النظافة الشخصية تدمر البكتيريا وتحمي المهبل
قد تعانين من ظهور تهيج في المهبل، والحكة وكثرة الإفرازات المهبلية، هذه الأعراض كفيلة في تحقيق ما أرادت البكتيريا تحقيقه وهو إحداث التهاب في المهبل. وقد نصح الأطباء بضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية وتحديداً العضو التناسلي. فكيف تحافظين على سلامة المهبل؟
العديد من النساء قد يغفلن عن كيفية تنظيف المهبل بالطريقة الصحيحة والسليمة، لاسيما وأن الأعضاء التناسلية الحساسة في جسم المرأة قد تتعرض للتلوثات والالتهابات المختلفة، وبالرغم من تعرض هذه المناطق لأنواع الملوثات إلا أنها لا تحصل على الاهتمام والنظافة بالمقارنة بما تحظى به باقي أعضاء الجسم الأخرى مثل الإبط والوجه، أو أكف اليدين.
وفي حالات عدة قد تكتفي المرأة بغسل منطقة المهبل بالصابون السائل المستخدم في تنظيف وغسل باقي أعضاء الجسم، ولكن قد يتسبب هذا الأسلوب في حدوث التهاب في المهبل وظهور أشكال العدوى المختلفة، لاسيما وإن كانت المرأة تعاني من نقص المعرفة حول كيفية الاهتمام بالنظافة الشخصية وتحديداً أثناء الدورة الطمثية “الشهرية”. فكيف يمكن تجنب الإصابة بالأمراض أومنع حدوث التهاب في المهبل؟
يذكر أن المهبل هو عضو عضلي على شكل أنبوب، يقع بين المثانة البولية الموجودة أمامه وبين فتحة الشرج الموجودة خلفه. غير أن الجدار الداخلي للمهبل هو في الواقع مكون من طبقة من الأنسجة التي يمكن أن تمتلئ بالدم، والطبقة الداخلية هي عبارة عن غلاف عضلي يمكن أن يتقلص أو يتمدد، في حين أن الإفرازات المهبلية هي الناتج الطبيعي لقيام جسم المرأة بتنظيف المهبل وإبقائه خالياً من البكتيريا التي قد تضر بهذا العضو والأعضاء المجاورة له.
اليات الدفاع عن المهبل
المهبل هو عضو الأنثى التناسلي وواحد من فتحات الجسم الطبيعية، لذا فقد يتعرض لدخول بكتيريا غريبة وضارة إلى داخله، وعليه فقد يمتلك الجسم بعض الاليات أو الحواجز الدفاعية لصد هجوم البكتيريا الضارة ومحاولتها التغلغل داخل المهبل ومن هذه الحواجز:
- الحاجز الأول: هو الحاجز البدني والذي يتضمن الخلايا الظهارية epithelium، وهي تعتبر نسيج الجسم الذي يتكون من الخلايا الموجودة والمرتبة بكثافة في طبقة الجلد الخارجية.
- الحاجز الثاني : هو جهاز المناعة، ودوره واضح في الحفاظ على المهبل، حيث يساعد في مساعدة الخلايا المناعية، والأجسام المضادة الموجودة بكثرة في الإفرازات المهبلية.
- الحاجز الثالث: هي مستوى الحموضة المنخفضة في المهبل والتي تمنع تكاثر مسببات الأمراض التلوثية المختلفة.
أسباب وعوامل تلوث المهبل
قد يحدث تلوث في المهبل بفعل عدة عوامل، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن نصف حالات التلوثات المهبلية سببها التلوث البكتيري أو الجرثومي، وقد تحدث هذه التلوثات نتيجة للتغيرات التي تطرأ على البيئة الطبيعة للمهبل والتي تتميز بطبيعتها في تواجد البكتيريا من نوع العصيات اللبنية Lactobacillus، والتي تساهم في الحفاظ على توازن مستوى الحموضة في المهبل مما يساعد هذا على منع تكاثر أنواع البكتيريا الضارة داخل المهبل، ولكن قد يتم استبدال بكتيريا العصيات اللبنية بالبكتيريا اللاهوائية.
إذا فقد يحدث تلوث المهبل بفعل هذه المسببات :
- التهاب المهبل الجرثومي Bacterial vaginosis وينتج عن فرط نمو الجراثيم من نوع غاردنيرلا Gardnerella مع جراثيم لاهوائية Anaerobic، ويتميز بالإفرازات ذات الرائحة الكريهة.
- العدوى بفعل داء المبيضات Candida، وهي عبارة عن فطر من نوع الخمائر Yeasts وهي المسبب الاكثر شيوعاً للالتهابات من بين الفطريات.
- المشعرة المهبلية Trichomonas Vaginalis. إن المشعرات المهبلية هي طفيلي أحادي الخلية ذا سوط Flagellum حيث يخرج من جهته الأمامية أربعة أسواط ومن جهته الخلفية ذيل، ويؤدي هذا الطفيلي إلى تهيج وزيادة الإفرازات المهبلية من المهبل.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حالات غير تلوثية وقد تحدث أعراض تذكر بالالتهابات المهبلية، بما في ذلك حدوث إحمرار، وحكة مؤلمة. وعلى سبيل المثال، فقد تلامس النساء مواد قد تسبب الحساسية لهن، أو يظهر لدى أجسامهن رد فعل تحسسي تجاه استخدام بعض المنتجات المخصصة لتنظيف المناطق الحساسة والتناسلية أوقد تظهر أعراض الالتهاب نتيجة وجود نقص في الهرمونات وتحديداً عند النساء في مرحلة الشيخوخة “سن اليأس”.
