبر عنها أعضاء الحزب في مستويات مختلفة وفي قضايا مختلفة تهم الشأن الداخلي و الشأن الوطني بصفة عامة. غير انه لا احد يستطيع اليوم التكهن بما يريده المجلس الوطني للحزب كبرلمان للحزب  لذلك سيكون سيد نفسه .

 أما بالنسبة لنا كعضو مكتب سياسي منتخب من طرف أكثر من 80% من أعضاء المجلس الوطني وضعوا فينا ثقتهم بناء على تعاقدات سياسية و برامج محددة و أهداف واضحة، فأرى  انه ضرب من العبث و الاستهتار بتلك التعاقدات و بتلك الأمانة الكبرى و المسؤولية العظيمة التي طوق بها المناضلون أعناقنا . لذلك فالمطروح اليوم علينا كقيادة سياسية شرعية جديدة هو استكمال أوراش البناء والتنظيم، و بعث روح جديدة وإعادة الثقة للمناضلين والمناضلات في حزبهم، وتلك مهمة ليست بالسهلة وليست بالمستحيلة .  

نعم هناك إشكالات و تراكمات تنظيمية واختلالات كبيرة و تحديات وطموحات المناضلين تزداد يوم بعد يوم و لكن القيادة السياسية الجديدة قادرة أن تضع الحزب في موقعه الحقيقي لانها تمتلك كل مقومات النجاح .

إلى ذلك، لن ننجر الى النقاش البيئيس الذي يحاول أن يختزل حزب وطني كبير  في صراعات شخصية لن تفيد الحزب و لا الوطن ولا الشعب المغربي، وإنما تفيد فقط أصحابها. اليوم حزب الأصالة و المعاصرة حزب مغربي وملك لكل المغاربة ومحاولة الالتفاف عليه تحت مسميات الشرعيات التاريخية مرفوضة، ولاشرعية اليوم سوى شرعية المناضلين النابعة من شرعية الفعل و الانجاز و الابداع و الإيمان بالمشروع وحمايته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى