الرأيالمواطنسلايدر

وكأن البحر والغابة حكرا عليهم وحدهم..!

الدار/ رضا النهري

من بين المشاهد الطريفة، والمقرفة أيضاً، أنه خلال الحجر الصحي الحالي، يفكر بعض الناس بطريقة أغرب من الغرابة، فيبدون في المنزلة بين المنزلتين، أي بين التعقل والحمق..

في بعض الحالات يمل البعض من قعودهم في البيت فينتبهون إلى ما يشبه الحيلة ويقررون التوجه الى الغابة او إلى شاطئ البحر، وحين يقترب منهم أفراد الأمن ليسألونهم عن سر هذا الخروج الغريب، يجيبونهم بأنهم بعيدون عن الناس، وأنهم لا يضرون أحدا ولا يتعرضون للإضرار من أحد.

هذه فعلا عبقرية، لكنها عبقرية تمشي على رأسها، لأن هؤلاء يعتقدون أنهم وحدهم الذين يملون من الجلوس في البيت، وأنهم وحدهم من تفتقت عبقريتهما لفذة عن فكرة الذهاب الى الغابة او البحر، وأن باقي عباد الله مجرد أغبياء لم تطرق هذه الفكرة بالهم مطلقا..!

شاطئ البحر الذي يتوجهه اليه البعض هذه الايام هو منى الكثيرين، والغابة التي يختبرون بين أشجارها يتمنى الجميع ارتيادها، ومع ذلك فإن الأغلبية الساحقة من الناس تلتزم بالمكوث في البيت، بينما يفضل البعض التذاكي.

لو ان كل واحد قرر الذهاب بعيدا الى البحر او الغابة هذه الايام لتحولت الشواطئ والغابات الى مهرجانات، لان الجميع يتوقون إلى ذلك.

هناك أيضاً أشخاص يتحايلون بشكل غريب على الحجر الصحي المنزلي ويركبون سياراتهم مع أبنائهم ويغادرون منازلهم في جولات هنا وهناك، من دون مغادرة سياراتهم، وهذا نوع غبي من مراوغة الفيروس، لأنهم لا يدركون ان الخطر قد يكمن لهم في أي مكان، في باب البيت او باب العمارة او الأدراج او المصعد او حتى باب السيارة.

هذا النوع من التذاكي، رغم أن من يقومون به قلة، إلا أنه ينبغي اتخاذ إجراءات صارمة في حقهم، ليس لأنهم يتلاعب ون بسلامتهم الشخصية، بل لأنهم يتلاعبون بسلامة مجتمع بكامله.

زر الذهاب إلى الأعلى