ويذكر أن 25% من النساء يتوجهن إلى زيارة الطبيب المختص في أمراض النساء بسبب زيادة الإفرازات المهبلية لديهن. وقد أظهر الأطباء أن السبب الرئيسي وراء حدوث التهيج في المهبل، أو زيادة في الإفرازات وحدوث الالتهابات ناجم عن تغيير مستوى الحموضة في المهبل وحدوث خلل في التوازن البكتيري الطبيعي داخل المهبل.
الالتهابات المهبلية: النظافة الوقائية وطرق العلاج
أعراض تلوث المهبل
وحرصاً على صحتك وصحة جسدك، نوضح لك بعض الأعراض التي قد تشير إلى حدوث التهاب في المهبل وهي :
- زيادة أو نقصان الإفرازات المهبلية.
- تغير في لون المادة المفرزة.
- ظهور الرائحة أو ملمس المادة، وهي علامات على وجود تلوث فطري أو بكتيري.
- التلوثات المهبلية ترافق في كثير من الحالات، حالة التهاب المهبل Vaginitis التي تتميز بتورم وإحمرار في المنطقة، وحدوث تهيج أو حكة وافرازات غير طبيعية.
المحافظة على نظافة المناطق الحساسة؟
- غسل منطقة المهبل بالماء دون الحاجة إلى الصابون المعطر، فهذه المواد تحتوي على مستوى حموضة مرتفعة (pH) ولا تتناسب مع مستوى الحموضة في داخل المهبل، حيث يمكن لهذه المواد المعطرة أن تزيد من خطر حدوث التلوث والالتهابات في المهبل. لذا يوصى بغسل الأعضاء الحساسة والعضو التناسلي بالماء، واستخدام المنتجات المعدة لهذه المناطق.
- تجنب ممارسة الجنس عن طريق فتحة الشرج أو عن طريق الفم أو دون وقاية، اذ قد يؤدي هذا النوع من العادات الجنسية، الى نقل البكتيريا الموجودة في القولون (في الجنس الشرجي) والحلق (في الجنس الفموي) الى المهبل، ويؤدي ذلك الى ظهور الالتهابات والتلوثات المهبلية.
- عدم استخدام المناديل الرطبة العادية فهي تحتوي على درجة حموضة مختلفة عن تلك المركزة داخل المهبل، واستخدامها قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة. لذا يوصى باستخدام المناديل الرطبة المعدة للحفاظ على المنطقة التناسلية.
- الصابون ومزيلات العرق على أنواعها لديها درجة حموضة مختلفة عن تلك المطلوبة للحفاظ على الحموضة المنخفضة في المهبل واستخدامها قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
- استخدام سراويل القطن فهي تساعد في التهوية، وتمتص العرق بشكل أفضل خاصة في منطقة المهبل، وتؤدي إلى حدوث تهيج أقل وبالتالي تقلل من احتمالية اصابة المهبل بالملوثات الجرثومية.
- الفوط اليومية جيدة للاستخدام لكن يشترط لا بل من الضروري استبدالها كل بضع ساعات، لتمنحك الشعور بالنظافة والجفاف.
- استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس قد يحمي المهبل من الملوثات. لاسميا وأن الجنس الغير امن هو من العوامل الخطرة والمسببة للإصابة بالأمراض المنتقلة جنسياً، والتلوثات، وحالات التهاب المهبل المتكررة.
- الالتهابات المهبلية المتكررة تتطلب الفحص لدى الطبيب النسائي وتلقي العلاج الوقائي.
- الابتعاد عن استخدام الكريمات والتي تحتوي على درجة حموضة (pH) مختلفة عن الدرجة المركزة في المهبل، والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث للالتهابات والتلوثات.
- الرائحة الشديدة والكريهة في المهبل هي علامة على وجود التهاب مزمن في المهبل ويتطلب حينها العلاج.
وحرصاً على صحة المهبل، هناك بعض الأمور التي يجب عليك معرفتها وهي :
- الاعتقاد الشائع الذي يدعي أن التبول بعد ممارسة الجنس كافٍ لمنع الالتهابات المهبلية – هو اعتقاد خاطئ. بل من الضروري ايضاً غسل بقايا السائل المنوي، الذي يحوي درجة حامضية (pH) مرتفعة عن تلك التي في المهبل، وبالتالي قد يؤدي ذلك لظهور الالتهابات المهبلية والافرازات المصحوبة برائحة كريهة.
- إذا كنت تعانين من الالتهابات المتكررة، فيوصى أن يقوم زوجك بإجراء فحص لدى الطبيب النسائي، أو طبيب المسالك البولية. قد يكون حاملاً للعدوى دون أن يعرف أو انه يعرف ذلك وبالتالي فهو يسبب لك العدوى عند قذف السائل المنوي داخل المهبل.