بريطانيا تنتهج “مناعة القطيع” ضد كورونا
النظرية تقول : اتركوا الشعب يُصاب بالفيروس حتى يبني مناعةً ضدّه
قال السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين في بريطانيا، إن فكرة “مناعة القطيع Herd Immunity” ستساعد العالم من خطر فيروس كورونا “كوفيد-19”.
وأقرّ فالانس، وفق صحيفة The Telegraph البريطانية، أنّ التضييق على انتشار الفيروس من خلال الحجر الصحي الذي تقوم به معظم دول العالم قد يتسبب بعودة المرض من جديد مستقبلاً.
ويبدو أن الحكومة البريطانية تتبع سياسة “مناعة القطيع Herd Immunity” بالفعل في مواجهة فيروس كورونا، إذ لم تتخذ الكثير من الإجراءات الوقائية التي أُتخذت في الكثير من دول العالم، رغم تسجيل 1,140 إصابة حتى مساء الأحد 15 مارس 2020 و21 حالة وفاة.
كبير المستشارين العلميين في بريطانيا السير باتريك فالانس قال إنّ الهدف هو “الحد من الذروة، وتوسيعها، وليس قمعها تماماً”، كما يجب بناء نوع من “مناعة القطيع” لأنّ الغالبية العظمى من الناس يُصابون بمرضٍ خفيف، لذا سيتمتّع عددٌ أكبر من الناس بمناعةٍ ضد هذا المرض وتقل العدوى.
من جانبها، قالت مديرة مركز اللقاحات بيتي كامبمان بجامعة لندن، إنّ الحكومة تبدو وكأنّها تُنفّذ نهجاً من شقين.
الأول وهو الشرنقة، أي عزل كبار السن عن المصابين وترك الناس تصاب بكورونا لزيادة مناعتهم، الأمر الذي سوف يخفض انتشار الفيروس داخل المجتمع في غضون شهور قليلة.
والثاني هو مطالبة الناس بالعزل الذاتي داخل المنزل لسبعة أيام، في حال شعروا بالمرض، وهي وسيلةٌ لإبطاء انتقاله فقط.
لكنّها أضافت قائلةً إنّها تعتقد أنّ الأشخاص الأكثر عرضة لخطر المرض الشديد – مثل الذين يُعانون من ظروف صحية خطيرة مرتبطة – يجب أن يُمارسوا العزل الذاتي”.
بدورها شكّكت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في نهج المملكة المتحدة، وقالت:
“نحن لا نمتلك المعلومات العلمية الكافية عن هذا الفيروس، إذ لم يقض وقتاً كافياً وسط السكان حتى نتمكّن من تحديد ما يفعله من الناحية المناعية، إذ يعمل كل فيروس بطريقة مُختلفة داخل جسمك، ويُحفّز ملفاً مناعياً مُختلفاً، ويُمكننا الحديث عن النظريات بالطبع، ولكنّنا نُواجه في الوقت الحالي وضعاً يجب أن ننظر خلاله إلى العمل”.
كما شكّك أنثوني كاستيلو، أستاذ صحة الطفل الدولية في هذا التكتيك وجادل بأنّه يبدو مُخالفاً للسياسة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية التي كان رئيساً لها في السابق.
وبحسب منظمة الصحة العالمية ينتقل الفيروس أيضاً من شخص مريض إلى آخر من خلال رذاذ الفم الناتج عن سعال المريض أو زفيره، لذلك من المهم أن تبقى على بُعد متر واحد على الأقل من الشخص المصاب.
كما ينتشر من خلال لمس يدي الشخص المصاب أو وجهه، أو عن طريق لمس أشياء مثل مقابض الأبواب التي لمسها الأشخاص المصابون.
أما بالنسبة لأكثر أعراضه شيوعاً فهي الحمى والتعب والسعال الجاف، وتشبه أعراضه عموماً أعراض الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي وتسببها الفيروسات التاجية الأخرى.
وقد يصاب بعض المرضى كذلك بآلام في أنحاء الجسم كافة، أو احتقان الأنف أو سيلانه، أو التهاب الحلق أو الإسهال، وفي معظم الحالات لن تعرف ما إذا كان لديك فيروس كورونا أو فيروس مختلف يسبب اضطراباً في الجهاز التنفسي.
تبدأ هذه الأعراض في العادة بشكل خفيف، ثم تتزايد تدريجياً، وقد يصاب بعض الأشخاص بالعدوى، ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض ولا يشعرون بتوعّك.
المصدر: الدار ـ وكالات