أخبار الدارسلايدر

كاردينال المغرب: يؤلمني وضع عدد من المغاربة البسطاء و الكثير منهم لن يستطيعوا كسب قوتهم إذا استمر الحجر

الدار / خاص

قال كاردينال المغرب ورئيس أساقفة الرباط، الإسباني كريستوبال لوبيث روميرو، ان إجراءات العزل الصحي الصارمة التي اتخذتها السلطات المغربية منذ يوم 20 مارس المنصرم، والهادفة إلى الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، تجنبا للسقوط في بعض الأخطاء التي سقطت فيها دول قريبة (إسبانيا وإيطاليا)، وبعيدة ( إيران وأمريكا)؛قد عمَّقت معاناة آلاف المغاربة والمهاجرين في مختلف المدن المغربية، الذين يحصلون على قوت يومهم ودفع سومة الكراء من التسول وبعض الأعمال البسيطة التي لا تسمن ولا تغني من جوع”.

وأضاف قائلا في حوار مثير مع صحيفة “لاريخيون ديجيتال”، يوم السبت الماضي، :” كثير من هؤلاء المغاربة والمهاجرين لن يجدوا بعد يومين من الحجر الصحي ما يأكلونه”، مشيرا الى أنه  يشعر بـ”قلق كبير على المستوى الاجتماعي؛ أنا أسمع كلمة تراجيدية تصلني عبر رسالة صوتية: “الجوع””. وتابع: “هناك الآلاف من إخواننا المهاجرين والمغاربة الذين يعيشون بفضل التسول وبفضل أعمال بسيطة تضمن لهم لقمة العيش.. وفجأة اختفت الإمكانيتان.. وبعد يومين (من العزل) لن يستطيعوا الأكل”.

كما تحدث الكاردينال، أيضا، عن موضوع “الكراء” الذي يثقل كاهل المغاربة نفسيا وماديا في ظل الحجر الصحي، لاسيما غير المنخرطين في صندوق الضمان الاجتماعي أو غير المسجلين في “راميد”، مضيفا “وقل الشيء ذاته عن كراء الغرف، وليس البيوت، التي يعيشون فيها.. يؤلمني هذا كثيرا؛ نحاول تخفيف المعاناة ما استطعنا، لكن الأمر أشبه بوضع رقع إطار الدراجات في عجلة الجرار”.

من جهة أخرى، أثار كبير ممثلي البابا بالمغرب النقاش الدائر حول مصدر الوباء الذي يضرب العالم، بحيث انتقد بشدة بعض رجال الدين والدعاة الذين يروجون لما مفاده أن الفيروس عقاب إلهي. ويرى الكاردينال أن مثل هذا كلام غير مقبول وغير معقول، قائلا: “هذا غير مناسب وغير معقول. مؤخرا كنت أسمع تفسير أحد القساوسة.. وانتهيت إلى تركه وشأنه”. واعترف الكاردينال أنه اضطر في ظل محاولة البعض نسب إلى الله أشياء تسبب فيها الإنسان، إلى توجيه رسالة إلى نحو 45 ألف مسيحي في المغرب (من بينهم ثمانية آلاف مغاربة) قائلا: “ليس من حق أي أحد تحميل الله هذا الوباء. ليس الله هو من أراد هذا! بل أكثر من ذلك لا يتعلق بعقاب إلهي! قول مثل هذا الكلام من الكفر. لا يجب أن نجعل الله مسؤولا عما قمنا به، وما يتعلق بنا، وما يرتبط بنمط عيشنا، وبطريقة تصرفنا، وبالنظام الذي أعطيناه للعالم”.

زر الذهاب إلى الأعلى