أخبار دولية

فيروس كورونا يواصل انتشاره ومنظمة الصحة العالمية تدعو إلى تعزيز المكافحة

يواصل فيروس كورونا المستجد تقدمه بلا هوادة في جميع أنحاء العالم الجمعة، فيما تحذر منظمة الصحة العالمية من أن بعض البلدان لا تتعامل بالجدية اللازمة مع إجراءات مكافحة الوباء.

وفي حين يبث الوباء الذعر في الأسواق المالية بسبب عواقبه الاقتصادية فإنه يتجه كذلك إلى توتير العلاقات بين الدول، بدءًا من اليابان وكوريا الجنوبية.

وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس “كما نعلم جميعنا (…) الوباء لا يرحم”.

لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن “قائمة طويلة” من البلدان لا تفعل ما يكفي لمحاربة فيروس كورونا.

وقال مديرها العام تيدروس ادهانوم غيبريسوس “هذا ليس تمرينًا، هذا ليس وقت الاستسلام، ليس وقت البحث عن أعذار” لكنه لم يسم البلدان المستهدفة بكلامه.

لكن في الولايات المتحدة، سلطت كبرى نقابة الممرضين الضوء على حالة العديد من المستشفيات غير المستعدة لمواجهة الوباء وعبرت عن القلق إزاء نقص المعدات والمعلومات لدى العاملين في الرعاية الصحية وعدم حصولهم على التدريب اللازم.

ووافق الكونغرس بالإجماع تقريبًا على خطة طارئة بقيمة 8,3 مليارات دولار لتمويل جهود مكافحة فيروس كورونا، الذي أصاب أكثر من 180 شخصًا وخلف 12 وفاة على الأقل في البلاد.

واقترح الرئيس دونالد ترامب ميزانية أولية بقيمة 2,5 مليار دولار لكن المعارضة اعتبرتها غير كافية.

وأقر نائب الرئيس مايك بنس، المسؤول عن تنسيق الاستجابة للوباء، بأن البلاد ليس لديها ما يكفي من اختبارات تشخيص الوباء لتلبية الطلب المتوقع.

وقبالة كاليفورنيا، بدأت السلطات الخميس بإخضاع ركاب سفينة “غراند برنسيس” للفحص لمعرفة إن كانت توجد بينهم إصابات بفيروس كوفيد-19. يوجد على متن السفينة السياحية نحو 3500 شخص وتملكه الشركة نفسها التي تملك سفينة “دايموند برنسيس” التي خضعت للحجر الصحي في فبراير في اليابان. وقد أصيب أكثر من 700 من ركاب تلك السفينة بالفيروس وتوفي ستة منهم.

في جميع أنحاء العالم، يزداد عدد الإصابات التي قاربت المئة ألف حالة إذ أبلغت 85 دولة ومنطقة عن 97510 إصابة على الأقل، بينها 3346 وفاة، وفقًا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس الخميس عند الساعة 17:00 ت غ.

ووضعت حكومة إيطاليا، أكبر بؤرة للوباء في أوروبا، خطة بقيمة 7,5 مليارات يورو للتعامل مع الوباء وعواقبه.

ويتأكد استقرار أعداد الإصابة في الصين، البلد الأكثر تضرراً، إذ أبلغت بكين الجمعة عن 30 حالة وفاة جديدة، وهو أدنى عدد منذ 27 فبراير. لكن المسؤولين يشعرون بالقلق إزاء مخاطر إعادة إدخال الفيروس مع قادمين من دول أجنبية. وقد سجلت في الصين 36 إصابة مستوردة من إجمالي 80552 حالة.

وتترافق الأزمة مع احتجاج غير مألوف ضد النظام الشيوعي، إذ واجهت النائبة الأولى لرئيس الوزراء سون تشونلان والمرأة الوحيدة العضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، خلال زيارتها إلى ووهان، بؤرة انطلاق الوباء، صيحات الغضب والاستهجان من السكان المحبوسين في منازلهم والذين بدوا غير راضين بسبب معاناتهم من نقص المؤن والأغذية.

لا تزال الأسواق المالية الآسيوية متأثرة من جراء الأزمة والجمعة، بعد يوم من تعثر البورصات الأوروبية ثم بورصة وول ستريت، أغلقت طوكيو على انخفاض حاد بلغ -2.72 %.

وحذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) من أن الهبوط الحاد في حركة النقل الجوي حول العالم قد يؤدي إلى خسارة الشركات عائدات تصل إلى 113 مليار دولار.

وتوقفت شركة “فلايبي” البريطانية التي توظف ألفي شخص عن العمل ووضعت تحت الحراسة القضائية، بينما أعلنت شركة طيران “تاب” البرتغالية إلغاء حوالى 1000 رحلة.

ويتخذ العديد من البلدان إجراءات منع من الدخول أو فرض الحجر الصحي على المسافرين الآتين من بلدان متأثرة بالوباء. وقد فرضت 36 دولة بالفعل حظراً تاماً على دخول القادمين من كوريا الجنوبية، وفقًا لسيول، واتخذت 22 دولة أخرى إجراءات فرض الحجر الصحي.

وأعلنت سيول أنها ستستدعي السفير الياباني للاحتجاج على إجراءات الحجر الصحي “غير المنطقية” التي فرضتها اليابان على الآتين من كوريا الجنوبية.

وعبرت الرئاسة الكورية الجنوبية الجمعة عن “أسفها العميق” لقرار اليابان ووصفت استراتيجيتها لمكافحة فيروس كورونا المستجد بأنها “مبهمة وغير فعالة”.

وقالت الرئاسة إن مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي يدرس “الإجراءات اللازمة بناءً على مبدأ المعاملة بالمثل”.

وفي اليابان، ألغيت فعاليات الذكرى السنوية لتكريم ضحايا الزلزال والتسونامي الذي وقع في 11 مارس 2011، وفق ما أعلن مسؤولون. على مدى السنوات الثماني الماضية شارك في الفعاليات رئيس الوزراء وأفراد من عائلة الامبراطور ونواب ودبلوماسيون إلى جانب عائلات الضحايا.

في هذه الأثناء، يصيب الفيروس دولًا جديدة كل يوم إذ أعلنت مملكة بوتان المنعزلة في جبال هملايا عن أول حالة إصابة الجمعة، والمصاب سائح أميركي.

في غضون أسابيع قليلة، أصبحت الأقنعة ومواد التعقيم والقفازات والبزات الواقية من السلع الأساسية النادرة. وأصدر العديد من الدول توجيهات بحظر تصدير المعدات الطبية.

في فرنسا، قبض على ثلاثة رجال لمحاولتهم بيع 40 ألف قناع واق منتهية الصلاحية.

ويتأثر عالم الرياضة أيضًا إذ أرجئت إلى أجل غير مسمى مباراة لعبة الركبي في بطولة الأمم الست بين إيطاليا وانكلترا، والتي كانت مقررة في روما في 14 مارس. وتأجل ماراثون باريس إلى 18 أكتوبر بدلاً من 5 أبريل.

المصدر: الدار ـ أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى