الرأيسلايدر

الوجه الآخر لمعاناة جنود الصف الأول في مواجهة “كورونا”

الدار/ رضا النهري:

المئات من الأطباء والممرضين وعمال المستشفيات في مختلف بقاع العالم قضوا نحبهم أو أصيبوا بالعدوى وهم يقفون في الجبهة الأمامية لمواجهة الفيروس الشرس “كورونا”، الذي لا يزال مصرا على التنكيل بالبشرية.

وفي كثير من بلدان العالم، يقف الناس عرفانا لهذا الجميل، ويحاولون ما أمكن التخفيف من معاناة الطواقم الطبية، سواء عبر الدعم الرمزي والمعنوي، او عبر الدعم المباشر عبد اعداد وجبات خاصة لهم وتقديم الدعم اللوجستيكي بمختلف الوسائل.

لكن مقابل هذا الوجه الرائع للتضامن بين الناس والطاقم الطبية في زمن ” كورونا”، فإن هناك وجها قبيحا ومقيتا كشف عنه تحقيق مثير أجرته صحيفة “إيل باييس” الإسبانية في عددها الأربعاء، والذي أبان عن عذاب يومي للطواقم الطبية خارج المستشفيات، والمتمثل في عدوانية غريبة من جانب قطاع من المجتمع، سواء في إسبانيا أو في بلدان أخرى.

وأدرج التحقيق أمثلة لممرضين وأطباء من الجنسين وهم يواجهون تنكيلا يوميا، يصل الى درجة محاولة جيرانهم طردهم من مساكنهم بسبب اشتغالهم في خليات الطوارئ بالمستشفيات الخاصة بمصائب الفيروس، او حتى محاولة الاعتداء عليهم جسديا ومعنويا.

وتقول الممرضة كلارا سيرانو انها تعرضت لهجوم من بعض جيرانها في العاصمة الإسبانية مدريد بعد أن علموا بإصابتها بالعدوى بسبب عنايتها بالمصابين بالمستشفى، وأن باقي الجيران لم يتدخلوا للتضامن معها، رغم علمهم بأنها أصيبت لكونها في الجبهة الأمامية في مواجهة الفيروس.

وأدرج التحقيق حكاية شاب في الحادية والثلاثين من العمر، مصاب بالعدوى، لم يجد فراشا في المستشفى فبقي ملازما لسيارته في الشارع المجاور، وتعرض لهجوم شرس من عدد من السكان الذين أرغموه على الابتعاد رغم انه كان يعاني من حمى قوية.

ويحكي طبيب كيف انه عاد من المستشفى فوجد رسالة معلقة على باب شقته تشكره على المجهودات التي يقوم بها، موقعة من جيرانه، والذين طلبوا منه ان يفكر في العجزة والأطفال في العمارة، وترجوا منه أن يترك الشقة ويسكن في المكان المخصص للأطباء في المستشفى.

حكايات كثيرة ومؤلمة أوردها التحقيق، بما فيها شتائم ومحاولات اعتداء جسدي، والتي تكشف على ان هذا الفيروس لا يهدد فقط السلامة الجسدية وحياة الناس، ولكن يهدد عقولهم وأخلاقهم بشكل خطير.

زر الذهاب إلى الأعلى