المغرب يكسر فكرة “التفوق الغربي” النّمطية
الدار/ سعيد المرابط
كانت العواصم الأوروبية الرئيسية، هي مكان الراحة للطلاب الإسبان لتنفيذ برنامج “إيراسموس” (ERASMUS)، خاصة إيطاليا أو إنجلترا، لكن عندما تدور الخطوط على الخريطة بدلاً من الشمال باتجاه الجنوب، يوجد اعتراف بالدول الأخرى، مثل المغرب الذي كسر حسب ما وصفه موقع “كوبي.إس” الإسباني، “التفوق الغربي”، وحينها تبدأ بالتالي، تلك الدول في التعبير عن حقائق أي مكان أوروبي أو شرقي آخر، حيث تتحرك التيارات المحافظة أو التقدمية أو العلمانية، “كل صالح دون استثناء”.
وتعتبر العاصمة المغربية الرباط، اليوم، هي المركز الإداري للمملكة، ومهبطًا للوكالات الدولية والسفارات من جميع أنحاء العالم والمنظمات والطلاب الدوليين.
ويأتيها في الواقع، كل عام المزيد من الإسبان من مختلف التخصصات على استعداد لتبادل الثقافات مع الطلاب المغاربة وغيرهم، “أنت ذاهب، إلى المغرب؟”، صاح أصدقاء غونثالو، عندما أعلن عن وجهته الجديدة في إيراسموس.
“فهم يتوقعون أن أذهب في إجازة لمدة أسبوع ولكن ليس لمزيد من الدراسة”، يوضح لذات الموقع، في كادينا كوب الشاب جونثالو، طالب العلاقات الدولية، الذي يعيش تجربة جديدة في البلد الذي يجب أن ترك صورا نمطية عميقة، كمكان لكافة الإيديولوجيات والسلوكيات الممكنة، والتلميحات الكلاسيكية لإحتقار النساء المسلمات واستبعادهم، وجيوب الفقر، والجمال والشاي، واستهلاك حقائق أخرى عمياء، كالحشيش المتعدد الذي تعرف به البلد الناشئة.
هذا، مع مواضيع معلقة كبيرة في مجال حقوق الإنسان، أو حكم أفضل، ولكن مع إرادة لا يمكن دحضها في طموح المجتمع لمواصلة التقدم.
وهكذا، يقدم البلد المجاور لإسبانيا؛ عرضًا ثقافيًا واسعًا جدًا، وبرامج تعليمية بمستوى التدريس للمدرسين المغاربة عالي، ولكن أيضًا من الجنسيات الأخرى.
الجامعة الدولية في الرباط (UIR) مثالية، وبهذا المعنى، لأنها تزود الطلاب بالتعليم العالمي الذي يحتوي على عناصر الأنثروبولوجيا، علم الاجتماع، اللغة العربية، وغيرها.
وقالت آنا، 24 عاما من سالامانكا، التي كانت تخشى في بداية إقامتها من أن تعاني في المغرب، «صدمة ثقافية» أو أيضا أن تشعر بمخاوف سمعتها عبر وسائل الإعلام عن عدم الأمان الناجم عن التطرف العنيف والجريمة وما إلى ذلك … لكن المغرب “لا ينبغي أن يكون مصدرا للخوف”، لأن الدول الأخرى ذات مستويات الخوف العالية لا ينبغي أن تكون مؤشرات الجنوح أو العنف الجنسي، كإسبانيا مثالا، “انظر، المغرب تدرس بطريقة متجانسة، وهناك الكثير في المغرب، يظهر في الشرق وأوروبا وأفريقيا، اعجابا به”.
وتؤكد غونزالو، التي فوجئت بالبلد، التي احتضنتها أضواءها العديدة، دون أن تحتاج إلى نهج لتجاوز العوائق الثقافية أو غيرها، “أستطيع أن أفهم ما يفكر فيه بعض الأصدقاء، لكن هذا بسبب نقص المعرفة والجهل”، مضيفةً، “توجد التنانير القصيرة التي تسرف في شوارع البلاد، وهذا أيضا هو المغرب المتنوع، وكذلك نساء ملفوفة في حجاب، وسراويل ضيقة وشعر مستعار. وكلها مصممة في المشهد اليومي للمغرب”.
وقالت روث من جامعة مدريد المستقلة، التي صدمها طبخ الشباب المغربي في المنزل، “ما الذي سيحدث للنساء العاديات”، وأضافت “لدينا انطباع بأن الرجال لا يطبخون أو ينظفون، لكن الأجيال الجديدة غيرت السلوكيات والأنماط التي وضعتها المجتمعات الأبوية”.
تنقل الطلاب إلى دول مثل المغرب لا يسمح فقط بتغيير جغرافي، ولكن أيضا بالتحول الفكري والروحي للشباب لأنه “ليس فقط التحرك جسديا يفيد الشخص، ولكن يدخل لامتصاص ما هو أكثر إيجابية في البلاد”، كانت هذه وجهة نظر، حكيمة الفاسي الفهري، مدير العلاقات الدولية في جامعة الرباط، أدلت بها في تصريحات لموقع “cope.es”.