الشيخ الفيزازي يوجه رسالة مؤثرة: اضربوا بقوة دون رحمة من لا يرحم أطفالنا ويسعى إلى إفساد حياة المغاربة
الدار/ رشيد محمودي
استنكر الشيخ محمد الفزازي، رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ، اليوم الأحد، المشاهد التي سجلتها مدينة طنجة ليلة أمس السبت، بعد خروج العشرات من المواطنين للشوارع في مواجهة صريحة وتمرد غير مسؤول على التعليمات والإجراءات الوقائية لمحاربة فيروس كورونا المستجد.
وقال الفيزازي، في بلاغ توصل موقع الدار بنسخة منه، إن التكبير ذكر لازم للمسلم من مهده إلى لحده. و طاعة لله تعالى في الصلاة وفي شتى العبادات لكن أن يتحول التكبير إلى منشّط للعصيان والتمرد، فهذا ما لا نقبله.
وتساءل الفيزازي، عن مَن وراء تحريض بعض الشباب في طنجة على خرق قرار المكوث في البيوت. ومَن الذي دفع بهؤلاء إلى كسر الحَجْر الصحي والانطلاق ليلا في الشوارع مكبّرين ومهللين. موضحا أن كل راشد يتحمل مسؤوليته، لكن من تولّى كِبْر هذا العصيان والتمرّد هو من دبّر وقدّر وعليه أن يدفع الثمن.
وأكد رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ، أن التكبير متلبِّساً بالتمرد على النظام العام حقٌّ أُريد به باطل. بحيث إنه العبث غير محسوب العواقب. ومحاولة يائسة للاصطياد في الماء العكر. بل إنه محاولة لتعكير الماء الصافي لحاجة في نفس عدوّ الوطن قضاها دون فلاح فيما قضى. قائلا” نها المخاطرة بصحة العباد، وإنها المغامرة الإجرامية بحياة الناس”.
وجاء في البلاغ ذاته، :” ما معنى أن يخرج قوم عَنوة في عصيان قبيح؟ ما معنى أن يواجهوا الجيش والشرطة ورجال السلطة تلك المواجهة الغبية؟ ماذا لو لم يغلّب المسؤولون الحكمة على الرد العنيف؟ ماذا لو اتسعت دائرة المستجيبين للخروج وعمّت الفوضى واندلع الشغب؟ أيّ هيبة ستبقى للدولة بعد ذلك إذا لم تضرب على يعد العابثين بيد من نار؟ التكبير ، ذلك الذكر المقدّس، كان مهيّج الحماسة عند أكثرهم بحسن نيّة ولا شك. كانوا يتضرعون إلى الله لرفع العَنَت، أيضاً بلا شك. ولكن حسن النيّة لا تعني إسقاط المسؤولية، لا سيما وأن أمْر وليّ الأمر بعدم الخروج من البيوت لم يكن مجهولا عند أحد. التكبير ليس في حاجة إلى التحريض. كلّ المسلمين يكبّرون الله. فلا مزايدة لأحد على أحد. والعِبرة هي في طبيعة استغلال هذا التكبير، ولأي توظيف استُعمِل وفي سبيل ماذا”.
وتابع قائلا: إن الذكْر المقدس المتلبس بمغامرة السوء، أشبه ما يكون بتسمية الله على شرب الخمر والحرص على شربه باليمين…من حرّض تلك الحفنة من شباب طنجة على الخروج المتهوّر مطلوب للمساءلة القضائية فوراً ودون تراخٍ أو إرجاء لا تساهل مع من يعبث بسلامة الشعب، ولا تجاهل لمن يدبّر لنا الموت تحت مظلة التكبير والتهليل. وحتى أولئك الذين تجمعوا للصلاة بجوار المساجد المغلقة في عصيان متعمّد كانوا مخطئين. مخطئين، ما لم تكن هناك نيّة سيئة أخرى مكرت بهم من طرْف خفيّ”.
وطالب الفيزازي أهل السلطة باتخاذ كل الإجراءات الصارمة، قائلا:” اضربوا بقوة دون رحمة من لا يرحم أطفالنا ويسعى إلى إفساد حياة المغاربة.. اضربوا بقوة المحتكرين في السوق ومصّاصي الدماء المستغلين للوضع الاستثنائي للاستغناء النّذل بالزيادات في أثمان القوت. حياتنا أمانة في أيدنا. فلنحْمِ الأمانة بكل صرامة وبلا هوادة”.